الأكراد يرفضون مقترح العرب بتشكيل لجان لتطبيع أوضاع المناطق المتنازع عليها

رئيس مجلس إدارة كركوك يقدم استقالته

TT

طرحت قائمة الحدباء العربية بمحافظة الموصل مبادرة لحل النزاع القائم بينها وبين قائمة نينوى الكردية المتآخية، وذلك بتشكيل لجان فرعية على مستوى المناطق المتنازع عليها للقاء المواطنين ومعاينة الأوضاع ميدانيا تمهيدا لتطبيع الأوضاع فيها، وتشمل اللجان المقترحة أقضية (سنجار ومخمور وتلكيف وزمار)، ولكن قياديا في قائمة نينوى رفض المقترح جملة وتفصيلا.

وكان أثيل النجيفي، محافظ نينوى ورئيس قائمة الحدباء، قد طرح هذا المقترح خلال تصريح له إلى قناة السومرية قائلا إن «المقترح يشكل مبادرة من قادة الحدباء لحل النزاع القائم بينها وبين القائمة الكردية».

وفي اتصال مع المتحدث الرسمي باسم قائمة نينوى المتآخية درمان ختاري، أكد لـ«الشرق الأوسط» أن «هذه الفكرة مرفوضة جملة وتفصيلا، وهي فكرة سبق أن طرحتها قيادة الحدباء في الاجتماع الذي عقدناه معهم في مطار الموصل قبل عدة أشهر». وأضاف: «من دون رجوعنا إلى مجلس إدارة المحافظة، لن يكون هناك أي حل لمشاكلنا ونزاعاتنا القائمة، فمجلس الإدارة هو المكان الأنسب لحل مشاكلنا وليس تشكيل لجان فرعية هدفها بالأساس هو المماطلة والتسويف وكسب المزيد من الوقت».

وشكك القيادي الكردي في قدرة تلك اللجان في حل النزاعات القائمة، وقال: «من أين لهذه اللجان السلطة والصلاحية المطلوبة لحل مشاكل نعانيها مع قادة الحدباء منذ أكثر من سنتين». وبرده على سؤال من «الشرق الأوسط» حول اعتبار هذه الخطوة بادرة حسن نية من قادة الحدباء، قال ختاري: «بالعكس، نحن عندما التقينا قادة الحدباء مؤخرا، لم نجد منهم غير التعنت والمكابرة والإصرار على مواقفهم، فإذا كانت نواياهم حسنة فعلا فليفسحوا المجال أمام عودة الأعضاء المنتخبين لمجلس إدارة المحافظة، والاعتراف باستحقاقاتنا الانتخابية، فنحن نمثل بالمقاعد الـ12 التي حصلنا عليها في انتخابات مجالس المحافظات مليونا من سكان المحافظة، ويفترض بقادة الحدباء أن يحترموا إرادة الناخبين ونتائج الانتخابات لا أن يماطلوا ويخلقوا الذرائع الواهية أمام حرمان الممثلين الكرد من المشاركة في إدارة الحكومة المحلية، والسعي لكسب الوقت بمثل هذه المقترحات المرفوضة». وأشار إلى أن «هذه الأفكار والمقترحات لا تأتي بأية حلول، ومشكلتنا أعمق من أن تحل بمثل هذه الحلول المجتزأة والفرعية، وخلال لقائنا الأخير وصلنا معهم إلى نفق مسدود، ولذلك لا نشعر بأي تحسن في مواقفهم، وبناء على ذلك فإننا قررنا مقاطعة حواراتنا معهم، وسوف لن نشترك في أي اجتماع قادم مع قادة الحدباء من دون تغيير جذري لمواقفهم والالتزام الكامل باستحقاقاتنا الانتخابية، ونريد منهم إعلانا رسميا وواضحا بذلك وإلا فإننا سوف لن نجتمع معهم مرة أخرى».

يذكر أن القائمة الكردية حصلت في انتخابات مجالس المحافظات العراقية على ثلث مقاعد مجلس إدارة المحافظة بواقع 12 مقعدا من أصل 37 مقعدا للمجلس، ولكن قادة الحدباء رفضوا إشراك أعضاء القائمة الكردية في إدارة شؤون المحافظة وحرمانهم من المناصب الإدارية على مستوى المحافظة.

وفي سياق متصل، تقدم رزكار علي، رئيس مجلس إدارة محافظة كركوك، باستقالته احتجاجا على ما أوردته بعض المصادر الإعلامية بعدم تعيينه محافظا للمدينة. وأشارت تلك المصادر إلى «أن اتفاقا جرى بين قيادة الحزبين الكرديين الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني والديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس الإقليم مسعود بارزاني، بتغيير محافظ المدينة عبد الرحمن مصطفى وتعيين رزكار علي محله، ولكن أوساط الحزبين أشارت إلى عدم الموافقة على ترشيح علي للمنصب، مما أدى به إلى التقدم باستقالته من رئاسة المجلس الذي سيتسلمه عضو المجلس ريبوار طالباني». يذكر أن رزكار علي عضو المجلس القيادي لحزب طالباني، يتولى رئاسة مجلس إدارة المحافظة لدورتين متتاليتين للمجلس.