مواجهات عنيفة في صنعاء.. وأقدم الأحزاب اليمنية ينضم إلى «ثورة الشباب»

صالح ونائبه: ما يجري في اليمن مؤامرة خارجية وأجندة خفية

اشتباك بالحجارة بين مؤيدين ومعارضين للرئيس علي عبد الله صالح في يوم آخر من المظاهرات اليمنية المطالبة بالإصلاح (أ.ب)
TT

تواصلت أمس الاحتجاجات والمظاهرات في اليمن المطالبة برحيل نظام الرئيس علي عبد الله صالح والمظاهرات المؤيدة للنظام، وبينما قالت أنباء إنه سقط قتيل في مواجهات عنيفة دارت أمس، في صنعاء، نفت الداخلية اليمنية ذلك. من جانبه قال الرئيس صالح: إن اليمن يتعرض لمؤامرة خارجية. أما نائبه فحذر من كارثة جراء الأحداث الجارية، وفي تطور مهم أعلن أحد أحزاب المعارضة انضمامه إلى مطالب الشارع بإسقاط النظام.

ودارت أمام جامعة صنعاء مواجهات عنيفة بين آلاف الطلاب المتظاهرين الذين كانوا يرددون شعارات تطالب بإسقاط النظام وبرحيل الرئيس وأفراد أسرته من الحكم، من جهة، ومؤيدين للنظام، تقول المصادر إنهم رجال شرطة في ملابس مدنية، من جهة أخرى. وقال شهود عيان: أنصار الرئيس استخدموا المسدسات في تفريق الفريق الآخر، الأمر الذي أسفر عن مقتل متظاهر وإصابة قرابة 10 آخرين بجروح متفاوتة، لكن وزارة الداخلية اليمنية نفت سقوط قتيل في تلك المواجهات، التي قالت إنها جرت بين مظاهرتين، الأولى مؤيدة والأخرى مناوئة، غير أن وزارة الداخلية نفت مشاركة عناصر أمنية في المظاهرات بملابس مدنية ووصفها مصدر أمني بأنها «افتراءات لا أساس لها من الصحة وتستهدف الإساءة إلى أجهزة الأمن», وأوضح المصدر أن «أفراد الأمن موجودون بزيهم الرسمي بالقرب من كل التجمعات والمسيرات المؤيدة والمعارضة، ويقومون بأداء واجباتهم بأسلوب حضاري راق وضبط للنفس من أجل الحفاظ على الأمن والسكينة العامة».

وانتقد الرئيس اليمني علي عبد الله صالح المظاهرات التي تشهدها مناطق عدة من البلاد والمطالبة برحيله، وقال خلال حضوره فعالية بصنعاء، أمس، إن من حق أي مواطن أن يعبر عن رأيه سلميا ويعبر عن رأيه عن طريق الصحافة، فـ«هناك وسائل ديمقراطية متعددة للتعبير السلمي عن الرأي, ويقدر يتحدث ويعبر عن رأيه من خلالها، دون أن يقطع الطريق ولا يقتل النفس المحرمة»، وأبدى صالح رد فعل غاضبا جراء الأحداث التي شهدتها مدينة المنصورة في عدن، الأيام الماضية. ولمح إلى أن من يقف وراءها غرماؤه في المعارضة الجنوبية، سواء في الداخل أو الخارج، وأضاف بشأن هذه الأحداث أنها «أعمال تخريبية واعتداءات غاشمة, حيث تم إحراق 9 سيارات، وهي ملك للمواطنين, بجانب إحراق قسم للشرطة والاعتداء على المعهد الوطني وكلية المجتمع ومكتب البريد، بقصد الاستيلاء على الأموال التي في داخله».

وتساءل صالح: «هل هذا عمل ديمقراطي؟.. بالطبع لا.. فهذا عمل تخريبي وهذا العمل التخريبي للأسف الشديد وراءه أجندة خفية ومتآمرون فشلت مشاريعهم, فقد فشل مشروعهم في عام 1994، وبقيت آثاره نارا تحت الرماد, الآن جاءت حمى الفوضى والضنك عبر القنوات الفضائية وبدأوا يتحركون ويتبنون أعمال التخريب ويدفعون بعناصرهم التخريبية المأجورة لقطع الطريق في عدة مناطق ويحركون مسلحين إلى المنصورة وإلى الشيخ عثمان وبدأوا يكسرون داخل مدينة عدن لصالح من يسعون للوصول إلى السلطة عن طريق العنف والتخريب»، مجددا على أن من «يريد السلطة, فعليه أن يتجه معنا نحو صناديق الاقتراع, والشعب اليمني سيواجه عناصر التخريب والخارجين عن النظام والقانون»، وقال: «نحن لدينا سعة صدر, وديمقراطية, لكن كلام البلاطجة لن يمشي في الشارع, فهناك بلاطجة مستأجرون ومعروف من الذين يستأجرونهم».

أما نائب رئيس الجمهورية، الفريق عبد ربه منصور هادي، فقد حذر في عدن من نتائج ما يجري في الشارع اليمني، وقال إنه «محاكاة تطبيقية لما جرى بالأمس هنا أو هناك وبصورة لا تنم عن وعي أو إدراك لوضعنا نحن في اليمن بصورة خاصة ولا تراعي المصلحة الوطنية العليا للبلاد بكل الأبعاد الحسية والعملية، وذلك ناتج عن كون أصحاب المصالح الأنانية والضيقة يدفعون بالأولاد الصغار إلى الشارع بهدف جني الثمار السياسية التي عجزوا عن تحصيلها بالعمل السياسي النظيف»، وحذر هادي مما سماه «النتائج الكارثية» التي يمكن أن «تحدث نتيجة هذه التصفية والأسلوب المغلوط»، معربا عن اعتقاده بأن الشباب يمتلكون الرؤية والاتجاه الصائب ولن ينجروا إلى هذه المؤامرات التي تستهدف أمن واستقرار الوطن وحقه في الدفاع عن الوحدة والهدوء والاستقرار في التنمية والتطور والنهوض في ظل راية الوحدة والديمقراطية».

وفي عدن التي يوجد فيها نائب الرئيس، منذ أيام، للسيطرة على الموقف بعد أحداث المنصورة وغيرها من المناطق، فرض المتظاهرون سيطرتهم على ساحة «فرزة» حي كريتر القديم، وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط»: إن المحتجين نصبوا شاشات كبيرة في الساحة التي هي أصلا محطة للميكروباصات، وأيضا مكبرات صوت، دون أن يوجد فيها أمس، أي من رجال الأمن. ومن عدن، أيضا، فجر حزب رابطة أبناء اليمن (رأي)، مفاجأة من العيار الثقيل، وذلك عندما أعلن أنه مع مطالب الشارع بـ«إسقاط النظام»، وقال محسن محمد بن فريد، أمين عام الحزب في مؤتمر صحافي بعدن إن حزبه يعلن عن «الثورة السلمية»، أو «ثورة الشباب»، وأنه «لا سبيل ولا بديل للنظام إلا الرحيل». مؤكدا أن «كوادر وقيادات وأنصار حزب الرابطة ستسهم في ثورة الشعب السلمية والحضارية في إنحاء»، تحت ذات الشعار، وأردف أمين عام أقدم الأحزاب اليمنية، الذي تأسس في عدن في خمسينات القرن الماضي قائلا: «إنني أضم صوتي إلى صوت ذلك الكهل التونسي النبيل الذي يقول: لقد هرمنا.. لقد هرمنا.. في انتظار هذا اليوم.. وهذه الساعة. ساعة الانعتاق».