كوسوفو تتفق على حكومتها في ظل الاحتفال بذكرى استقلالها

تاتشي يريد انتزاع اعتراف صربي.. وبلغراد ترد: الاستقلال عالم افتراضي

TT

وقع رئيس وزراء كوسوفو هاشم تاتشي أمس اتفاقا مع شركائه في الائتلاف الجديد لتشكيل الحكومة المقبلة في البلاد. وقد تزامن ذلك مع الأفراح التي تقيمها بريشتينا بمناسبة الذكرى الثالثة لإعلان الاستقلال الموافق 17 فبراير (شباط).

وأكد الناطق باسم الحزب الديمقراطي في كوسوفو، خير الدين كوتشي أمس، أن توقيع الاتفاق «وقعه كل من الحزب الديمقراطي، برئاسة رئيس الوزراء هاشم تاتشي، وتحالف كوسوفو الجديدة، بقيادة راموش هريداناي، والحزب الليبرالي الصربي، وعدد من ممثلي الأحزاب الصغيرة». وأوضح كوتشي أن «معظم الوزراء سيكونون من الحزب الديمقراطي، الفائز الأول في الانتخابات البرلمانية التي جرت في 12 ديسمبر (كانون الأول) الماضي». وذكر أن «الحكومة الجديدة ستتشكل من 18 وزيرا منهم 10 وزراء من الحزب الديمقراطي، بينما سيحصل الشريك الأول، تحالف كوسوفو الجديدة، على 4 حقائب، في حين ستوزع بقية الحقائب على الأحزاب الصغيرة، منها 3 أحزاب للأقليات».

بدوره، قال رئيس الوزراء تاتشي إن أولويات الحكومة الجديدة تتركز حول الإصلاح وبدء حوار مع بلغراد. وتابع: «من موقع المسؤولية كرئيس للوزراء، فإن الشراكة الأورو- أطلسية، وتحقيق مزيد من الاعتراف باستقلال كوسوفو، وتنمية الاقتصاد، وتوفير فرص عمل للعاطلين ستكون في مقدمة أجندة الحكومة في مرحلة التفويض الجديدة». وشدد على أنه يسعى «لانتزاع الاعتراف باستقلال كوسوفو من صربيا المجاورة».

من جهته قال تحالف كوسوفو الجديدة في بيان له إنه سيحصل على حقائب الأمن، والصحة، والاقتصاد، ولم يذكر اسم الحقيبة الرابعة. فيما سيحصل الحزب الليبرالي الصربي على حقيبتين وزاريتين، ومنصب نائب رئيس الوزراء. أما الرابطة القومية، التي أسسها الرئيس الراحل إبراهيم روغوفا فستحصل على حقيبة وزارية واحدة، وبقية الأقليات على حقيبة وزارية واحدة أيضا.

من ناحية أخرى، ساد الغموض حول انتخاب الرئيس القادم لكوسوفو، بعد تراجع الحزب الديمقراطي عن دعم المرشح بهجت بقالي، في آخر تطور على الساحة السياسية في كوسوفو، مما يعكس وجود خلاف داخل الحزب. وذكرت مصادر مطلعة لصحيفة «كوها دي تور» الألبانية الصادرة أمس أن «الحزب الديمقراطي لن يدعم بهجت بقالي لمنصب رئيس الجمهورية». ومن المقرر انتخاب رئيس لكوسوفو من قبل أعضاء البرلمان خلال الفترة المقبلة.

إلى ذلك، أعربت جهات أوروبية عن تحفظها على تشكيلة الحكومة الجديدة، ونقلت صحيفة «كوها دي تور» عن تلك الجهات قولها إن «الحكومة بتشكيلتها الجديدة لن تكون مستقرة، ولن تتمكن من تحقيق نتائج جيدة في الحوار مع بلغراد». وفي بلغراد رد وزير شؤون كوسوفو في حكومة صربيا، أليفير إيفانوفيتش، على تصريحات هاشم تاتشي، التي ذكر فيها أنه سيسعى لتحقيق اعتراف صربيا باستقلال بلاده بقوله إن ذلك «لن يكون أبدا» وإن «كوسوفو لن يكون آمنا ومستقرا ما لم تقبل بذلك صربيا». ووصف استقلال كوسوفو بأنه «عيش في عالم افتراضي». وتابع: «لا يمكننا دفع الدول التي اعترفت باستقلال كوسوفو أن تتراجع عن ذلك، ولكن يمكننا أن نعرقل المزيد من الاعتراف الدولي باستقلال كوسوفو».

وكان رئيس وزراء كوسوفو تاتشي قد أكد بمناسبة الذكرى الثالثة للاستقلال أن «كوسوفو لن تعود للوراء أبدا، ونحن اليوم أعضاء في الكثير من المؤسسات الدولية، ونعمل من هنا فصاعدا على الانضمام إلى الشراكة الأورو - أطلسية».

وقد تعزز دور هاشم تاتشي بعد الانتخابات البرلمانية التي شهدتها كوسوفو يوم 12 ديسمبر الماضي، بعد حصوله على أغلبية الأصوات، وهو ما يؤهله للاحتفاظ بمنصب رئيس الوزراء، وتشكيل الحكومة التي يهيمن فيها على أغلبية الحقائب، وتعيين رئيس البلاد من خلال البرلمان البالغ عدد أعضائه 120 عضوا، منها 20 مقعدا للأقليات.