بالتزامن مع اليوم الأول لمعرض «آيدكس».. الإمارات تستعد لصفقة نظام صاروخي أميركي متقدم

نائب الرئيس الإماراتي: المعرض ليس سباقا للتسلح في المنطقة

الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وأولياء عهود خلال افتتاح معرض آيدكس 2011 في دورته العاشرة («الشرق الأوسط»)
TT

بحضور 66 وزير دفاع و64 رئيس أركان وكبار القادة العسكريين من مختلف دول العالم وعلى وقع عروض جوية مثيرة قام بها عدد من الطائرات المقاتلة والعمودية شهدت العاصمة الإماراتية أبوظبي أمس افتتاح معرض آيدكس 2011 في دورته العاشرة، ليشهد المعرض في أول أيامه إعلان شركة أميركية عن وضع اللمسات الأخيرة لصفقة نظام صاروخي متقدم لصالح دولة الإمارات تقدر بـ7 مليارات دولار، فيما شهد المعرض إزاحة الستار عن أول آلية عسكرية إماراتية الصنع بالكامل، قال الخبراء إنها تنافس سيارة (التايغر) العسكرية الأميركية التي كانت تصنف بأنها الأولى في العالم وهي «الهمر»، وافتتح المعرض الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس الوزراء حاكم دبي الذي اعتبر أن دولة الإمارات لا تنظر إلى معرض آيدكس أو معرض دبي للطيران كمنصتين لسباق التسلح في المنطقة. بل ننظر إليهما من ناحية تجارية وسياحية وتقنية بحتة.

ومن أبرز صفقات اليوم الأول للمعرض التي عادة ما يبدأ الإعلان عنها تباعا قال مسؤول بشركة «لوكهيد مارتن» الأميركية أكبر شركة لمقأولات التسليح في العالم أمس إن الإمارات العربية المتحدة ستضع اللمسات الأخيرة على صفقة تقدر قيمتها بـ7 مليارات دولار لشراء نظام دفاع صاروخي متقدم من «لوكهيد» في الربيع القادم وذلك في أول صفقة تصدير من نوعها للشركة الأميركية.

وقال دينيس كافين نائب الرئيس لمبادرات الدفاع الجوي والصاروخي الاستراتيجية العالمية في «لوكهيد مارتن» لـ«رويترز» خلال معرض لمعدات الدفاع «نوشك على الانتهاء من الأوراق اللازمة لتنفيذ برنامج ناجح للإمارات. في الربيع القادم ستصدر الولايات المتحدة إعلانا».

وقال المسؤول إن من المتوقع أن تبعث الحكومة الأميركية بخطاب اتفاق في الأشهر القليلة القادمة حيث تستطيع بعدها الإمارات بدء مفاوضات مع المقاولين بشأن مواعيد الإنتاج، فيما ستقدم شركة الدفاع الأميركية «رايثون» الدعم لـ«لوكهيد» في الخدمات اللوجيستية.

وأحجم مسؤولو دفاع إماراتيون عن التعليق على الصفقة، لكن مصادر مطلعة أبلغت «رويترز» أمس أن الصفقة بلغت مراحلها النهائية وقد تبرم قريبا.

وتجري الإمارات مفاوضات لشراء نظام الدفاع الجوي للارتفاعات العالية عن مسرح العمليات منذ أواخر 2008 عندما أعلنت وزارة الدفاع الأميركية عن الصفقة المقترحة، وفي أواخر 2008 أبرمت الإمارات صفقة مع «لوكهيد مارتن» لشراء أنظمة باتريوت متقدمة مضادة للصواريخ وقالت متحدثة باسم «لوكهيد» يوم الأحد إن الإمارات بدأت تسلم صواريخ باك - 3 لكنها لم تذكر تفاصيل.

إلى ذلك اعتبر الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي أن دولة الإمارات لا تنظر إلى معرض آيدكس أو معرض دبي للطيران كمنصتين لسباق التسلح في المنطقة كما يزعم البعض بل ننظر إليهما من ناحية تجارية وسياحية وتقنية بحتة نظرا للتنوع في الحضور والمشاركة، وفيما تشهد العاصمة الإماراتية أبوظبي نشاطا واضحا في كل قطاعاتها هذه الأيام مع توافد المئات من المختصين والمسؤولين التجاريين والعسكريين إليها للمشاركة في معرض «آيدكس 2011» الذي افتتحت أعماله أمس، وقال الشيخ محمد بن راشد أن معرض آيدكس 2011 في دورته العاشرة سيشهد عرضا جديدا لأجهزة دفاع إلكترونية وأسلحة متطورة قد لا تكون عرضت في أي مكان قبل ذلك ما يتيح لدول المنطقة والشرق الأوسط وشمال أفريقيا الفرصة للاطلاع على هذه المنتجات الدفاعية الحديثة وشرائها من خلال الصفقات التجارية التي يشهدها المعرض كل عام.

