تقرير أميركي: مفاوضات سرية مباشرة مع طالبان

كلينتون تؤكد ضرورة التوصل إلى حل سياسي في أفغانستان

أفغانيات وأطفالهن يمرون قرب جنود المارينز الأميركيين الذين يقومون بدورية في المنطقة أمس (أ.ف.ب)
TT

بينما خيرت هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأميركية، منظمة طالبان بين الحرب والسلام، ودعتها لفك تحالفها مع تنظيم القاعدة، قال تقرير أميركي إن هناك مفاوضات أميركية سرية مع طالبان، وإن الرئيس الأميركي، باراك أوباما، يريد أن «يتعظ» مما حدث للرئيس المصري السابق، حسني مبارك، في تقييم علاقة الولايات المتحدة مع الرئيس الأفغاني، حميد كرزاي.

ونقل تقرير نشرته مجلة «نيويوركر» عن مصدر استخباراتي أميركي، طلب عدم نشر اسمه أو وظيفته، قوله: «نسعى إلى تقييم أي أعضاء في قيادة طالبان قد يكونون على استعداد للمشاركة في مفاوضات سلام مباشرة في أفغانستان ومن دون أي شروط».

وأضاف التقرير: «أفغانستان بعيدة جدا من مصر، ومكان مختلف جدا. لكن أهم درس تدفق من ميدان التحرير (في القاهرة) وله صلة مباشرة بالمأزق الأميركي في آسيا الوسطى. وبخاصة بنوعية الحكم الذي يمارسه حلفاؤنا، ونحن نتجاهله في خطر واضح».

وأضاف: «على مدى عقود، أنفقت الولايات المتحدة مليارات الدولارات لدعم النظام في مصر، وهي تعلم أنه نظام لا يرحم، وغير ديمقراطي، وتديره دائرة صغيرة من الطبقة الثرية. وكانت الولايات المتحدة تبرر الصفقة على أساس أن كل من يأتي بديلا لمبارك سيكون أسوأ بالنسبة لها».

وأضاف التقرير: «كيف تتصل هذه التجربة في مصر مع تجربتنا في أفغانستان؟ لدينا حليف هناك، حميد كرزاي، فاز مرة أخرى في انتخابات سنة 2009، التي كانت انتخابات مزورة. ويسجن المعارضين، على الأقل غير العنيفين، ويوظف جحافل من المهنيين الجلادين».

وقال متحدث باسم البيت الأبيض، عندما سئل عن تقرير مجلة «نيويوركر»، إن تصريحات أدلت بها في وقت سابق هيلاري كلينتون «تمثل تمثيلا دقيقا موقف الولايات المتحدة».

وكانت كلينتون أكدت أنه ليس هناك غير الحل السياسي لإنهاء الحرب في أفغانستان. وقالت: «لن نقدر على قتل عدد كاف من المتمردين لإنهاء هذه الحرب». وأعربت عن أملها في أن تفصل بين منظمة طالبان وتنظيم القاعدة. وقالت إن زيادة عدد القوات الغربية التي تقودها الولايات المتحدة على مدى العام الماضي في أفغانستان كانت جزءا من استراتيجية تهدف إلى «فصل طالبان عن (القاعدة). ثم التوفيق بين أولئك الذين سوف ينبذون العنف ويقبلون الدستور الأفغاني».

وحذرت، في خطاب رئيسي أمام جمعية آسيا في نيويورك، مقاتلي طالبان في أفغانستان بأنهم يواجهون «خيارا واضحا بين الحرب والسلام، بينما يتصاعد الضغط العسكري الأميركي عليهم. لن يتمكنوا من دحرنا، ولا يمكنهم تفادي هذا الخيار».

وأشار مراقبون في واشنطن إلى أن الرئيس، باراك أوباما، كان قد قال إن الولايات المتحدة تنوي البدء في سحب قواتها من أفغانستان في الصيف، على أن تكمل انسحابها قبل عام 2014. وإن واشنطن عينت الدبلوماسي المتقاعد مارك غروسمان بديلا لريتشارد هولبروك (الذي توفي مؤخرا) كمبعوث للولايات المتحدة إلى باكستان وأفغانستان.