السعوديون يراقبون «المشهد الأول» لعودة ملكهم بـ«شوق» و«لهفة»

خرجوا من أعمالهم وتركوا مواعيدهم وارتباطاتهم لمتابعة وصول خادم الحرمين عبر التلفزيون

TT

لم تمنع المسافات المتباعدة بين الرياض العاصمة وبقية المدن السعودية الشعب المشتاق والمتلهف والمحب لملكه من الحضور بقلوبهم ومشاعرهم لاستقبال ملكهم العائد سليما معافى من رحلته العلاجية خارج البلاد، وتسجيل لحظات «المشهد الأول» التي بثتها جميع قنوات التلفزيون المحلية وبعض القنوات العربية. فعندما حطت الطائرة التي تقل العاهل السعودي في مطار الملك خالد في الرياض كانت ملايين العيون والقلوب السعودية تتسمر أمام شاشات التلفزيون في أنحاء البلاد، مراقبة ومتلهفة عودة ملكها، ومنتظرة المشهد الأول الذي سيصافح فيه حبيب الملايين عشاقه.

الموظفون والعاملون، وكذلك الطلاب، غادروا مدارسهم وأعمالهم سريعا باتجاه منازلهم لمتابعة العودة المنتظرة، وهنا يقول مروان سعيد من سكان منطقة نجران: «كنا في انتظار وصول خادم الحرمين الشريفين، حيث سبق ذلك الانتظار تبادل الرسائل التي أعلنت خبر قدوم ملك الإنسانية ونقلت لحظة دخوله الأجواء السعودية حتى لحظة هبوط طائرته الخاصة على مدرج مطار الملك خالد مما أثار في أنفسنا الشوق لملكنا الغالي».

وأضاف: «لم أتمكن من اللحاق بإخواني الذين توجهوا إلى العاصمة الرياض لاستقبال خادم الحرمين الشريفين والسبب هو ارتباطي بالعمل، ولكنني لم أفوت على نفسي بهجة استقباله من خلال الشاشة الفضية التي أثارت في أنفسنا بهجة عودته وفخر انتمائنا للوطن الذي يحكمه وما زاد من عاطفة اللحظة هو تجمع العائلة حول التلفزيون للمتابعة، وفي لحظة خروجه من الطائرة ذرفت الدموع وعلت الأصوات بالدعوات لملكنا الغالي الملك عبد الله بن عبد العزيز فرحا وسعادة بعودته سالما بعد رحلة علاج طالت».

لم يكتف الشعب السعودي بالرسائل النصية أو بالشاشة الفضية، بل طالت فرحتهم صفحات المنتديات وخدمة البلاك بيري التي جعلت من اللونين الأخضر والأبيض خلفيات وصورا رمزية فرحا بعودة خادم الحرمين الشريفين، وتابعت جميع أخبار عودة الملك عبد الله ليتبادلها مشتركو الخدمة بكل فرح حيث تقول منال السالمي من «الطائف»: «كنت حريصة جدا على إعطاء جهاز الجوال (البلاك بيري) صبغة الاحتفال بمقدم ملك القلوب الملك عبد الله حفظه الله وذلك من خلال وضع شعارات وصورة رمزية تحمل العلم السعودي وبألوان تشير إلى لوني علم مملكتنا الغالية وهذا ما عمل عليه كل المضافين والمضافات من الأصدقاء والقريبات في قائمة الدردشة الخاصة بـ(البلاك بيري) لتصبح البهجة جماعية وبروح واحدة تهتف باسم المليك المفدى من خلال أحرف مزخرفة نتبادل بها الأخبار منذ لحظة الإعلان عن مقدم ملك الإنسانية حتى وصوله للعاصمة الرياض».