ولفت إلى أن المعرض يكتسب أهمية وشهرة واسعة في أوساط الدول والشركات المصنعة والمنتجة لأسلحة ومعدات الدفاع نظرا لما يمثله هذا المعرض من نافذة تطل منها هذه الدول والشركات العالمية على أسواق المنطقة ويمثل في ذات الوقت منصة لعرض أحدث ما أنتجته المصانع وما توصلت آلية تكنولوجيا الصناعات العسكرية أمام الباحثين عن كل ما هو جديد من دول وحكومات في المنطقة من أجل تزويد قواتها المسلحة بالمعدات والأسلحة الدفاعية التي تحتاجها في الدفاع وحماية أراضيها واستقلالها وثرواتها الوطنية.

وعلى هامش المعرض الدولي يعقد مؤتمر الدفاع الخليجي المؤتمر الرسمي لمعرض الدفاع الدولي آيدكس، حيث استقطب متحدثين من كبار القادة العسكريين في العالم وحضره أكثر من 400 مشارك يمثلون نخبة من صناع القرار والمسؤولين الحكوميين، وكبار الخبراء والقادة العسكريين والمهتمين بهذا الشأن من جميع القطاعات على المستوى الإقليمي والعالمي.

وشدد الشيخ محمد بن راشد على أن دولة الإمارات لا تنظر إلى معرض آيدكس أو معرض دبي للطيران كمنصتين لسباق التسلح في المنطقة كما يزعم البعض بل ننظر إليهما من ناحية تجارية وسياحية وتقنية بحتة نظرا للتنوع في الحضور والمشاركة في هذين المعرضين اللذين اكتسبا شهرة عالمية واسعة وثقة كبيرة في أوساط العارضين والمستهلكين ما يجعل من دولة الإمارات ملتقى للناس من مختلف الأجناس وبوابة عبور بين الشرق والغرب ناهيك عن الخبرة والمعرفة اللتين يكتسبهما رجال قواتنا المسلحة وأجهزتنا الشرطية التي تتعرف عن قرب على العلوم والتقنيات العسكرية التي تحتك بالخبراء والمدربين الذين يأتون من كل دول العالم المصنعة والمصدرة لهذه التكنولوجيا العسكرية.

وفيما يتعلق بالاستعدادات للدورة القادمة لمعرض دبي للطيران قال حاكم دبي «هي قائمة وتجري على قدم وساق من قبل القائمين على المعرض من منظمين ومروجين وأجهزة أمنية وإعلامية ولوجيستية لأن قبل هذا الحدث بهذا الحجم والأهمية يحتاج إلى مثابرة ومتابعة من قبل كافة المعنيين جهات وأفرادا حتى يخرج بما يليق بسمعته وشهرته العالمية التي اكتسبتها على مدى أكثر من عشرين عاما أمامنا نحو تسعة أشهر لاستقبال الحدث العالمي، وفقا لوكالة الأنباء الإماراتية».

إلى ذلك أكد الفريق الركن حمد محمد ثاني الرميثي رئيس أركان القوات المسلحة أنه على الرغم من تأثر المعارض العسكرية في العالم نتيجة الوضع الاقتصادي العالمي فإن متانة اقتصادنا الوطني والأسس القوية التي أسس عليها قد أسهما في محدودية تأثره بتلك التقلبات وهذا يؤكده ما يحققه معرض «آيدكس» من نقلة نوعية مع كل دورة ومن نجاح لافت في استقطاب أكبر وأعرق الشركات الصناعية العالمية بل ومن تحول معرض «آيدكس» إلى بند ثابت على جدول أعمال كبريات شركات الصناعة الدفاعية وشركات التكنولوجيا والتسويق، فضلا عن كبار المسؤولين عن شؤون الدفاع في الدول الشقيقة والصديقة.

وقال الرميثي إن معرض «آيدكس» بما يقدمه من عروض حديثة يمثل بالنسبة لنا في دولة الإمارات وبالنسبة لصناع القرار والمؤسسات العسكرية في الدول الشقيقة والصديقة فرصة مثالية للاطلاع على مدى التطور الذي طرأ على الصناعات الدفاعية.. ونحن إذ نستقبل دورة جديدة من دورات المعرض نقدر كافة الجهود التي تبذل لإنجاح هذا المعرض ونشيد بتناغم الأداء وتنسيق الجهود بين كافة الجهات المعنية والذي يؤدي دائما لمزيد من النجاحات في تنظيم المعارض بما يليق ومكانة دولة الإمارات ويعزز دورها المميز في المنطقة والعالم.

وتجاوز عدد العارضين للمرة الأولى منذ إطلاق آيدكس عام 1993 حاجز الألف عارض ليصل إجمالي العارضين في آيدكس 2011 إلى 1060 عارضا من جميع أنحاء العالم. كما زادت مساحات العرض الصافية بنسبة 14.58% عن الدورة الماضية لتبلغ 43 ألفا و219 مترا مربعا ومساحات العرض الإجمالية بنسبة 2.81% لتصل إلى 124 ألف متر مربع. وفي الدورة الجديدة من آيدكس تمثل الشركات العارضة 53 دولة.