مصر تسمح بمرور السفينتين الإيرانيتين عبر قناة السويس

أول قطع حربية إيرانية تعبر القناة منذ الثورة الإسلامية

TT

وضع المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية الذي تولى السلطة في مصر عقب تنحي الرئيس المصري، حسني مبارك، نهاية للجدل الذي أثير حول عبور سفينتين حربيتين إيرانيتين لقناة السويس، وأعلن موافقة مصر على عبور السفينتين عبر القناة.

وأذاع التلفزيون الحكومي ووكالة الأنباء الرسمية النبأ من دون ذكر مصادر. وكان مصدر في الجيش قال في وقت سابق إن وزارة الدفاع تدرس طلبا إيرانيا للسماح بعبور السفينتين الحربيتين للقناة. وتقدم مكتب رعاية مصالح الجمهورية الإسلامية الإيرانية بالقاهرة، في وقت سابق، بطلب إلى وزارة الخارجية للسماح بمرور السفينتين، وأكد الطلب أن السفينتين لا تحملان أي معدات عسكرية أو مواد نووية أو كيميائية.

وكانت مصادر في هيئة قناة السويس قالت لـ«الشرق الأوسط» إن إدارة القناة ستسمح بعبور السفينتين الإيرانيتين لقناة السويس فور وصول موافقة الجيش المصري على الطلب الذي تقدمت به السفارة الإيرانية في القاهرة. وعلق مصدر في الهيئة بأن «قناة السويس ليس لديها أي مانع من عبور السفينتين أو أي سفن حربية أخرى ما دام وافقت الجهات المختصة على عبورها»، مضيفا أنه لم تصل قناة السويس حتى الآن أي تصديقات على مرور السفينتين الإيرانيتين، وأن مثل هذه التصديقات يمكن أن تصل في أي لحظة، وهذا إجراء يحدث مع جميع القطع الحربية.

وأشار المصدر إلى أنه فور ورود هذه التصديقات سيتم عبور السفينتين الإيرانيتين في أول قافلة تدخل قناة السويس من الجنوب قادمة من البحر الأحمر. وتسمح قناة السويس يوميا بعبور 3 قوافل يومية للسفن، اثنتين من الشمال وواحدة من الجنوب، يبدأ مرورها في السادسة من صباح كل يوم.

وستكون هذه أول مرة تعبر فيها قطع حربية إيرانية القناة منذ الثورة الإسلامية عام 1979. وقال وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، يوم الأربعاء الماضي، إن اعتزام إيران تمرير السفينتين في قناة السويس في طريقهما إلى سورية يمثل «استفزازا». وقالت القناة الأولى في التلفزيون الإسرائيلي التي تمولها الدولة: «إن ليبرمان، وهو شريك من اليمين المتشدد في حكومة رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، الائتلافية المحافظة، تحدث من تلقاء نفسه دون ترتيب مسبق، وإن وزارة الدفاع كانت تفضل أن تتجاهل» أمر اقتراب السفينتين.

والقناة ممر تجاري حيوي واستراتيجي بين أوروبا والشرق الأوسط وآسيا، كما أنها مصدر أساسي للعائدات بالنسبة للحكومة المصرية. وكانت وكالة أنباء «فارس» الإيرانية شبه الرسمية، قد ذكرت في 26 يناير (كانون الثاني) أن متدربين للبحرية على متن سفن حربية إيرانية أرسلوا في بعثة تدريبية لمدة عام عبر خليج عدن إلى البحر الأحمر ومنه إلى البحر المتوسط عبر قناة السويس. وفور إعلان مصر موافقتها على عبور السفينتين، قالت واشنطن إنها تتابع احتمال العبور، وإنها لا تعتقد أن السلوك الإيراني في المنطقة يتسم بالمسؤولية. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني، للصحافيين على متن رحلة لطائرة الرئاسة الأميركية من كاليفورنيا إلى أوريغون «نتابع الأمر بالطبع».