الملك يمنح الأندية الأدبية 160 مليون ريال.. وبناء مقرات دائمة على رأس الأولويات

وزارة الثقافة والإعلام لـ«الشرق الأوسط»: نسعى لدعم عطاءات الجيل الشاب

TT

كشف مسؤول في وزارة الثقافة والإعلام أمس لـ«الشرق الأوسط» أن المبالغ التي خصصت بأوامر ملكية لدعم الأندية الأدبية السعودية ستجري الوزارة مباحثات حولها مع المثقفين السعوديين الذين يرأسون هذه المؤسسات الثقافية حول كيفية توجيهها بما يخدم الصالح الثقافي العام، وبما يزيد من فعالية الحراك الثقافي في الساحة الثقافية السعودية.

وقال عبد الله الأفندي مدير عام الأندية الأدبية في وزارة الثقافة والإعلام إن الوزارة تتطلع إلى أن تدعم الأندية عطاءات الجيل الشاب، وأن تتيح المجال لهم في النشاطات المنبرية والفعاليات وكذلك في الإصدارات، وأن تتبنى الأندية من خلال الدعم الإضافي والاستثنائي لها هذا العام إبداعات الشباب في مجالات الرواية والقصة والشعر، وأن يكون لهم حضور بارز في الفعاليات والإصدارات.

وكان قد صدر أمر ملكي بمناسبة عودة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، بدعم كل ناد أدبي بـ 10 ملايين ريال، حيث قال الأفندي إن الوزارة رصدت نحو 160 مليون ريال، هي مجموع التوجيه الملكي لدعم نشاطات الأندية الأدبية.

وأبان الأفندي أن وزارة الثقافة والإعلام تخصص لـ16 ناديا أدبيا على مستوى البلاد نحو 20 مليون ريال، 16 مليون ريال تذهب كإعانة سنوية للأندية الأدبية، فيما تذهب 4 ملايين ريال لدعم النشاطات المتميزة، وضرب مثالا لها بملتقى النص وملتقى العقيق الأدبي، حيث تساهم الوزارة في الدعم المالي لهذه التظاهرات الثقافية والفعاليات المتميزة.

وقال الأفندي إن التوجه الذي يتوقعه بعد هذا الدعم المالي الكبير أن تتجه الأندية نحو بناء مقرات دائمة لها، وداعمة لأنشطتها الثقافية والأدبية، بما يليق بمكانة المثقفين والأدباء، ولفت إلى أن هذا الدعم جاء إيمانا بدور المثقف في نشر الوعي في المجتمع. وقال إن هذا الدعم يلقي بظله على جمهور المثقفين والأدباء حيث إن الحكومة تتطلع إلى أن يواكب الحراك الثقافي ما تعيشه البلاد من نهضة شاملة في كافة المجالات. وأشار الأفندي إلى أن العام الحالي سيكون فارقا في مسيرة الأندية الأدبية، مشيرا إلى أن وزارة الثقافة والإعلام ستمنح الأندية الأدبية لهذا العام نحو 11 مليون ريال، مما يوفر دعما لبناء مقرات تليق بالعمل الثقافي وبالمثقفين السعوديين.

وفي ذات السياق قال الأفندي إن وزارة الثقافة والإعلام تتطلع إلى أن تتوسع الأندية في نشاطاتها المختلفة، ولا تركز على مدن المقار التي عادة ما تستحوذ على النشاطات الثقافية والمنبرية ويلقى مثقفوها جل عناية هذه الأندية. وتابع أن الوزارة تعتقد أن هذا الدعم سيدفع بالأندية إلى أن تعطي المثقفين في الأطراف عناية أكثر ودورا أكبر في برامجها الثقافية المختلفة، كما ستكون قادرة على تفعيلهم أكثر في نشاطاتها ولجانها.

من جانبه، أكد الدكتور عبد الله الوشمي أن أعضاء مجلس إدارة نادي الرياض الأدبي، لديهم اتفاق فيما يخص الدعم لبناء مقر يليق بالنادي وبالمثقفين في العاصمة التي وصفها بأنها تكبر ولكنها لا تشيخ، وقال الوشمي إن التوسع في الأندية الأدبية وفي برامجها وأنشطتها يحتم أن تكون هذه الأندية على مستوى يليق بالمثقف والأديب، واعتبر الوشمي أن هذا الدعم حافز للمثقفين والمهتمين بالعمل الثقافي والفعل الثقافي للانتقال من الدور البسيط، إلى العمل المؤسساتي العميق. وقال الوشمي إن التوسع في النشاطات والخروج من إطار مدن المقار يكون بعد أن يتوفر المكان الذي تتوفر فيه شروط تبني فعاليات ثقافية فاعلة. وقال إن التوسع سيكون عبر الدعم السنوي الذي تتلقاه الأندية، إلا أنه لفت إلى أن منطقة بحجم منطقة الرياض فيها سبع جامعات حكومية، لماذا لا يكون فيها سبعة أندية أدبية، تدعم وتتبنى المثقفين في مختلف المحافظات التابعة للمنطقة؟

بدوره، قال حماد السالمي رئيس نادي الطائف الأدبي إن وضع معظم الأندية الأدبية على مستوى السعودية لا يؤهلها لتبني فعاليات ومناشط ثقافية تكون جاذبة لطيف واسع من المجتمع. وأضاف: «مقار الأندية الأدبية هي الهاجس الأكبر لدى إدارات الأندية وتتطلع هذه الإدارات إلى أن يتم الإسراع في توفير المبالغ المالية التي أعلن عنها للبدء في بناء مقرات دائمة للأندية». وقال السالمي لا يمكن أن يتبنى ناد ما فعاليات مختلفة ويوسع من نشاطاته لجذب الشباب وتوفير المناخات المناسبة لهم ليبدعوا وليعبروا عن أنفسهم، ما لم يكن هناك مسرح ومرسم وصالة عرض سينمائي، وصالة عرض للفنون المختلفة، حتى تحقق هذه المؤسسات الترابط بينها وبين جيل المثقفين الشباب.