السفير الفرنسي يعتذر للتونسيين

بعد احتجاجات على «افتقاره للدبلوماسية» وتعامله العنيف مع الصحافيين

TT

قدم السفير الفرنسي في تونس بوريس بوايون «اعتذاره» من التونسيين عبر التلفزيون الرسمي لأنه رد الخميس الماضي على أسئلة صحافيين بطريقة بدت «متعالية» بعد ساعات من مظاهرة طالبت برحيله.

وقال السفير الجديد الذي قدم أوراق اعتماده الأربعاء باللغة العربية: «أعتذر من الصحافيين ومن كل التونسيين».

وأضاف: «إذا كانوا أخذوا أجوبتي كما لو أنها جاءت بطريقة متعالية! فإني آسف فعلا لذلك وأقدم اعتذاري كاملا لكل الشعب التونسي». وأعرب الصحافيون التونسيون عن صدمتهم منذ أول لقاء للسفير الفرنسي مع الصحافة الخميس عندما رفض بوايون الإجابة عن أسئلة بعض الصحافيين أو وصفها بأنها «أسئلة بلهاء» أو «لا معنى لها».

وأضاف السفير: «تحدوني رغبة كبيرة في العمل لقيام أفضل علاقات ثنائية. لقد كنت عفويا أكثر مما كان يتعين علي أن أكون. ينبغي أن أتكلم من الآن فصاعدا بطريقة أكثر تهذيبا».

وتظاهر مئات التونسيين أمس أمام السفارة الفرنسية في تونس للمطالبة برحيل السفير الفرنسي الجديد بوريس بوالون بداعي «افتقاره للدبلوماسية» و«العدائية» التي أبداها تجاه الصحافيين، في أول مؤتمر صحافي له بتونس الخميس الماضي.

وشارك نحو 500 تونسي في هذه المظاهرة أمام السفارة الفرنسية بتونس التي تقع في شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة للمطالبة بـ«الرحيل الفوري» للسفير وهو مستشار سابق للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عين في الآونة الأخيرة سفيرا لفرنسا بتونس. وكتب على لافتات رفعها المتظاهرون أمام السفارة إثر نداءات عبر موقع «فيس بوك»: «سيد بوالون إنكم تشغلون منصبا دبلوماسيا، لكن لا تتمتعون بأي حس دبلوماسي» و«ساركوزي الصغير، ارحل» و«بوريس ارحل» و«إنكم تسيئون لفرنسا.. ارحل احتراما للمنصب».

وكان بوالون قد وصف أسئلة صحافيين تونسيين أثناء الندوة التي عقدت الخميس بـ«التافهة والساذجة والمستفزة» واستشاط غضبا عندما سألته إحدى الصحافيات: «أنت شاب فهل تخشى الفشل في مهمتك مع الظرف الحالي في تونس خاصة أن التونسيين قد عبروا عن تخوفهم؟»، فأجابها بشدة قائلا: «هذه ليست تخوفات إنما هي أحكام مسبقة يحملونها عني، إنها إهانة، دعوني أشرع في مهمتي أولا، أنا سفير، توقفي، انتهى. إنه أمر محزن وأنا لن أجيب عن سؤالك» ثم انسحب من الندوة الصحافية. ورغم أنه تراجع عن موقفه بعد ذلك وطلب الاعتذار بعد نحو 15 دقيقة إلا أن رد فعله ذلك كان صادما لجميع الحاضرين وهو ما جعله يتعرض لحملة من مستخدمي المواقع الاجتماعية الذين شنوا حملة ضده شعارها «بوريس بوالون ارحل».

وقالت سيدة حضرت المؤتمر وتدعى حورية: «أنا مصدومة جدا، إنه أول ظهور للسفير وبدا عدائيا جدا بالنسبة لدبلوماسي. هذا مؤسف كنا نأمل في تعاون جديد على أسس جديدة لكن هذا الشخص أثار توترا مع الصحافيين، لقد انتهى». وبث التلفزيون التونسي مقاطع من المؤتمر الصحافي كما بث على «فيس بوك» الموقع الذي قام بدور في الانتفاضة التي أسقطت نظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي. ودشنت صفحة على «فيس بوك» بعنوان «بوريس بوالون ارحل (ديغاج)». وجاء في هذه الصفحة من بين العديد من التعليقات «إن ديغاج (ارحل) التونسية لا تستثني أحدا. إن الشعب التونسي يختار وزراءه وهو يملك ما يكفي من النضج للحكم على أداء السفراء الأجانب».