الكاتب أحمد الفيتوري: ساعة الحسم اقتربت.. والعلم الليبي القديم رمز للاستقلال وليس الملكية

أكد أن الأوضاع من «السلوم» حتى «الزاوية» على الحدود التونسية في يد المحتجين وقيادات الجيش المناصرين لهم

متظاهرون ليبيون يحملون لافتات ويرددون شعارات مناهضة للقذافي خلال مظاهرة في طبرق أمس (أ.ب)
TT

قال الناشط الليبي الكاتب الصحافي أحمد الفيتوري المقيم بمدينة بنغازي الليبية إن الأوضاع بداية من مدينة «السلوم» على الحدود مع مصر، مرورا بمدينة «مصراتة» شرق السلوم، على بعد 200 كم من العاصمة الليبية طرابلس، كلها أصبحت تحت سيطرة الجماهير الثائرة ضد حكم العقيد القذافي، والمطالبة برحيله.

وعن الأوضاع في مدينة بنغازي، ثاني أكبر المدن الليبية، أضاف الفيتوري الذي قضى نحو 10 سنوات في سجون القذافي، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»: الأوضاع في بنغازي مستقرة، خاصة بعد انضمام قوات من الجيش إلى الجماهير، بقيادة اللواء عبد الفتاح يونس، وهو من الضابط الأحرار المعروفين، وقائد القوات الخاصة بالجيش، ويتولى وزارة الداخلية.

وأضاف الفيتوري: «أيضا انضم إلى صفوف الجماهير اللواء سليمان محمود، وهو بمثابة محافظ منطقة البطنان، وعاصمتها طبرق، وهو أيضا من الضباط الأحرار، وكان من المقربين للعقيد القذافي».

وكشف الفيتوري عن أن قائدا لسلاح البحرية في منطقة بنغازي انضم إلى المتظاهرين، مشيرا إلى أن قائد الجيش في مدينة البيضا، أصدر بيانه الأول، داعيا القذافي إلى التنحي فورا، والاستجابة لمطالب الجماهير.

وقال الفيتوري إن قيادات الثورة والجيش في بنغازي وغيرها من المدن وجهت بدورها إنذارا إلى نظام القذافي للحفاظ على الجيش الليبي، وأكد الإنذار أن الجيش أسسه المجاهدون الليبيون، وشارك في الحرب العالمية الثانية، لتحقيق الاستقلال من الاحتلال الإيطالي، ولن يقف في مواجهة ضد مصالح الشعب الليبي مهما كانت التضحيات. وحول الوضع في طرابلس العاصمة، حيث يقيم القذافي، أوضح الفيتوري أنه متوتر، لكن الناس معنوياتها مرتفعة، ولفت إلى أن «ساعة الحسم قريبة»، وستكون من طرابلس نفسها. وأضاف أن مدينة «الزاوية» رابع أكبر مدينة ليبية على الحدود التونسية، وأصبحت في يد الثوار، وانضم إليهم اللواء المهدي العربي، وهو من الضباط الأحرار.

وحول وجود قيادة موحدة تتحدث باسم المتظاهرين في بنغازي وبقية المدن، أوضح الفيتوري أنه في كل من هذه المدن سالفة الذكر توجد قيادة تنسيقية جماعية مشتركة مكونة من قوات الجيش والجماهير. ويتم التنسيق باستخدام هواتف «الثريا» التي تعمل عبر الأقمار الصناعية، حيث يتمتع عدد من الليبيين بهذه الخدمة. وكشف الفيتوري عن أن النظام، بعد أن فوجئ بحجم المتظاهرين لجأ إلى أسلوب رخيص، يعيه الليبيون، وهو إثارة النعرة القبلية، لكن «هذه الحيل لم تنطل على الليبيين، لأنهم يدركون أن المجتمع الليبي مجتمع مدني، وكان الرد على ذلك بقوة في صفوف المتظاهرين الذين ارتدوا (تي شيرتات) مكتوبا عليها شعار (ليبيا مدنية وليست قبلية)». كما تبادل الشباب هذا الشعار في رسائل على الهواتف الجوالة، التي تعمل بصعوبة، وبتقنية ضعيفة.

وقال الفيتوري إنه «رغم ذلك، فإننا بهذه الوسيلة نستطيع أن نتواصل داخليا، لكننا ما زلنا نعاني في الاتصال بالعالم الخارجي، وهناك إمكانية لدعمنا بالاتصال بواسطة (الستالايت)». وكشف الفيتوري عن أن الشعب الأردني تبرع لهم بأربعة أجهزة «ساتلايت» عن طريق شركة اتصالات أردنية، لكنها لا تكفي بحسب الفيتوري، الذي واصل بقوله «نحن بحاجة إلى دعم اتصالاتي في كل مدينة». مشيرا إلى أن قناة «الجزيرة» القطرية قدمت دعما مهما في هذا الإطار. وأضاف الفيتوري: لدينا إذاعة محلية شعبية في بنغازي، وإذاعة أخرى في مدينة مصراتة، ويمكن التقاط بثهما على الموجة (A m). وأشار إلى أن الإنترنت يعمل ببطء في الكثير من المدن الليبية، وهناك صفحات مهمة عن الثورة على صفحات «فيس بوك».

وحول مدى تخوف البعض من أن رفع العلم الليبي القديم يعني محاولة العودة إلى النظام الملكي، قال الفيتوري: هناك حقيقة يجب أن يعلمها الناس، هي أن هذا العلم ليس رمزا للملكية، ولكنه مرتبط باستقلال ليبيا من الاستعمار الإيطالي، ولم يعترف الليبيون في وجدانهم إلا بهذا العلم.

وأوضح الفيتوري: لقد وضعت هذا العلم وحددت شكله وألوانه اللجنة الليبية الوطنية التأسيسية التي وضعت دستور البلاد، تحت إشراف الجمعية العامة للأمم المتحدة، لافتا إلى أن ليبيا هي الدولة الوحيدة في العالم التي حصلت على استقلالها تحت إشراف الأمم المتحدة، وكان ذلك في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1951، لكن الإعلان رسميا عنه تم في 24 ديسمبر (كانون الأول) في العام نفسه. وكان مندوب الأمم المتحدة المكلف بهذه المهمة في ذلك الوقت هو الهولندي أندريان بيلد.