استطلاع أجرته الخارجية الأميركية: المصريون فضلوا متابعة «العربية» على حساب «الجزيرة» أثناء ثورة 25 يناير

مراسل «الجزيرة» لـ «الشرق الأوسط» : نحن ممنوعون من الكلام

TT

في استطلاع أجراه مجلس أمناء البث التلفزيوني والإذاعي الأميركي، في وزارة الخارجية الأميركية، حول استخدامات ومتابعة وسائل الإعلام أثناء أحداث ثورة 25 يناير التي أودت بحكم الرئيس مبارك خلال ثمانية عشر يوما، أظهرت نتائجه أن غالبية المشاهدين المصريين، خاصة في مدن القاهرة والإسكندرية، قد أبدوا انزعاجا من طريقة معالجة قناة «الجزيرة» لأحداث الثورة في مصر، وفضلوا أثناء الأحداث مشاهدة قنوات تلفزيونية تمدهم بالمعلومات على حساب كثافة عرض الآراء، خاصة قناة «العربية»، حيث تقلص متابعو «الجزيرة» إلى ربع المشاهدين (25%)، لصالح ثلثي المصريين المستطلعة آراؤهم الذين قالوا إنهم كانوا يعتمدون على قناة «العربية» (65%) لمتابعة أخبار مصر.

وأوضح التقرير الذي أجري على عينة عشوائية من 500 مصري في مدينتي القاهرة والإسكندرية عبر الهاتف، أن المشاهدين المصريين اعتبروا «العربية» القناة صاحبة الأخبار الأكثر ثقة ومصداقية، ويتلوها قناة «التلفزيون المصري» بصدقية تحظى برضا نحو ربع المستطلعين، في حين كانت المفاجأة بمقدار صدقية «الجزيرة» التي كانت في ذيل القائمة، والتي طالما انحاز المصريون إليها في متابعة الشأن العربي عموما، وقضايا الصراع العربي - الإسرائيلي.

التحول لدى أولويات المشاهدين نتج، وفق الاستطلاع، أولا بسبب أسلوب عمل «الجزيرة» في تغطية أحداث مصر، الذي لم يراع حساسية المصريين من تلقي دروسا في الوطنية من غير المصريين، حيث مالت «الجزيرة» إلى استضافة محللين في أوج الأزمة، غالبيتهم من غير المصريين، كان أبرزهم عزمي بشارة، المستشار في الديوان الأميري في قطر وعضو الكنيست الإسرائيلي قبل عامين.

وثانيا، أن المصريين كانوا تواقين إلى المعلومات بشكل رئيسي أكثر منها إلى الآراء، في ظل أجواء التطورات المتسارعة، وفي هذا تغلبت «العربية» في كثافة المعلومات على «الجزيرة» التي كانت غزيرة في الآراء.

ولم يغفل القائمون على الاستطلاع الإشارة إلى أن «الجزيرة» تم حظر مشاهدتها على قمر «نايل سات» بدءا من 30 يناير (كانون الثاني) ولمدة أسبوع كامل، في حين استمرت «العربية» في البث هذه الفترة، لكن المستطلعين كانوا في إجاباتهم تحت تأثير التغطية منذ ما قبل حظر بث «الجزيرة» على «نايل سات»، حيث تم إجراء الاستطلاع في الفترة ما بين 4 و10 من فبراير (شباط) الحالي.

من جانبها، قالت مديرة مكتب «العربية» بالقاهرة، راندا أبو العزم، لـ«الشرق الأوسط» إن نجاح قناة «العربية» في تغطية أحداث ثورة 25 يناير يعود إلى أن المشاهد المصري كان يجد كل ما يرغب في متابعته على شاشة القناة، التي التزمت بمصداقية الخبر قبل إذاعته، وعدم نشر أخبار غير مؤكدة، مبينة أن قناة «العربية» كانت ترفض عمل سبق إعلامي أو ادعاء البطولة على حساب المشاهد، حيث كان يتم التحقق من الأخبار من أكثر من مصدر قبل إذاعتها، مؤكدة أنها لتفادي الوقوع في أخطاء المصداقية، كانت تردد عند عدم التحقق من خبر ما عبارة: «ليست معلومات مؤكدة»، وهو ما أعطى مصداقية كبيرة في التغطية، وهو ما لمسه المشاهد المصري بشكل خاص والعربي بشكل عام. وتضيف: «من جانب آخر، كان نهج القناة في تغطية أحداث الثورة قائما على عرض الآراء كافة من الفئات المتظاهرة كافة وإعطاء الجميع فرصة من دون انحياز لطرف دون آخر، مثل الشباب والإخوان المسلمين ومن كافة التيارات الأخرى، بما سمح بوجود الرأي والرأي الآخر، وهو ما أعطى خلفيات متنوعة أمام المشاهدين، وجعلهم يلمسون ما نقوم به من مجهود، رغم ما كنت أتعرض له من تهديدات رسمية وعلى يد البلطجية، وصعوبة في العمل ظل فيضان الأحداث المتلاحق».

وتوضح أبو العزم أن «مصر الآن هي مصدر الأخبار الأول في العالم كله على مدار الساعة، وفي سبيل ذلك، هناك جهد أكبر يبذل من جانب جميع القائمين على مكتب (العربية) بالقاهرة للحفاظ على ثقة المشاهدين»، مبينة أن استطلاع وزارة الخارجية الأميركية ومن قبله ثناء المشاهدين على تغطية القناة يزيد من مسؤولية الجهد في الفترة المقبلة. على الجانب الآخر، رفض مراسل قناة «الجزيرة» بالقاهرة، سمير عمر، التحدث لـ«الشرق الأوسط» عن ما جاء في نتائج الاستطلاع، معللا بقوله: «نحن ممنوعون من الكلام لوسائل الإعلام»، مكتفيا بالإشارة إلى رفضه ما جاء بالاستطلاع، مدللا على أن المتظاهرين بميدان التحرير كانوا يتناقلون فيما بينهم الترددات البديلة لـ«الجزيرة» على قمر «نايل سات» للتمكن من مشاهدة القناة بعد إجراءات حظر مشاهدتها.

كان الاستطلاع قد أشار أيضا إلى أن مصر قد شهدت طغيانا للتلفزيون على باقي وسائل الإعلام؛ إذ قال 98% من المستطلعة آراؤهم، أنهم اعتمدوا على التلفزيون كمصدر أساسي للأخبار، في حين كان ثلث المصريين فقط يتابعون الأخبار عبر الإنترنت، على عكس الانطباع السائد بطغيان الشبكة العنكبوتية.