استقالة مندوب ليبيا لدى الجامعة العربية وانضمامه لـ«الثورة الشعبية»

نجل عمر المختار رفض استخدام القوة المسلحة ضد المتظاهرين

TT

أبلغ عبد المنعم الهوني، مندوب ليبيا الدائم لدى الجامعة العربية «الشرق الأوسط» أنه استقال من جميع مناصبه وانضم للثورة الشعبية، على حد تعبيره. وقال الهوني إنه وجه رسالة استقالة إلى العقيد القذافي، ووزارة الخارجية الليبية احتجاجا على السماح بضرب المتظاهرين العزل وسحقهم، معتبرا أنه كمواطن ليبي لا يمكنه السكوت مطلقا على هذه الجرائم التي تصل إلى حد الإبادة الجماعية.

وتابع: «منذ أمس لم يعد لي أي صلة بهذا النظام الذي فقد شرعيته تماما، وأعلن انحيازي الكامل لأبناء شعبي في مواجهة هذا الطاغية». وعلمت «الشرق الأوسط» أن مسؤولا رفيع المستوى بوزارة الداخلية الليبية استقال أيضا من منصبه للسبب نفسه. علما بأن مصطفى عبد الجليل وزير العدل الليبي تقدم أول من أمس باستقالته.

وفى ضربة معنوية قوية لنظام القذافي أعلن الشيخ محمد نجل عمر المختار شيخ المجاهدين في ليبيا رفضه لاستخدام القوة المسلحة ضد المتظاهرين، ووقع بيانا مع مجموعة من الناشطين الليبيين يطالبون فيه بوقف هذه المجازر.

ومع ذلك، فقد قام الدكتور البغدادي المحمودي، رئيس الحكومة الليبية برفقة أبو زيد عمر بودردة، رئيس جهاز المخابرات الليبية بجولة على المناطق الواقعة غرب ليبيا في محاولة لحشد التأييد للقذافي، لكن أهالي هذه المدن قاموا في المقابل بمهاجمة مراكز الشرطة وأحرقوها كما أضرموا النار في مكاتب تابعة لحركة اللجان الثورية.

وقالت مصادر ليبية إن المحتجين دمروا المزارع التابعة للخويلدي الحميدي أحد أعضاء مجلس قيادة الثورة، وأطلقوا سراح الخيول والماشية بعدما هاجموا مقرا محليا لقيادة الجيش، وأحرقوا بيتا للقذافي في مدينة الزاوية القريبة من العاصمة طرابلس.

وقال سكان في العاصمة طرابلس إن مظاهرة حاشدة من نحو خمسين ألف شخص تخطط للتظاهر أمام مقر إقامة القذافي في ثكنة باب العزيزية بالمدينة التي شهدت شوارعها اشتباكات عنيفة لليوم الأول أمس.

وقال شهود عيان في مطار العضم (قاعدة جمال عبد لناصر) بمدينة طبرق إن الأهالي سيطروا على المطار وأغلقوه لمنع النظام من استخدامه كقاعدة لإنزال قوات محمولة جوا.

كما توجه سكان آخرون إلى مطار بنينا في بنغازي للحيلولة دون استخدامه من قبل الجيش الليبي.

وقال شهود عيان إن أصوات انفجارات عنيفة وصلت إلى المتجمعين في ميدان المحكمة وسط معارك طاحنة خاضها جنود ليبيون موالون للمتظاهرين ضد أفراد كتيبة «الفضيل بوعمر» التي سقطت بالكامل في قبضة المناوئين للقذافي.

وفي أول رواية رسمية لها، أعلنت السلطات الليبية أن كميات من الأسلحة تمت سرقتها من قبل من سمتهم «عصابات إرهابية» في بعض المدن الشرقية من مقرات الشرطة والأمن الشعبي ومراكز التدريب.

ونقلت وكالة الأنباء الليبية الرسمية عن مصادر أمنية مسؤولة قولها إن هذه العصابات المسلحة، استولت على رشاشات وأسلحة، وتقوم بترويع المواطنين.

وزعمت الوكالة نقلا عن مصادر الشركات المنفذة لمشروعات التنمية في بنغازي أن مسلحين قاموا بسرقة آليات من مواقع عمل هذه الشركات وتوجهوا على متنها إلى معسكر «الفضيل بوعمر» في مدينة بنغازي لمحاولة اقتحامه بتدمير أسواره.

وقالت إن المعسكر يتعرض منذ يوم الخميس الماضي لمحاولات اقتحام مسلحة باستخدام القنابل ضمن أعمال التخريب والحرق لمراكز للأمن العام وللشرطة العسكرية بعدد من المدن الشرقية الليبية، لسرقة أسلحتها واستخدامها في اعتداءات مسلحة.

وبعدما التزمت الصمت المطبق على مدى الأيام الماضية حيال المظاهرات التي اجتاحت مختلف مدن ليبيا مطالبة العقيد القذافي بالتنحي، اعترفت السلطات الليبية مساء أول من أمس وللمرة الأولى بوجود اضطرابات في عدة مدن ليبية. وقالت الوكالة الليبية إن بعض المدن الليبية تتعرض منذ يوم الثلاثاء الماضي لما وصفته بأعمال تخريب وحرق، لمستشفيات ومصارف ومحاكم وسجون ومراكز للأمن العام وللشرطة العسكرية ومنشآت عامة أخرى، إضافة إلى ممتلكات خاصة.

ونقلت الوكالة عن مصادر مؤكدة لم تفصح عنها أن هذه الاعتداءات استهدفت نهب مصارف وإحراق وإتلاف ملفات قضايا جرائم جنائية منظورة أمام المحاكم، تتعلق بالقائمين بهذه الاعتداءات أو أقاربهم، مشيرة إلى أن الاعتداءات على مراكز الأمن العام والشرطة العسكرية استهدفت سرقة السلاح واستخدامه. وزعمت المصادر أن أجهزة الأمن العام، تمكنت منذ يوم الأربعاء الماضي، من إلقاء القبض في بعض المدن على عشرات من عناصر شبكة أجنبية مدربة على كيفية إحداث صدام لكي تفلت الأمور وتتحول إلى فوضى لضرب استقرار ليبيا وأمن وآمان مواطنيها ووحدتهم الوطنية. وأوضحت المصادر نفسها أن هذه العناصر التي تنتمي لجنسيات تونسية، ومصرية، وسودانية، وتركية، وفلسطينية، وسورية، قالت إنها مكلفة بالتحريض على القيام بتلك الاعتداءات وفق برامج محددة. وقالت هذه المصادر إن التحقيقات جارية مع عناصر هذه الشبكة التي لا يستبعد ارتباطها بالمخطط الذي سبق أن أعلنه الجنرال الإسرائيلي عاموس يادلين، رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق (آمان) حول نجاح هذا الجهاز، في زرع شبكات وخلايا تجسس في ليبيا وتونس والمغرب، إضافة إلى السودان ومصر ولبنان وإيران.