السلطة الفلسطينية تدرس التوجه إلى لاهاي لمحاكمة الاستيطان.. بعد الفيتو الأميركي

أبو مازن يبلغ ميتشل وبيريس أنه لن يتراجع

TT

ارتفع منسوب الغضب الفلسطيني ضد الإدارة الأميركية بعد استخدامها حق النقض «الفيتو» ضد مشروع قرار في مجلس الأمن يدين الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، قبل يومين.

وعبر عن هذا الغضب الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) في مكالمة هاتفية أجراها معه مبعوث عملية السلام جورج ميتشل؛ إذ لم يخفِ أبو مازن غضبه وامتعاضه من الفيتو الأميركي، وقال إنه متمسك بكل مواقفه ولن يتراجع عنها. هذا على مستوى رسمي، أما شعبيا، فخرجت مظاهرات حاشدة في رام الله أمس، هاجمت الانحياز الأميركي لإسرائيل وشخص الرئيس باراك أوباما، وشارك فيها مسؤولون رفيعون.

وتوترت العلاقة بين السلطة والإدارة الأميركية قبل أيام من الذهاب إلى مجلس الأمن؛ إذ رفض أبو مازن طلبا من أوباما شخصيا بعدم الذهاب، مهددا بقطع المساعدات الأميركية، وزاد التوتر بعد أن ذهب الفلسطينيون والعرب فعلا إلى المجلس، واستخدمت أميركا الفيتو.

وأبلغ أبو مازن المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل، خلال اتصال هاتفي مساء السبت، امتعاضه وغضبه من استخدام واشنطن الفيتو، كما أبلغه أن أي مفاوضات لن تتم إلا وفق أسس محددة يعرفها الأميركيون. وأبلغ أبو مازن هذا الموقف أيضا للرئيس الإسرائيلي شيمعون بيريس، قائلا له: «لا مفاوضات قبل وقف جميع أشكال الاستيطان بما يشمل القدس الشرقية». وقال أبو مازن، في كلمة خلال اختتام أعمال مؤتمر الحلم الفلسطيني، ألقاها نيابة عنه اللواء توفيق الطيراوي، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح: «إن التهديدات الأميركية وغيرها لن تثنينا عن ثوابتنا الوطنية، حتى إن حاصروا القيادة الفلسطينية كلها». وأضاف: «الولايات المتحدة تتغنى بشعارات الحرية مع الشعوب كلها، إلا مع الشعب الفلسطيني، فهي تؤيد الاحتلال والاستيطان، وكل شيء ضد مصلحة الشعب الفلسطيني». وتدرس السلطة الآن إمكانية وجدوى التوجه إلى الأمم المتحدة وإلى محكمة لاهاي لمحاكمة الاستيطان وإدانته، بعدما أفشل الأميركيون مسعاها في مجلس الأمن، كما تدرس الآن العملية التفاوضية وبدائلها.

ومن غير المعروف ما إذا كانت الولايات المتحدة ستقدم فعلا على قطع المساعدات عن السلطة، أو لا، وهذه ليست المرة الأولى التي تهدد فيها الإدارة الأميركية باللجوء إلى قطع المساعدات.