إيران: المتظاهرون يهتفون «الموت لخامنئي.. الموت للدكتاتور»

كروبي يدعو إلى محاكمته علنيا

إيرانيون يلوحون بأعلام للمعارضة خلال مظاهرة ضد النظام الإيراني في استوكهولم أمس (رويترز)
TT

شهدت طهران وعدة مدن إيرانية مظاهرات مناهضة لحكومة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، بعد أن دعت عدة أطراف في المعارضة إلى التظاهر يوم الأحد احتجاجا على قتل قوات الأمن الإيرانية اثنين من المتظاهرين في المظاهرات التي شهدتها العاصمة الإيرانية طهران يوم 14 فبراير (شباط) الحالي. وقد ذكرت مواقع عديدة للمعارضة الإيرانية على الإنترنت أن مظاهرات مناهضة للحكومة بدأت الأحد في عدد من المدن ومن بينها طهران التي انتشرت فيها قوات الأمن. ونقل موقع «راهيسابز.نت» عن شهود قولهم إن «الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع وبدأت مطاردات بين الشرطة والمتظاهرين في ساحة (والي عصر)» في طهران. وذكر موقع «سهمنيوز.أورغ» التابع لزعيم المعارضة مهدي كروبي أن متظاهرين تجمعوا كذلك في ساحات أخرى في طهران وفي بعض الشوارع وهم يهتفون «الله أكبر». وتحدث الموقع كذلك عن تجمعات في مدينة أصفهان وسط البلاد ومدينة شيراز الجنوبية بينما ذكرت وكالة «فارس» للأنباء أن الوضع هادئ في مدينة مشهد (شمال شرق) التي تعد ثاني أكبر المدن الإيرانية. وذكرت الوكالة أن «الهدوء» يسود طهران مع انتشار قوات الأمن «بأعداد كبيرة». وأضافت الوكالة أن «الشرطة تسيطر على الوضع ويسود الأمن في المدينة مع عدم ورود تقارير عن وقوع أية حوادث». ومنعت وسائل الإعلام الأجنبية من تغطية تجمعات المعارضة. وأكد قائد شرطة المرور في طهران حسين رحيمي لوكالة الأنباء «إرنا» أن قوات الشرطة تنتشر في العاصمة. وقال رحيمي إن «حركة المرور كثيفة في بعض الطرق نظرا لوجود الشرطة والقوات الخاصة» إلا أنه أضاف أنه لم يتم إغلاق أي منطقة من طهران ولم تفرض أية قيود على حركة السير. وذكر شهود عيان وموقع «كلمة.كوم» أن رجالا على دراجات نارية شوهدوا في مناطق من العاصمة «في عرض للقوة.. لإرهاب الناس ومحاولة منعهم من التجمع بأعداد كبيرة». في حين «تباطأت» سرعة الإنترنت «بشكل كبير». من ناحية أخرى، قال موقع «سهمنيوز.أورغ» إن كروبي أكد استعداده لمواجهة محاكمة علنية وقال إنه لا يزال يصر على الدفاع عن حقوق الشعب! وذلك في رسالة رفعها إلى رئيس القضاء الإيراني آية الله صادق لاريجاني. ونشرت الرسالة على الموقع نظرا لأن كروبي لا يستطيع تقديمها شخصيا إلى لاريجاني بسبب «خضوعه للإقامة الجبرية» بحسب الموقع. وجاء في الرسالة: «أطلب منكم عقد محاكمة علنية بالسرعة الممكنة وعبر القنوات القانونية.. لسماع التهم والدفاع»! بحسب الموقع. وطلب كروبي أن تكون المحاكمة «عادلة وعلنية حتى يعرف الناس الحقيقة» مؤكدا على أن «إصراره على الدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب لا يتزعزع».

ونظرا لخضوع زعيمي المعارضة الرئيسيين مير حسين موسوي ومهدي كروبي للإقامة الجبرية وقطع وسائل الاتصال كافة بهما، تولى أنصارهما تنظيم الاحتجاجات التي جرت مؤخرا. ومنعت وسائل الإعلام الأجنبية في طهران مجددا من تغطية الاحتجاجات يوم أمس. ودعا أكثر من 200 شخص من نواب البرلمان والجماعات الدينية وأنصار الحكومة إلى القبض على موسوي وكروبي وإعدامهما بزعم قيامهما بتقويض النظام الإسلامي والتعاون مع أجانب وبتهمة «الإفساد في الأرض». ونأت الحكومة والقضاء بنفسيهما عن هذه الدعوات، غير أنه بالإضافة إلى وضع زعيمي المعارضة قيد الإقامة الجبرية، قطعت عنهما وسائل الاتصال بالعالم الخارجي من هواتف وإنترنت. وأفاد موقع موسوي على الإنترنت أن الحكومة تخطط لبناء «جدار حديدي» حول مكان إقامة رئيس الوزراء السابق في وسط طهران.

