أوغندا: انتخابات عامة محسومة لموسيفيني.. والمعارضة تهدد بالنزول للشارع

أنباء عن سقوط 71 جريحا في اشتباكات بين أنصار المرشحين في شرق البلاد

TT

بينما شهدت أوغندا أمس انتخابات تشريعية ورئاسية، محسومة النتيجة لصالح الرئيس المنتهية ولايته يويري موسيفيني، تحدثت تقارير عن سقوط 71 جريحا إثر وقوع اشتباكات بين أنصار المرشحين بُعيد بدء الاقتراع في شرق البلاد. وتوقع الرئيس المنتهية ولايته موسيفيني (66 عاما)، الذي يحكم البلاد منذ 1986، تحقيق «فوز كبير» في هذه الانتخابات، بينما عبرت المعارضة عن قلقها من حدوث تزوير لصالح النظام.

ودُعي نحو 14 مليون ناخب إلى الإدلاء بأصواتهم من أصل نحو 33 مليون نسمة من سكان هذا البلد الواقع في شرق أفريقيا، الذي سيصبح قريبا منتجا للنفط. وبدأت عملية التصويت في السابعة صباحا وانتهت في الخامسة مساء. وقال ناخب يُدعى بادرو بوسولوا في مكتب اقتراع بحي شعبي في العاصمة: «لقد جئت مبكرا للإدلاء بصوتي، وسأبقى هنا لرؤية كيف تجري الأمور، نخشى حصول عمليات تزوير». وبدأت عمليات التصويت بوتيرة بطيئة أمس، الذي أعلنته السلطات يوم عطلة، في العاصمة التي سادها هدوء في الساعات الأولى من النهار مع انسياب حركة المرور فيها. لكن تم تسجيل تأخير في بدء عمليات التصويت في الكثير من مكاتب الاقتراع في كمبالا بسبب نقص في التجهيزات مثل الصناديق وبطاقات الاقتراع.

من جانبها، نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن الصليب الأحمر قوله: إن قرويين في منطقتي بوالاسي وبوكيو، الواقعتين شرق البلاد، اشتبكوا بالمناجل والعصي المعدنية، مما أدى إلى سقوط 71 جريحا على الأقل. وحسب المصدر نفسه، تم نقل 8 أشخاص إلى المستشفى إثر إصابتهم بجروح خطيرة. وقالت المتحدثة باسم الصليب الأحمر كاثرين نتابادي: «أصيب أشخاص بجروح، وعانى كثيرون إصابات في الظهر والرأس، في اشتباكين وقعا في منطقتين صغيرتين بمنطقة سيرونكو».

وواجه موسيفيني منافسة من 7 مرشحين، بينهم بالخصوص كيزا بيسيغوي، أبرز منافسي موسيفيني للمرة الثالثة على التوالي. ويؤكد هذا المعارض أنه بإمكانه الفوز في الانتخابات، ملوحا بثورة شعبية في حال حدوث تزوير. ووعد بيسيغوي، الذي يرأس تحالفا يضم 4 أحزاب معارضة، بإعلان النتائج اعتبارا من اليوم السبت، أي قبل 24 ساعة من الموعد الذي يفرضه القانون على اللجنة الانتخابية لإعلانها.

وقال بيسيغوي في آخر تجمع انتخابي الأربعاء في كمبالا: «إذا نشرت اللجنة الانتخابية نتائج يشوبها تزوير، فإننا سننصح الشعب الأوغندي بتسوية المشكلة بشكل مباشر». واعتبرت اللجنة الانتخابية هذه البادرة «غير مقبولة» ودعت وسائل الإعلام إلى عدم نشر النتائج التي يعلنها بيسيغوي باعتبارها «انتهاكا للدستور». في المقابل هدد موسيفيني بتوقيف ومحاكمة كل من يحتج على النتائج الرسمية للانتخابات في الشارع.

واستفادت المعارضة من حرية التحرك بشكل غير مسبوق في هذه الانتخابات، على عكس انتخابات 2006، لكن الرئيس موسيفيني أنفق أموالا طائلة على حملته وتجاهل دعوات المعارضة إلى إعادة تشكيل اللجنة الانتخابية المتهمة بالانحياز، بينما ندد الاتحاد الأوروبي بغياب الإصلاحات الانتخابية منذ انتخابات 2006. وقال دبلوماسي غربي رفض الكشف عن اسمه «في عام 2006 لجأوا (الحزب الحاكم) إلى العصا. وفي عام 2011 لديهم النية للمهادنة». وسيرأس الرئيس المنتخب المقبل لمدة 5 سنوات دولة نفطية جديدة مع ترقب انطلاق أعمال استثمار مخزون النفط المقدر بنحو 2.5 مليار برميل نفط. ويمكن لهذه الموارد إن لم تتعرض للسرقة أن تخرج بعضا من 30% من الأوغنديين الذين يعيشون بأقل من دولار يوميا، من فقرهم.