38 قتيلا في هجوم على مصرف كابل في جلال آباد

عمليات القوات الأفغانية وقوات الأطلسي تقتل 64 مدنيا

TT

قتل 38 شخصا وأصيب 71 آخرون بجروح في الهجوم الذي استهدف أول من أمس مصرفا في جلال آباد شرق أفغانستان، هاجمه انتحاريون وتبنته حركة طالبان، بحسب حصيلة جديدة أعلنتها السلطات الأحد، مما يجعله الهجوم الأكثر دموية في أفغانستان منذ يونيو (حزيران).

وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية الأفغانية زمراي بشاري للصحافيين: «إن 38 شخصا قتلوا بينهم 21 عنصرا من قوات الأمن و17 مدنيا» إثر هجوم أول من أمس على فرع لمصرف كابل في جلال آباد. وأضاف أن 71 شخصا أصيبوا بجروح معظمهم من المدنيين. وأوضح أن المهاجمين وهم خمسة انتحاريين كانوا يرتدون زي الشرطة والجيش. وكان غل آغا شيرازي حاكم ولاية ننغارهار (عاصمتها جلال آباد) قال في وقت سابق إن «نحو 35 شخصا قتلوا وأصيب 70 في هجوم أمس» ضد أحد فروع مصرف كابل، مضيفا أن سبعة انتحاريين هاجموا أول من أمس هذا المصرف وفتحوا النيران بداخله على الزبائن ورجال الشرطة والموظفين قبل أن يشتبكوا لعدة ساعات مع الشرطة. ومصرف كابل، وهو أبرز مصرف خاص في البلاد، ومن المؤسسات المصرفية التي تدفع رواتب الموظفين الرسميين وبينهم عناصر الشرطة والجيش. ويوم أول من أمس كان آخر أيام الشهر في أفغانستان. وقد اقتحم المهاجمون المصرف وقتلوا موظفين وزبائن بينهم العديد من عناصر الشرطة جاءوا لتسلم رواتبهم في آخر أيام الشهر في أفغانستان قبل أن يتحصنوا فيه ويتواجهوا مع الشرطة خلال ساعات.

وتمكن أربعة من الانتحاريين من تفجير أحزمة المتفجرات التي كانوا يزنرون أنفسهم بها لكن الخامس تم القبض عليه «وهو باكستاني من وزيرستان الشمالية المنطقة القبلية الحدودية مع أفغانستان والمعروفة بأنها قاعدة خلفية للمتمردين الطالبان كما أكد بشاري.

وأكد المتحدث باسم السلطات المحلية أحمد ضياء لوكالة الصحافة الفرنسية أن مساعد قائد الشرطة المحلية وكذلك رئيس الشرطة الجنائية في الولاية أصيبا بجروح. ونقل الاثنان إلى قاعدة باغرام العسكرية الأميركية في شمال كابل لتلقي العلاج.

وروى عوض الله الذي كان داخل المصرف أول من أمس ما حصل. وقال: «كنت داخل المصرف عندما اقتحمه مسلحون راحوا يطلقون النار في الهواء».

وأضاف «أمروا الجميع بالتنحي جانبا ثم أطلقوا النار عليهم بشكل عشوائي».

وتابع هذا الناجي «اختبأت في إحدى الزوايا ورأيت 13 جثة، وهناك العديد من عناصر الشرطة بين القتلى والجرحى»، مضيفا «إن الانتحاريين كانوا مسلحين برشاشات وقنابل يدوية ومزنرين بالمتفجرات». وتبنت الهجوم حركة طالبان التي تشن تمردا ضد حكومة كابل والقوات الأجنبية منذ الإطاحة بها في نهاية 2001 إثر تدخل التحالف الدولي.

وتبنى المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد المسؤولية عن الهجوم في اتصال مع وكالة الصحافة الفرنسية، وهجوم أول من أمس في جلال آباد هو الأكثر دموية منذ الهجوم الانتحاري في يونيو (حزيران) 2010 الذي وقع خلال حفل زواج في قندهار، معقل طالبان في جنوب البلاد، وأسفر عن سقوط 50 قتيلا و87 جريحا. ورغم الانتشار المتزايد لرجال الشرطة، عاد الوضع إلى طبيعته تقريبا الأحد في المدينة كما أفاد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية. وكانت الشرطة حظرت أول من أمس تنقل السيارات فيما أغلقت كافة المتاجر أبوابها.

إلى ذلك، قال حاكم إقليم كونار إن العمليات المشتركة للقوات الأفغانية والقوات الأجنبية التي يقودها حلف شمال الأطلسي قتلت 64 مدنيا خلال الأيام الأربعة الماضية في الإقليم الواقع شرق أفغانستان، ومنهم عدد كبير من النساء والأطفال. وقال فضل الله وحيدي حاكم إقليم كونار لـ«رويترز» أمس: قتلوا إثر ضربات برية وجوية في منطقة غازي آباد. وأضاف وحيدي أن القتلى 20 امرأة و29 طفلا أو شابا - تتراوح أعمارهم بين سبعة و20 عاما - و15 رجلا. وكانت الخسائر البشرية الناجمة عن عمليات عسكرية يقودها حلف شمال الأطلسي مصدر خلاف بين الحكومة الأفغانية والشركاء الغربيين منذ فترة.

وذكر متحدث باسم قوة المعاونة الأمنية الدولية التي يقودها حلف شمال الأطلسي (إيساف) أن فريقا سيحقق في ادعاءات سقوط ضحايا مدنيين بسبب «إيساف» أثناء عمليات في كونار والتي قال إنها جرت في منطقة نائية ووعرة. وتابع أنه علم بتصريح وحيدي: «عن قتل القوات المتحالفة أكثر من 50 مدنيا». وأضاف أن لقطات فيديو ومعلومات استخلصتها «إيساف» تفيد بمقتل 36 متمردا مسلحا. وذكر الكولونيل باتريك هاينز المتحدث باسم «إيساف» في بيان: «نأخذ مزاعم سقوط ضحايا مدنيين على محمل جدي للغاية. نجري تقييما لهذه الادعاءات وسنعلن ما ستتوصل إليه التحقيقات».

وقالت «إيساف» يوم الجمعة إن أكثر من 30 متمردا قتلوا في مهمة أثناء الليل في كونار وأعلنت أول من أمس أن العمليات في غازي آباد مستمرة منذ 16 فبراير (شباط).