واشنطن: قمع الشيعة بالبحرين كان سيدفعهم للتطرف

مسؤولون يكشفون الضغط الأميركي على المنامة

TT

قال مسؤولون أميركيون إن الرئيس باراك أوباما اشترك مباشرة في «الضغط» على حكومة البحرين خلال أيام الاشتباكات مع المتظاهرين هناك. وإنه دعا قادة البلاد لضبط النفس، لكنه في نفس الوقت، كان خائفا من أن تستغل هذه الاضطرابات من قبل الجماعات المتطرفة التي لها علاقات مع إيران.

وقال المسؤولون إن جهود أوباما تعقدت بسبب «انقسامات عميقة» داخل الحكومة البحرينية. وذلك لأن المتشددين داخل هذه الحكومة، بعد أن شاهدوا انهيار الحكومات المدعومة من الجيش، مثلما حدث في مصر وتونس، طلبوا سحق حركة الاحتجاج بسرعة «قبل أن تصبح أكثر قوة».

وقال مسؤول لصحيفة «واشنطن بوست» إن حكومة البحرين واجهت ضغوطا من دول خليجية تخشى انتفاضات مماثلة من سكانها الشيعة.

وأشار مراقبون في واشنطن إلى أن البيت الأبيض اهتم، وتابع أولا بأول، إعلان قوات الأمن البحرينية انسحابها، أول من أمس، من ميدان اللؤلؤة في قلب المنامة. وأيضا، تابع البيت الأبيض إعلان ولي العهد الأمير سلمان بن حمد آل خليفة بداية حوار مع حركة المعارضة في البلاد التي يقودها الشيعة أساسا.

وقال مسؤول من الذين اشتركوا في صنع القرارات في البيت الأبيض إنهم كانوا يعملون بهدوء، لعدة أيام لدعم جهود ولي العهد ومجموعة صغيرة من القادة البحرينيين، لوضع حد للحملة الأمنية. وللبدء في تنفيذ بعض التغييرات السياسية والاقتصادية التي طالب بها المتظاهرون.

وقال إن الوضع كان «حساسا للغاية». وذلك بسبب التحالف الوثيق للولايات المتحدة مع البحرين، موطن الأسطول الأميركي الخامس. وإن الرسالة التي وجهها البيت الأبيض إلى ملك البحرين كانت أن «على البحرينيين ألا يتعاملوا مع هذا الحدث كقضية أمنية فقط. وأن عليهم إجراء إصلاحات سياسية. وأن على قوات الأمن ممارسة ضبط النفس».

وأشار مراقبون في واشنطن إلى أن الرئيس أوباما أدان العنف ضد المتظاهرين في بيان أصدره البيت الأبيض يوم الجمعة. وأنه، في يوم السبت، اتصل مع الملك حمد بن عيسى آل خليفة، كما قال بيان للبيت الأبيض في ذلك أول من أمس.

أوباما، كما كشف المسؤول الأميركي لصحيفة «واشنطن بوست»، عن أنه قال للملك، إن «الاستقرار في البلاد يتوقف على استعداده لاحترام حقوق المتظاهرين». في نفس الوقت، نقل مستشارون ومساعدون في البيت الأبيض رأي أوباما إلى قادة آخرين في البحرين، وإلى قادة في دول الخليج الأخرى. ومن بين الذين اتصلوا وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، ووزير الدفاع روبرت غيتس، ومستشار الأمن القومي توماس دونيلون.

وأيضا، كشف المسؤول الأميركي عن أن دونيلون اتصل بولي العهد في البحرين أول من أمس، وكرر إدانة أوباما للهجمات على المتظاهرين. وأعرب عن تأييده للخطوات المتخذة للتحلي بضبط النفس، وبدء حوار مع جميع شرائح المجتمع البحريني.

وقال المسؤول إن المنطق الأميركي في مواجهة خوف الحكومات الخليجية من نفوذ الشيعة، هو أن «دوامة العنف هي التي من شأنها أن تدفع مزيدا من الشيعة البحرينيين للوقوف إلى جانب المتطرفين».

وقال مسؤول سابق في الاستخبارات الأميركية لديه خبرة في المنطقة: «استمرار القمع ستكون له آثار عكسية من قبل عناصر متطرفة داخل حركة الاحتجاج. وفشل الولايات المتحدة في تأييد الاحتجاجات سيزيد وقود الغضب ضد الحكومة الأميركية، وسيدفع الشيعة نحو إيران. وسوف تستغل إيران هذا الوضع، وهي بالفعل تعمل ذلك».