قطر للقذافي: لا لعزل ليبيا بل لإنهاء العنف

بيرو تقطع علاقتها بطرابلس

TT

التزمت معظم الدول العربية بالصمت إزاء ما جاء في خطاب العقيد معمر القذافي أول من أمس، باستثناء ما صدر عن رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، إذ قال ردا على اتهام القذافي لدولة قطر بالعمل على عزل ليبيا «إن قطر لا تريد عزل ليبيا ولكن يجب أن ينتهي العنف في البلاد». وأضاف أن «ما يحدث في ليبيا الآن يجب أن يتوقف بأسرع وقت ممكن».

وانضمت موريتانيا أمس إلى المطالبة بوقف فوري لاستخدام القوة ضد الاحتجاجات في ليبيا وطالبت بالتعقل وضبط النفس. وذكر بيان لوزارة الخارجية أن الحكومة الموريتانية تتابع «بانشغال وقلق كبيرين أعمال القتل وإراقة الدماء في هذا البلد». وقال وزير خارجية المغرب أمس إن مطالب الشعب الليبي مشروعة وإن استخدام العنف ضد المحتجين تثير قلقا شديدا. وأضاف الطيب الفاسي الفهري وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي للصحافيين بعد اجتماع مع نظيره البرتغالي في لشبونة «مطالب الشعب الليبي مشروعة». وقلل الوزير المغربي من شأن المظاهرات في بلاده. وقال، «الاحتجاجات جزء من الحياة اليومية والاحتجاجات في الأيام القليلة الماضية كانت مظاهرات عادية. لم يحدث قمع من جانب الحكومة والاحتجاجات كانت سلمية».

وفي شأن أوضاع الجالية المغربية في ليبيا قال محمد أوزين الوزير المفوض في وزارة الخارجية المغربية إن «خلية أزمة تتابع أوضاع وتطورات الأحداث المتعلقة بأفراد الجالية المغربية هناك» بتنسيق مع السفير المغربي في ليبيا، والقنصلين المغربيين في كل من طرابلس وبنغازي. وأوضح أوزين في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «هذه هي الخطوة نفسها التي أقدمت عليها الحكومة المغربية في وقت سابق خلال الاحتجاجات التي عرفتها كل من تونس ومصر وساحل العاج». وأكد أوزين «فتح خط جوي بين الدار البيضاء وطرابلس لنقل المغاربة من ليبيا».

وفي أوروبا أعلنت بيرو قطع العلاقات مع طرابلس لتكون أول دولة تتخذ إجراءات عقابية عملية.

واتخذت بيرو أول إجراء عملي عقابي دولي ضد نظام القذافي بتعليق «علاقاتها الدبلوماسية مع ليبيا ما لم تتوقف أعمال العنف ضد الشعب». وأعرب رئيس بيرو آلان غارسيا في بيان عن «احتجاجه القوي ضد القمع الذي تمارسه الديكتاتورية الليبية بقيادة معمر القذافي ضد الشعب الذي يطالب بإصلاحات ديمقراطية، بعد أكثر من 40 عاما في الحكم من قبل نفس الشخص». وفي مدريد، أدانت وزيرة الخارجية الإسبانية أمس مواصلة نظام القذافي استخدام القوة لقمع الانتفاضة الشعبية التي تشهدها بلاده، ووصفتها بأنها «غير مقبولة مطلقا»، مؤكدة أن القذافي فقد شرعيته بالكامل. وقالت الوزيرة إن «الزعيم السياسي الذي يقرر قصف مواطنيه يكون قد فقد كامل شرعيته في مواصلة قيادة بلاده».

وجدد وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي مطالبته بالوقف الفوري لـ«العنف الوحشي» الذي تستخدمه القيادة الليبية ضد شعبها. وقال «فيما عدا ذلك لن يكون هناك بد من فرض عقوبات»، لكنه تجنب استخدام كلمة «الإبادة الجماعية». وشدد فسترفيلي على ضرورة وجود تنسيق دولي بشأن هذه العقوبات، معربا عن رفضه لاتخاذ إجراءات أحادية الجانب من قبل بلاده أو مع دول أوروبية أخرى مثل فرنسا.

وفي باريس، أعلن وزير الشؤون الأوروبية الفرنسي لوران ووكييه أمس أن خطاب القذافي أول من أمس الذي توعد فيه بالقضاء على المتمردين «مخيف»، مشيرا إلى أن فرنسا أرسلت مزيدا من الطائرات لإجلاء باقي رعاياها. وأعربت الحكومة الإيطالية عن مخاوفها من فرار مئات الآلاف من الليبيين إليها على خلفية الانتفاضة. وقال وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني في تصريحات لصحيفة «كوريرا ديلا سيرا» الإيطالية أمس إن بلاده تتوقع تدفقا لليبيين بأعداد هائلة حال اندلعت الفوضى في ليبيا. وجهته قال ديفيد كاميرون، رئيس الوزراء البريطاني، أمس، إن بلاده ترغب في استصدار قرار من مجلس الأمن الدولي يدين استخدام ليبيا القوة ضد المتظاهرين. وقال كاميرون خلال زيارة لجامعة قطر في إطار جولته العربية، لكن من الأفضل أن يتحرك العالم بشكل موحد، وهذا يمكن أن يتم من خلال مجلس الأمن».

وطلبت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون من القذافي الكف عن «تهديد شعبه»، وحثت الليبيين «على ضبط النفس»، معربة عن أسفها «لكل أعمال العنف» في ليبيا.

واعتبرت المفوضية الأوروبية ببروكسل أن الاستمرار في قمع المتظاهرين في ليبيا واستخدام العنف أمر غير مقبول. ووجه البرلمان الأوروبي انتقادات حادة للقذافي، هي الأقوى أوروبيا حتى الآن، ووصل الأمر إلى القول بأن القذافي ونظامه فقدا ما تبقى لهما من شرعية.

وأدان الرئيس الإسرائيلي شيمعون بيريس، الذي يزور إسبانيا، بشدة العنف الممارس في ليبيا، معتبرا أن الليبيين «لن يغفروا»» لزعيمهم. وقال بيريس في مؤتمر صحافي