وقد تظاهر الإيرانيون في مختلف أحياء العاصمة الإيرانية طهران أمس بما فيها ساحة «ونك» وتقاطع «ولي عصر» وساحة «هفت تير» وشارع سهروردي والشوارع المؤدية إلى شارع آزادي (التحرير) هاتفين بشعار «الموت للدكتاتور» احتجاجا على القمع الواسع للمحتجين في انتفاضة يوم 14 شباط (فبراير) 2011 وتخليدا لصانع جاله ومحمد مختاري اللذين سقطا أثناء المواجهات مع الأمن الإيراني. وأفاد شهود عيان أن قوات الأمن التابعة للنظام قامت بإطلاق غازات مسيلة للدموع والهجوم على المواطنين لتفريقهم. وقد سمع من شارع سلسبيل صوت إطلاق النار مع صوت شعارات المواطنين الهاتفة بإسقاط الديكتاتور. وقد انتشرت حشود من قوات الأمن بشكل مكثف في جميع المناطق المركزية للعاصمة. وأجبر رجال أمن متنكرون في الزي المدني محلات بيع الكتب في الشوارع المحيطة بجامعة طهران على إغلاق محلاتهم. وتم إغلاق جميع مقاهي الإنترنت في المسارات الرئيسية للمظاهرات.

وأفاد بيان للمعارضة الإيرانية تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه أن المظاهرات امتدت لتشمل عددا من المدن الإيرانية خارج العاصمة طهران. وأفاد البيان أن المتظاهرين رشقوا قوات الأمن بالحجارة ردا على استخدام قوات الأمن الرصاص الحي لتفريق المتظاهرين. وأفاد شهود عيان أن المتظاهرين رددوا هتافات: «الموت لخامنئي» و«الموت للدكتاتور» مع صوت الأعيرة النارية. حسب بيان للمعارضة الإيرانية.

وحسب بيان المعارضة، فقد شهدت الأجزاء الشمالية والوسطى في العاصمة طهران تدافعا كثيفا للمتظاهرين الغاضبين الذين تحدوا قوات الأمن برفع مزيد من الشعارات. كما أفاد البيان أن ساحة «آزادي» (التحرير) اكتظت بعربات قوات الأمن الموجودة لقمع المتظاهرين. وقد تحولت كل أطراف الساحة إلى مواقف ومرائب لصنوف السيارات العائدة للأجهزة الأمنية. كما تم إغلاق ساحة «ولي عصر» من قبل قوات الحرس والحرس الخاص لمكافحة الشغب بواسطة عشرات من الدراجات النارية. وسمع من هذه الساحة صوت هتافات «الموت للدكتاتور» مع صوت سيارات الإسعاف.

وفي ساحة «ولي عصر» بطهران رفع المتظاهرون شعار «الموت للدكتاتور، سواء في القاهرة أو في طهران». وفي شارع «انقلاب» جرى اشتباك شديد بين عناصر النظام المتنكرين في الزي المدني والمتظاهرين الذين اعتقل عدد كبير منهم.

وفي اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» أكد مصدر من هيئة التنظيم الاجتماعي لـ«مجاهدين خلق» داخل إيران طلب عدم ذكر اسمه أن عمليات كر وفر واشتباكات عنيفة بين متظاهرين ورجال أمن في الزي المدني قد وقعت في ميدان «ولي عصر» حيث سمع دوي إطلاق نار كثيف. كما أطلقت قوات الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع، غير أن المتظاهرين قاموا بمهاجمة قوى الأمن التي انسحبت من المكان أمام المتظاهرين الذين كانوا يرددون «الله أكبر»، ثم توجه المتظاهرون إلى مبنى الإذاعة والتلفزيون. وقد شهدت عدة مدن أخرى حسب المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه مواجهات عنيفة بين المتظاهرين العزل وقوات الأمن المدججة بالأسلحة النارية وقنابل الغاز المسيل للدموع، حيث امتدت المظاهرات لتشمل عدة مدن في رشت قرب بحر قزوين وشيراز التي أطلقت فيها قوات الأمن النار على المتظاهرين الذين ردوا على النار بقذف الشرطة بعبوات المولوتوف ورددوا «الموت لخامنئي». كما ردد المتظاهرون شعار «الموت للدكتاتور». كما انتقلت المظاهرات إلى عدة مدن في كردستان إيران حسب المصدر. ووصلت كذلك إلى مدينة تبريز في إقليم شيراز، حيث خرجت مظاهرات قادها عدد من طلبة جامعة تبريز في ساحة ميدان الساعة..

وتشهد إيران سلسلة من أعمال العنف على إثر دعوات المعارضة الإيرانية المتزايدة للتظاهر عقب أعمال الاحتجاجات الأخيرة التي وقعت في كل من تونس ومصر.