الرئيس الأوغندي يفوز في الانتخابات.. والمعارضة تشتكي من تزوير وتلوح بثورة شعبية

موسيفيني يهدد بتوقيف ومحاكمة كل من يعارض النتائج الرسمية

TT

فاز الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني، بفترة رئاسية جديدة مدتها 5 سنوات، في الانتخابات التي جرت الجمعة الماضي، فيما باشر أنصاره الاحتفال بالنصر في العاصمة كمبالا.

وأعلنت اللجنة الوطنية للانتخابات في أوغندا أمس فوز الرئيس موسيفيني في انتخابات شكك معارضوه في نزاهتها. وحصل موسيفيني، 66 عاما، الذي يحكم البلاد منذ 1986، على 69 في المائة من أصوات الناخبين، فيما حل مرشح تحالف المعارضة والمنافس الرئيسي لموسيفيني، «كيزا بيسيغيي» ثانيا بفارق كبير خلف موسيفيني، بحصوله على 26 في المائة من الأصوات.

وقال رئيس اللجنة الانتخابية الأوغندية «بدرو كيدونغو» أمس، إن موسيفيني حصل على 68 في المائة من أصوات الناخبين المسجلين (14 مليون ناخب)، فيما حصل مرشح منتدى التغيير الديمقراطي كيزا بيسيغيي على 27 في المائة من الأصوات، وتقاسم المرشحون الستة الباقون الستة في المائة المتبقية من الأصوات.

ورفض زعيم المعارضة الأوغندية بيسيغيي - الذي كان حليفا سابقا لموسيفيني، وطبيبه الخاص السابق - النتائج التي أعلنتها اللجنة الانتخابية، واصفا التصويت بأنه خدعة، وقال بيسيغيي «إن أموالا طائلة استخدمت لشراء أصوات، وقدمت رشاوى لعناصر بمراكز الاقتراع ومسؤولين انتخابيين». وأضاف في مؤتمر صحافي «أي انتخابات تجري في هذه الأجواء لا يمكن أن تعكس إرادة الشعب، ونحن بالتالي نرفض نتيجة هذه الانتخابات، ونرفض قيادة يوري موسيفيني، وحزبه (حركة المقاومة الوطنية)».

واتهم بيسيغيي الرئيس موسيفيني الذي يحكم أوغندا منذ 25 عاما بأنه «يريد الحفاظ على السلطة بالقوة»، واصفا العملية الانتخابية بمجملها بأنها غير مقبولة، كما اتهم اللجنة الانتخابية بالانحياز إلى الرئيس وحزبه، ولوح بيسيغيي بثورة شعبية بسبب التزوير، وقال «بسبب حدوث التزوير في هذه الانتخابات، فإننا نفكر في أن ننصح الشعب الأوغندي بتسوية المشكلة بشكل مباشر»، في إشارة إلى ثورة شعبية.

في المقابل هدد الرئيس موسيفيني بتوقيف ومحاكمة كل من يعارض النتائج الرسمية للانتخابات ويحتج عليها في الشارع، وقال «أوغندا ليست ساحل العاج، ولا تونس أو زيمبابوي، وكينيا». وانتشرت دوريات شرطة مكافحة الشغب على كافة أنحاء العاصمة كمبالا، خوفا من اندلاع أعمال شغب وقيام أنصار منتدى التغيير الديمقراطي الخاسر بالنزول إلى الشوارع.

وهناك مخاوف كبيرة من احتمال انتقال شرارة الاحتجاجات الشعبية إلى أوغندا في حال أصرت المعارضة الأوغندية رفضها نتائج الانتخابات.

وتوقع المراقبون فوز الرئيس موسيفيني، في الانتخابات التي جرت الجمعة، كما أن موسيفيني نفسه كان يتوقع تحقيق نصر ساحق، مراهنا على السلام الذي حققه مع خروج متمردي «جيش الرب للمقاومة» من شمال البلاد، وتحقيق نمو اقتصادي، بلغ نحو 5 في المائة منذ عام 2006، كما أنه توقع تحقيق طفرة نفطية مع بدء استغلال احتياطات كبيرة من النفط في هذا البلد الواقع في شرق أفريقيا الذي سيصبح قريبا منتجا للنفط.

وحظيت السنوات الأولى من حكم موسيفيني - الذي استولى السلطة على 1986، بعد انقلاب عسكري أطاح الديكتاتور عيدي أمين دادا – بثناء الغرب وبدعم واسع من الأوغنديين لالتزامه بحكم القانون، وبفضل سياساته الاقتصادية المتحررة، لكن الدعم بدأ في الانحسار في العقد الماضي، كما أن علاقاته بالغرب توترت إثر اتهامات متزايدة عن تحوله إلى الاستبداد والفساد.