إخوان مصر يصعدون لإقالة حكومة شفيق وينتقدون النيابة العامة

متحدثها الرسمي قال إن الجماعة ترفض إعادة إنتاج «النموذج الإيراني»

TT

تجاوزت جماعة «الإخوان المسلمين» بمصر خطابها المتحفظ التي اعتمدته منذ اندلاع ثورة «25 يناير»، وشنت هجوما عنيفا، أمس، على حكومة تسيير الأعمال التي شكلها الرئيس السابق حسني مبارك واستمرت في العمل عقب تنحيه، وقالت إن الشعب لا يزال يرى تراخيا وقلة جدية (من جانب الحكومة) في التعامل مع من «نهبوا الثروات ومصوا دماء الفقراء». كما واصلت محاولتها لطمأنة الرأي العام المصري والعالمي وقالت إنها ترفض إعادة إنتاج النموذج الإيراني في مصر.

وقالت الجماعة في بيان لها أمس تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه إن «التطهير لا يمكن أن يكتفي بحفنة من المسؤولين السابقين ورجال الأعمال الفاسدين، ولكن ينبغي أن يمتد ليشمل الذين أفسدوا الحياة السياسية والتشريعية، والذين زوروا الانتخابات واغتصبوا السلطة، والذين قننوا الظلم والفساد في صورة قوانين بل أفسدوا الدستور ذاته حتى ألّهوا الحاكم وسخروا علمهم لخدمة أهوائه وجشعه وأطماعه».

وقالت جماعة «الإخوان» في بيانها إن «الشعب ليقف حائرا مدهوشا أمام مطالب الدول الغربية التي تكاد تتوسل إلى الحكومة لتقدم طلبات تجميد ثم استرداد الأموال المهربة إلى الخارج وعلى رأسها أموال أسرة الرئيس المخلوع، والحكومة لا تستجيب، فهل هذا هو التغيير الذي اشتملته الوعود؟». وفيما بدا تجاوزا لخطوط حمراء، وسعت الجماعة دائرة نقدها، وقالت إن التطهير يجب أن «يشمل من سخروا النيابة العامة لظلم المصلحين وأخضعوها لرغبات جهاز مباحث أمن الدولة فسجنوا مئات الآلاف ظلما وعدوانا دون ذنب أو جريرة، فهؤلاء لا يصلحون قط للتحقيق مع بقايا النظام البائد، لأنهم كانوا يأتمرون بأمرهم وينفذون جورهم وظلمهم».

وأعرب الدكتور رشاد البيومي نائب مرشد «الإخوان المسلمين» عن اعتقاد «الإخوان» بأن النائب العام أحد أقطاب النظام القديم، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن النيابة العامة والقضاء المصري يضم الكثير من الشرفاء لكن من الغبن ألا تقول إنها ضمت كذلك عددا من الذين لا يليق أن يتبوءوا هذه المناصب».

وتابع بقوله: «لقد عملوا لحساب أجهزة داخل النظام.. وكنا نذهب إليهم في قضايا ملفقة ويتم حبسنا بقرارات منهم.. البعض تعاون مع النظام القديم، واليوم يجب إعادة الفرز».

وأضاف بيان «الإخوان» أن التطهير الذي نادت به الملايين يوم (جمعة النصر) «يشمل الجهاز الرهيب مباحث أمن الدولة الذي مارس التعذيب الوحشي على المواطنين إلى حد قتل بعضهم وإصابة غيرهم بعاهات مستديمة والاعتداء على الأعراض والأموال والكرامات في سجون تحت الأرض، وحكموا كل مؤسسات الدولة (..) وكانوا وراء كثير مما سموه الفتنة الطائفية، فهذا الجهاز لا بد من تطهيره وتصفيته ومحاكمة أباطرته».

وأضافت الجماعة لقائمتها الإعلاميين التي اعتبرتهم «بوقا للنظام يسبحون بحمده ويجملون قبحه ويحاولون غسل عقول الناس بالكذب والضلال والبهتان حتى لو انقلبوا الآن على أنفسهم ولبسوا لبوس الشرف ومجدوا في الثورة والشعب وانهالوا على النظام البائد طعنا ولعنا وسبا».

وأعربت الجماعة عن حرصها على دفع اقتصاد الوطن ودوران عجلة العمل والإنتاج، وشددت على ضرورة إقامة العدالة الاجتماعية وإنصاف الفئات والطبقات التي قالت إن «النظام البائد سحقها وأسقطها في هوة الفقر والحاجة والعوز. وواصلت جماعة «الإخوان المسلمين» محاولتها لطمأنة الرأي العام المصري والعالمي وقالت إنها ترفض إعادة إنتاج «النموذج الإيراني في مصر»، مؤكدة تطلعها إلى «دولة مدنية يكون الشعب فيها مصدر السلطات».