فلسطينيون.. عاديون ومسؤولون يدعون على الـ«فيس بوك» إلى مسيرات مليونية

TT

يبدو أن التجمعات الشبابية الفلسطينية التي تشكلت مؤخرا عبر الـ«فيس بوك»، وتطالب بإنهاء الانقسام والاحتلال، وانضم إليها مؤخرا مسؤولون وأكاديميون ووزراء ومثقفون، دقت جرس الإنذار في إسرائيل قبل رام الله وغزة. وقالت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية، أمس، إن قيادة الجيش الإسرائيلي تتهيأ للتعامل مع احتمال وقوع عشرات المظاهرات والمسيرات الحاشدة بصورة متزامنة في أنحاء الضفة الغربية على غرار الاحتجاجات الجماهيرية الأخيرة في تونس ومصر. وقال ضابط كبير في الجيش إن إجراءات مختلفة تتخذ للتعامل مع سيناريوهات عدة، من بينها احتمال مواجهة 30 مسيرة مرة واحدة يشترك عشرات آلاف المتظاهرين. وبحسب الصحيفة، فإن الجيش يعمل على تشكيل قوات للتدخل السريع يكون بوسعها القيام بمناورات سريعة والوصول في أسرع وقت إلى مسرح أي مظاهرة في الضفة في مرحلة مبكرة. كما يبحث عن تلال استراتيجية مشرفة في الضفة يمكن استخدامها كنقاط وأماكن تمركز عند الضرورة للقيام بمهام استطلاعية واستكشافية، لمتابعة الأوضاع عن كثب داخل المدن والبلدات الفلسطينية. وعمليا يبدو هذا الخيار ممكنا، إذ بدأت تتجهز له أوساط شبابية واسعة انضم إليهم مسؤولون وأكاديميون وأسرى سابقون ومفكرون. وأمس، أصدر أكاديميون ومثقفون بيانا قالوا فيه إنهم «فلسطينيون غير عنفيين» وأصبحوا يؤمنون بأن الصمت على الظلم لم يعد مقبولا عند الشعوب العربية التي بدأت بكسر حاجز الخوف، وممارسة حقها المشروع بالمطالبة العلنية الجماعية بالكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية من خلال مشاركة فعلية من كل الشرائح والأعمار، وفي مقدمتها الشباب.

وأضافوا أن «الأحداث التي نشهدها اليوم هي إعلان وإثبات واضح بأن الظلم والقمع عنف لن يدوم، كما ثبت اليوم أيضا أن قوة اللاعنف قد فتحت الباب واسعا للجماهير المظلومة للتعبير الفعال عن همومها وحقوقها ولتغيير وضعها للأفضل». وربطوا بين ما جرى في مصر وتونس وما يجب أن يجري في فلسطين، وقالوا إن «إنهاء الاحتلال والدفاع المشروع عن أرضنا وهويتنا ومقدساتنا حق لنا وواجب علينا والتزام بمواصلة النضال لتحقيقها بالإيمان ووحدة الصف والتضحية والجهد الجماعي».

وهذه الدعوات، غير منفصلة عن دعوات أخرى أطلقها آلاف الشباب الفلسطيني على الـ«فيس بوك» لإنهاء الانقسام والاحتلال معا. وقال المشرفون على صفحة «الشعب يريد إنهاء الانقسام والاحتلال» إنهم سيصدرون بيانا يحددون فيه مطالبهم والخطوات اللاحقة التي ستتخذ عبر مسيرات واعتصامات في الضفة وغزة، متوعدين بتنظيم المظاهرات المطالبة بضرورة إنهاء الانقسام والاحتلال ووقف الاستيطان وقيام الدولة الفلسطينية. وانضم مسؤولون ووزراء حاليون إلى دعوة الشعب إلى التحرك نحو إنهاء الاحتلال والانقسام. وكتب عضو اللجنة المركزية لفتح، نبيل شعث على صفحته، يقول: «يوم الجمعة يوم بلعين واليوم ذكرى مرور ست سنوات على انطلاق النضال الشعبي الفلسطيني ضد جدار الفصل الإسرائيلي. كنت اليوم هناك وكان اتجاه الريح ضد جنود العدو فابتلعوا الجزء الأكبر من غازاتهم. أحب بلعين وأهلها المستمرين في نضالهم، المبدعين دائما. علينا أن نأتي بالآلاف لمواجهة الاحتلال. ثورة شباب مصر أبرزت نجاح الآلاف والملايين في مواجهة القمع. فلنوجه كل قوانا في مواجهة الاحتلال لعل ذلك يوحدنا لإنهاء الانقسام». وكتب وزير الاقتصاد حسن أبو لبدة على صفحته على الـ«فيس بوك» يقول: «مليونية مصر اليوم هدية للشعوب العربية كافة. متى سنصنع نصف مليونية فلسطينية مستمرة لرفض استمرار الاحتلال، وورفض استمرار المرحلة الانتقالية، والنشاط الاستيطاني، ورفض استمرار العمل في المستوطنات، ورفض كل مظاهر الحياد التي يمارسها السواد الأعظم من أبناء شعبنا في هذه المرحلة الدقيقة».