عارض رئيس الكتلة البرلمانية للتحالف المسيحي، الذي تنتمي إليه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، استقبال مهاجرين غير شرعيين من تونس في ألمانيا. وكتب فولكر كاودر، في مقال لصحيفة «بيلد آم زونتاج» الألمانية المقرر صدورها اليوم «من الخطأ استقبال مهاجرين من تونس في ألمانيا، لأن ذلك سيشجع المزيد من التونسيين على التخلي عن بلدهم».
ولا يعتبر كاودر المهاجرين التونسيين لاجئين سياسيين بعد اندلاع الثورة في بلدهم. وكتب قائلا «اللجوء من شأنه مساعدة المضطهدين سياسيا، لكن الشعب التونسي أنهى اضطهاده، لذلك فإن موجات جديدة من الهجرة غير الشرعية ستزعزع استقرار البلد الذي يريد بناء ديمقراطية».
وفي سياق متصل، اتهم كاودر المعارضة الألمانية بتجاهل الحقائق في هذا الإطار، وكتب «كل هذا تتجاهله المعارضة، فألمانيا على سبيل المثال استقبلت عام 2010 طالبي لجوء أكثر من إيطاليا بست مرات. لقد تحملنا أعباء كبيرة بالفعل، ولا يمكن تحمل المزيد».
وفي المقابل، اتهمت رئيسة حزب الخضر المعارض، كلاوديا روت، المستشارة ميركل بالتصرف بشكل غير متضامن مع الوضع. وكتبت روت في مقال لنفس الصحيفة أنه رغم أن ميركل قدمت نصائح ثورية للتونسيين والمصريين من تجربة فترة التحول لألمانيا الشرقية سابقا، فإنها تريد الآن تحويل أوروبا إلى قلعة محصنة ضد اللاجئين. وأضافت روت «في مثل هذا الموقف الاستثنائي التاريخي يتعين أن يعلو مبدأ التضامن على أي شيء آخر».
وذكرت روت أن المواطنين في الدول العربية بحاجة إلى رؤى مستقبلية متعقلة في وطنهم وليس إلى أوروبا منعزلة. وأضافت «نحن الألمان نعلم جيدا مدى السعادة التي تتحقق عندما يناضل أناس شجعان من أجل الحرية والديمقراطية».