مدير السجون لـ«الشرق الأوسط»: السجناء لم يستغربوا العفو وكانوا على يقين بمكرمة الملك

قال إنه يأمل أن يكون سلوكهم بعد العفو بحجم مكرمة ملك

TT

اعتبر اللواء الدكتور علي الحارثي، مدير عام السجون في السعودية لـ«الشرق الأوسط»، عفو الملك عبد الله بن عبد العزيز، عن سجناء الحق العام، بمثابة البلسم الشافي لأسر مسجوني الحق العام، وأنه بصدد انتظار الآلية التي سيتم بها الإفراج عنهم، متوقعا أنه في خلال اليومين القادمين سيتم الانتهاء من الإجراءات التي ستكفل خروجهم.

وأكد أن قرارات العفو عن السجناء ليست بمكرمة غريبة من رجل كريم، درج على تسجيل أعلى مكارم العفو والصفح، ويأتي هذا القرار في مصلحة المفرج عنهم، وكبداية حقيقية لهم في الخروج ومزاولة الحياة الجديدة، انطلاقا من عفو الملك، الذي تذكر السجناء ولم ينس حبسهم وابتعادهم عن أسرهم وأهلهم، فلم شملهم في بادرة لها مدلولات إنسانية عميقة تؤكد مكانة الملك في قلوب الجميع.

وحول العدد المتوقع الذي سيفرج عنه، قال الحارثي، «إنه بلا شك سيكون كبيرا، لا أمتلك رقما معينا لكنني أجزم بأنه رقم كبير، سيستفيد منه عدد كبير من سجناء الحق العام، مؤملا أن يستفيد السجناء من هذه المكرمة الكبيرة، وأن ينعكس هذا الشيء على سلوك السجناء، وأن يكونوا لبنة صالحة، يعول عليهم في المجتمع، خاصة أنها مكرمة كبيرة وكريمة، من رجل لها باع طويل في المكارم الإنسانية والسجايا العطرة».

من ناحيته، قال العميد كامل الحازمي، مدير عام السجون بجده، لـ«الشرق الأوسط»، إن السجناء هم الأكثر توقعا لهذه المكرمة، وأنه أمر غير مستغرب ومستبعد لديهم، «فهم يثقون بكرم وعفو الملك عبد الله بن عبد العزيز، وبدأ السجناء فعليا الاحتفاء والفرح من سجنهم»، مضيفا أن إدارات السجون في طور تلقي الآليات الكفيلة لمعرفة عددهم والمتوقع أن يصل إلى 80% منهم، «وسنقوم بتشكيل اللجان لمعرفة الأعداد استنادا لتنفيذ أمر خادم الحرمين الشريفين وحصر المستفيدين وإطلاق سراحهم فورا».

بينما عبر عدد من السجناء عن بالغ سعادتهم بوصول الملك لأرض الوطن وبامتنان لهذا القرار الذي شكل منعطفا جديدا، عاقدين العزم على أن يبدؤوا مجددا كمواطنين صالحين بحجم هذه المكرمة، وعبر أحد سجناء الحق العام الذي شملهم العفو، «إنها مكرمة ملك، وعفو إنسان، وسجية كريم، كنا ننتظر قدومه بفارغ الصبر، كنا نناجي الله في ظلمة الليل أن يغفر لنا ما اقترفناه في حق أنفسنا، وأسرنا، وأطفالنا، وعندما انبلج نور الصباح، وإذا التباشير تنهال علينا، بقدوم ملكنا وراعي عزوتنا، والتي رافقت قدومه خبر العفو عنا».

وأضاف أن الأجواء أصبحت في السجن الذي يقطن فيه تعمها الفرح والسرور، وكل الأماني أن يقترب الإفراج عنهم، ليلتحموا مع أسرهم، وأحبائهم، فمن انتظار طويل لفترة سجن قد تطول لشهور وسنين، إلى انتظار أيام قلائل، تسر أعينهم بملاقاة أحبتهم».

وتقدم بالشكر والعرفان لخادم الحرمين الشريفين، على هذه المكرمة، التي تعودوها، «لأن من بادر بها يحمل خصال المحبة، والخير لشعبه وأبنائه الذين يقرون بخطيئتهم، مجددا الولاء والطاعة لمليكه الذي طوق أعناقهم بهذه المكرمة الجليلة. كما تأتي هذه المكرمة انسجاما مع قدوم المليك الذي دائما ما تحل معه المكرمات أينما ذهب لتأتي مبادرة العفو عن السجناء في أبهى صورها التي تجسد العفو، والحث على البداية من جديد نحو حياة متزنة تحقق أدوارا اجتماعية أكثر كفاءة وتطلعا للمستقبل على حد وصف السجناء».