وأردفت: «تعمدت إقامة مناسبة صغيرة جمعت من خلالها الصديقات والقريبات يوم أمس تعبيرا منا بولائنا وسعادتنا واحتفالا بعودة ملكنا الميمون وارتدينا خلالها اللونين الأخضر والأبيض ورددنا بعض الهتافات التي تعبر عن استقبالنا لخادم الحرمين الشريفين وما أحزنني حقا هو عدم تمكني من التوجه إلى العاصمة الرياض للوقوف بجانب المواطنات السعوديات اللاتي وقفن بكل فخر واعتزاز لاستقبال خادم الحرمين الشريفين، ولكنني قررت أن أبتكر لي ولقريباتي أسلوب خاص نعبر من خلاله عن فرحتنا بشكل مصغر يعكس استقبالنا لخبر وصول ملك القلوب للأراضي السعودية». وتشاركها الرأي دينا الخنيفي من المدينة المنورة حيث أكدت أن «جميع الطالبات في المملكة تقيدن صباح يوم الأربعاء بارتداء الأوشحة والقبعات التي رسم عليها صورة الملك عبد الله رعاه الله وحملن العلم السعودي ورددن النشيد الوطني، ابتهاجا بخبر مقدم ملك القلوب للأراضي السعودية وقضين وقتهن في كتابة بعض الكلمات المعبرة لخادم الحرمين الشريفين فرحا بسلامته وعودته»، وأضافت الخنيفي: «تملكني شعور قوي من الفخر والاعتزاز وأنا أتابع شاشة التلفزيون التي نقلت لحظة بلحظة عودة ملكنا حفظه الله، خاصة حينما شاهدت جمعا غفيرا من النساء السعوديات يقفن على أرصفة الشارع ويلوحن بالإعلام السعودية ويرفعن صورة خادم الحرمين الشريفين، ابتهاجا بعودته سالما، ففي تلك اللحظة لم يهدأ الهاتف الجوال الذي امتلأ برسائل الفرح وبعض الرسائل التي تدعو إلى متابعة القنوات السعودية التي بثت لحظات وصول الملك عبد الله بن عبد العزيز رعاه الله».

وفي ذات السياق حرص سعد العبد الله من سكان منطقة عسير جنوب السعودية على إلغاء موعده الذي رتب له منذ ما يقارب الشهر حتى لا يفوت على نفسه لحظات عودة الملك المفدى ووصوله للعاصمة الرياض وقال: «ألغيت أحد مواعيدي التي حددت لي قبل ما يقارب الشهر، وذلك حرصا مني على متابعة لحظات عودة خادم الحرمين الشريفين، ففي ظهيرة ذلك اليوم كانت مكاتب العمل شبه خالية، والسبب حرص زملائي في العمل على متابعة الحدث، خاصة أن المكاتب لا تتوفر بها شاشات تلفزيون». وحول التواصل الإلكتروني والهاتفي يقول العبد الله: «لم يتوقف هاتفي الجوال منذ مساء أول من أمس حتى اليوم حيث احتوى على آخر القرارات الصادرة من الديوان الملكي وأخبار وصول ملك الإنسانية ولحظات استقباله والتبريكات بعودة وخادم الحرمين الشريفين». وحول الاستقبال الإلكتروني للملك عبد الله بن عبد العزيز، قال خالد العود من الرياض: «كنت حريصا على إكساب المنتدى الخاص بي شكلا معينا يعكس فرحة الشعب السعودي بعودة مليكه حيث اعتمدت على وضع خلفيات من العلم السعودي وصور لخادم الحرمين الشريفين وإلزام الأعضاء بتخصيص يوم الأربعاء للمشاركات الوطنية التي تعبر عن سعادة الشعب السعودي بعودة ملك الإنسانية»، وعن لحظة وصول الملك المفدى واستقباله يقول العود: «كنت أحد الحضور لميدان الاستقبال كما أنني حرصت على تحديد موقع للقاء جميع أعضاء المنتدى الذين جاءوا من مختلف المناطق السعودية للاحتفال بمقدم ملكنا الميمون».

في حين أن عائض المري من مدينة جازان أقصى الجنوب لم يتذمر من استئذان أغلبية موظفيه لمتابعة حدث استقبال خادم الحرمين الشريفين حيث قال: «لم أرفض أعذار من استأذنوا للخروج ظهيرة يوم الأربعاء وذلك لعلمي بأنهم جميعا أرادوا أن يحتفلوا بعودة الملك عبد الله بن عبد العزيز من أمام شاشات التلفزيون ومشاركة الشعب السعودي المتواجد على أرض العاصمة الرياض الفرحة والذين تمكنوا من التعبير عن سعادتهم وبهجتهم بعودة والدنا ومليكنا للأراضي السعودية، فتلك المشاعر والسعادة بهذا الحدث (وبحسب تعبير المري) لن تقيدها الأنظمة أو المسافات فهم من الشعب ولهم أحقية التعبير عن فرحتهم بعودة ملكنا خادم الحرمين الشريفين».