دعوات لإعدام موسوي وكروبي.. والمعارضة الإيرانية تستعد للعودة إلى الشارع غدا

ابنتا موسوي تؤكدان أن والدهما مختف منذ أيام وتتخوفان من أن يكون تم اعتقاله

متظاهرون مؤيدون للنظام الإيراني يطالبون بإعدام كروبي وموسوي في طهران، أمس (أ.ف.ب)
TT

في وقت يتحضر فيه أنصار المعارضة الإيرانية للعودة إلى الشارع يوم غد حدادا على مقتل شخصين في مظاهرات الاثنين الماضي، دعا الآلاف من أنصار النظام الإيراني الذين احتشدوا أمس بعد صلاة الجمعة في طهران، إلى إعدام زعيمي المعارضة مهدي كروبي ومير حسين موسوي.

وجاء ذلك في وقت كشفت فيه ابنتا موسوي عن اختفاء والدهما منذ يوم الثلاثاء الماضي. ونقلت صحيفة الـ«نيويورك تايمز» الأميركية عن ابنتي موسوي، بحسب تصريحات أدلتا بها لموقع إيراني معارض، أنهما تخشيان أن يكون قد تم اعتقال والديهما الغائب منذ يوم الثلاثاء. وذكرت الصحيفة أن قوات الأمن تحاصر منزل موسوي، وأن كل وسائل الاتصال به قد قطعت. وكان الموقع الإلكتروني لكروبي قد ذكر يوم الأربعاء الماضي أن قوات أمنية قد داهمت منزل نجله الأكبر وأحدثت به أضرارا خلال محاولتهما اعتقاله.

وتكاثرت الدعوات مؤخرا إلى إعدام كروبي وموسوي المتهمين بالتمرد على المؤسسة الإسلامية في إيران، ودعا أنصار النظام في مظاهرة أمس إلى شنقهما، وهتفوا: «الموت لموسوي، الموت لكروبي، يجب شنق موسوي وكروبي».

إلا أن رئيس مجلس صيانة الدستور آية الله أحمد جنتي قال إنه لا داعي لإعدام زعيمي المعارضة مير حسين موسوي ومهدي كروبي «لأنهما ماتا بالفعل». وأضاف: «إلى من ينادون بإعدامهما أود أن أقول إنهما أعدما بالفعل. فقدا مصداقيتهما وهيبتهما وكل شيء». وتعكس نبرة رجل الدين البارز موقفا أقل تشددا، تشير إلى الإحجام عن تحويل زعيمي الحركة الخضراء المعارضة إلى شهيدين.

وكان مجلس تنسيق نشر الدعوة الإسلامية الذي نظم تجمع أمس قال إن المشاركين في التجمع «سيهتفون بكراهيتهم وغضبهم واشمئزازهم من الجرائم الوحشية والحركة الشريرة التي يقودها زعماء الفتنة وحلفاؤهم المنافقون والملكيون». وقالت لجنة صلاة الجمعة في طهران إن المشاركين في التجمع «سيدينون الأفعال الخائنة والمخجلة التي يقوم بها زعماء المعارضة وعملاؤهم»، حسب ما أفاد موقع التلفزيون الرسمي.

ويأتي الهجوم الأخير على زعيمي المعارضة وأنصارهما بعد احتجاجات مناهضة للحكومة الاثنين تمت الدعوة إليها للتضامن من الاحتجاجات التي تعم عددا من الدول العربية. وتحولت المظاهرة التي حظرتها الحكومة إلى اشتباكات دامية بين المتظاهرين وشرطة مكافحة الشغب قتل خلالها شخصان وأصيب الكثيرون الآخرون من بينهم 9 من عناصر قوات الأمن. وتعد هذه المظاهرة الأولى منذ 11 فبراير (شباط) من العام الماضي أثناء احتفال إيران بالعيد الـ31 للثورة الإسلامية.

وقامت عناصر قوات الأمن والميليشيا الحكومية بقمع تلك المظاهرة مثلما قمعت المظاهرات التي اندلعت في أعقاب إعادة انتخاب الرئيس الإيراني محمود أحمدي في يونيو (حزيران) 2009. ويخضع كل من موسوي وكروبي للإقامة الجبرية إلا أنهما دأبا على إصدار الرسائل لأنصارهما من خلال مواقعهما على الإنترنت مما أدى إلى إشعال المظاهرات المناوئة للحكومة. وأغضبت مظاهرة الاثنين أنصار النظام وكبار المسؤولين والمشرعين الذين طالبوا بإعدام موسوي وكروبي.

وكان رئيس السلطة القضائية آية الله صادق لاريجاني قد اتهم أول من أمس قادة المعارضة الإصلاحية بـ«الخيانة». وقال لاريجاني إن «خيانة قادة الفتنة واضحة للجميع ويجب أن تعلم هذه المجموعة من الخوارج أنه (رغم) التسامح في الإسلام فلن نقبل بأن يمسوا بالحكم». وأعلن لاريجاني من جهة أخرى أن الحكومة «ستمنع قادة الفتنة من نشر تصريحاتهم»، معتبرا أنهم «مدعومون من قبل الصهاينة والولايات المتحدة وبريطانيا».

إلا أن أنصار موسوي وكروبي دعوا إلى مسيرات جديدة في جميع أنحاء البلاد الأحد حدادا على مقتل شخصين في مظاهرات الاثنين بحشد الأنصار عبر الإنترنت. وقال بيان «لمجلس تنسيقية الحركة الخضراء» نشر على موقعي «سهم نيوز» و«كلمة الإلكترونيين» إن مظاهرات الأحد تهدف إلى أن تظهر «الدعم الحاسم» لموسوي وكروبي «لمواصلتهما السير على طريق الحرية والكرامة الإنسانية».

وقتل العشرات وأصيب عشرات آخرون واعتقل الآلاف عندما قامت السلطات بقمع المظاهرات المناهضة لأحمدي نجاد عام 2009. ويقول موسوي وكروبي اللذان خسرا في الانتخابات الرئاسية إن إعادة انتخاب أحمدي نجاد تمت بالتزوير. وكان أصدر كل من زعيمي المعارضة يوم الأربعاء الماضي بيانات على الإنترنت أعرب فيها كروبي عن استعداده «لدفع أي ثمن»، بينما قال موسوي إن مظاهرات الاثنين كانت «إنجازا رائعا».