في طبرق.. السكان يحتفلون بإسقاط الحكومة ورحبوا بالصحافيين الأجانب

اللواء العبيدي: القذافي سيسقط خلال أيام

TT

ترددت أصداء زخات من نيران الأسلحة الآلية في شوارع طبرق أول من أمس في جو احتفالي بالمدينة، في حين أسقط المحتجون المناهضون للحكومة نصبا تذكاريا للكتاب الأخضر الذي ألفه الزعيم الليبي معمر القذافي. ووفقا لمشاهدات «رويترز» جابت شاحنات حاملة المتظاهرين شوارع المدينة الساحلية الواقعة في شرق ليبيا مارة وسط المنازل الخرسانية المنخفضة وأعمدة الدخان البعيدة.

وقال الجنود الليبيون في المدينة لمراسل «رويترز» في طبرق إنهم لا يؤيدون القذافي وأن المنطقة الشرقية خرجت عن سيطرته. وقال اللواء سليمان محمود العبيدي إن الزعيم الليبي لم يعد موضع ثقة، مضيفا أنه قرر تحويل ولائه بعد أن سمع أن السلطات أعطت أوامر بإطلاق النار على المدنيين في مدينة بنغازي بشرق البلاد. وقال لـ«رويترز» إنه يقصف بطائرات حربية ويستخدم القوة المفرطة ضد العزل. وأضاف أنه متأكد من أنه سيسقط خلال الأيام القليلة القادمة.

وقال سكان إن طبرق، التي شهدت معارك كبرى بين القوات الألمانية وقوات الحلفاء في الحرب العالمية الثانية، أصبحت الآن في أيدي المواطنين وأنها على هذه الحال منذ ثلاثة أيام.

وقالوا إن الدخان المتصاعد فوق المدينة ناتج عن مستودع للذخيرة قصفته قوات موالية لأحد أبناء القذافي. وبالقرب من الميدان الرئيسي دمر المحتجون قطعا من نصب تذكاري أخضر، وهي ما تبقى مما قالوا إنه نصب الكتاب الأخضر للقذافي. وحرق بعضهم نسخا من الكتاب الذي نشر أول مرة عام 1975 والذي وضع فيه القذافي فلسفته السياسية التي شكلت الدعامة الأساسية لسنواته الطويلة في السلطة.

وقال ناجي شلوي (36 عاما) هذه ثورة. نحن لا نحتج أو نعتصم. نريد أن يطلق عليها ثورة. لقد أريقت دماء لدينا أكثر مما حدث في مصر وتونس. وقال عبد المنعم مفتاح، مدرس، نريد دستورا للبلاد ونريد برلمانا.

في حين قال رمضان فرج (19 عاما) «في اليوم الأول من الاحتجاجات هنا كان من يبيعون الحشيش وما شابه ذلك يحاربون إلى جانب الدولة... قتلوا أربعة هنا وجرحوا 50». وأشار إلى لافتة كتب عليها «يسقط السفاح» وقال «القذافي يريد القضاء علينا قبل الرحيل». وشعر المحتجون بالسرور لأنهم وجدوا صحافيين أجانب ينظمون جولات في أنحاء المدينة على متن شاحنات الجيش وهرعوا للحديث ولالتقاط الصور معهم. وسأل أحد العاملين في فندق مراسل «رويترز» قائلا لماذا تأخرتم كل هذا الوقت؟.

وكانت الرسالة التي يريد المحتجون والجنود الذين كانوا يحتفلون توصيلها واضحة، وهي أن القذافي لم يعد له وجود هنا وأن شرق ليبيا تم تحريره.

وقال هاني سعد، وهو رائد سابق في الجيش، إن الناس والجيش يد واحدة هنا.

وقال سالم المابري (41 عاما) وهو جندي سابق (لسنا مع أي طرف سوى الوطن الآن).

وكتب على جدران شعارات مثل (يسقط يسقط القذافي) ووقف رجال يرتدون الزي العسكري في الطريق الرئيسية لتوجيه حركة المرور. وقالوا إن ولاءهم لم يعد للزعيم الذي ظل يحكم البلاد طوال 41 عاما. وقال فايز حسين محمد (59 عاما) الطعام متاح.. الصيدليات مفتوحة.. المستشفيات مفتوحة. كل شيء مفتوح. الجميع قدم يد المساعدة.. شباب.. مسنون.. رجال ونساء.