الناتو يراقب السفينتين الإيرانيتين في البحر المتوسط.. وبيريس يعتبر الخطوة تهديدا لأوروبا والعالم

مصادر حزب الله تنفي لـ «الشرق الأوسط» أن تكون الباخرتان الإيرانيتان تحملان أسلحة للحزب

TT

أعلن حلف شمال الأطلسي (الناتو) أمس أنه يراقب سفينتين حربيتين إيرانيتين، عبرتا قناة السويس إلى البحر المتوسط، في وقت اعتبرت فيه إسرائيل أن إرسال إيران السفينتين يمثل إنذارا لأوروبا بشأن خطر الانتشار النووي الذي تمثله طهران. وأبدت إسرائيل عدم ارتياحها لوصول فرقاطة إيرانية وسفينة إمداد كانتا عبرتا قناة السويس في طريقهما إلى سورية يوم الثلاثاء في أول استخدام عسكري للجمهورية الإسلامية لهذا الممر الملاحي الاستراتيجي في مصر. وقال الرئيس الإسرائيلي شيمعون بيريس في خطاب ألقاه خلال زيارة إلى إسبانيا: «هذا استفزاز رخيص من إيران. مرور السفينتين لا يمثل تهديدا بذاته على منطقتنا لكن التهديد الحقيقي والواضح كضوء الإنذار هو لأوروبا ولبقية العالم». وأضاف وفقا لتفريغ للخطاب قدمه مكتبه: «إيران تطور تسليحا نوويا.. وعندما تسقط الأسلحة النووية في أيدي جماعات إرهابية أو وكلاء إيران فسوف تكون العواصم الأوروبية تحت تهديد يتعلق بوجودها». من جهته، قال حلف شمال الأطلسي إنه يراقب السفينتين اللتين تعبران البحر المتوسط إلى سورية. وقالت اوانا لونغيسكو المتحدثة باسم الحلف «نحن نتابع الأحداث في المنطقة ونراقب السفينتين الإيرانيتين بنفس الاهتمام الذي نراقب به أية سفن حربية أخرى في المنطقة». وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد ذكرت في وقت سابق أن واشنطن «ستراقب عن كثب لترى إلى أين ستتوجه هاتان السفينتان وانعكاسات ذلك». ونقلت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية عن مصادر أن «السفينتين الإيرانيتين اللتين اجتازتا قناة السويس في طريقهما إلى سورية محملتين بوسائل قتالية متقدمة معدة لحزب الله». وبحسب تقديرات المصادر عينها، فإن «السفينتين تنقلان صواريخ مختلفة المدى وبنادق وذخائر ووسائل للرؤية الليلية». وأضافت المصادر الإسرائيلية للصحيفة أنه يبدو أن «رحلة السفينتين هي محاولة إيرانية للالتفاف على العقوبات المفروضة على إمداد حزب الله بالسلاح» غير مستبعدة أن تكون هذه الرحلة وهي الأولى منذ اثنين وثلاثين عاما تهدف إلى «اختبار العلاقة بين طهران والمجلس العسكري الأعلى في مصر».

وفي بيروت، نفت مصادر نيابية في حزب الله ما تناقلته مصادر إسرائيلية عن أن البارجتين الحربيتين الإيرانيتين اللتين عبرتا قناة السويس باتجاه سورية تحملان أسلحة لحزب الله.

وأوضحت المصادر أن «مهمة البارجتين تتخطى أي عمل تقني أو عسكري باتجاه اختبار العلاقة الجديدة مع مصر والنظام الانتقالي القائم هناك، وعلى ما يبدو كان الاختبار ناجحا وإيجابيا». وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط»: «ما تحاول إسرائيل إشاعته واختلاقه يندرج في خانة رفع معنويات جنودها وشعبها خاصة بعد خطاب أمين عام حزب الله حسن نصر الله الأخير الذي هدّد فيه باحتلال الجليل وبعد انهيار أكبر حليف لها في المنطقة نظام حسني مبارك». وتوقعت المصادر أن «يعيد أي نظام جديد يتكون هناك، مصر إلى قيادة الخط العربي المقاوم».

بدوره، أعلن سفير إيران في لبنان غضنفر ركن أبادي أن «مهمة هاتين البارجتين التدريب وليس تمرير أسلحة لحزب الله»، وقال: «التدريب هو بين سورية وإيران وتبادل الخبرات بينهما».

وتزامن ذلك مع تنفيذ القوات الإسرائيلية أمس لمناورات عسكرية عند المناطق الحدودية الشمالية، وأُطلقت صفارات الإنذار داخل مستعمرة المطلة المقابلة لبلدة كفركلا اللبنانية، كما سمعت هذه الصفارات مقابل منطقة العرقوب وكذلك في بلدات مارون الراس ويارون. وكانت القوات الإسرائيلية قد باشرت تمديد كابل اتصالات يتوقع أن يصل طوله لـ2500 متر وسط معلومات تتحدث عن مدّ الجيش الإسرائيلي لخط هاتف عسكري بين مواقعه في مستوطنتي مسكافعام والمطلة.

واعتبرت أوساط حزب الله أن «العدو الإسرائيلي يحاول من خلال هذه المناورات والتحركات توجيه رسائل للداخل اللبناني وبالتحديد لرئيس الحكومة المكلّف نجيب ميقاتي» لافتة إلى أن «العدو منزعج من تكليف ميقاتي ومن تفاهماته القائمة مع حزب الله». وقالت أوساط الحزب لـ«الشرق الأوسط»: «إسرائيل لا تريد شن حرب على لبنان ولا تستطيع ذلك، إلا أن ما يجري على الحدود يترافق مع الزيارات الأميركية وآخرها زيارة وفد الكونغرس بهدف الضغط على الرئيس المكلّف».

وبموازاة التحركات الإسرائيلية، سُجل انتشار للجيش اللبناني ومخابرات الجيش والكتيبة الإندونيسية العاملة في إطار اليونيفيل في بلدة العديسة الحدودية لمراقبة تحركات القوات الإسرائيلية. وأعلنت قيادة الجيش اللبناني، أنّ «زورقا حربيا تابعا للعدو أقدم على توجيه كاشف ضوئي باتجاه المياه اللبنانية على مستوى الطفاف الأوّل والخامس (العلامات الحدودية البحرية)، وذلك لمدة دقيقتين وعلى 8 مراحل». كما أشارت إلى أنّه «تماديا في انتهاك القرار 1701، اخترقت ست طائرات حربيّة إسرائيليّة معادية الأجواء اللبنانية، حيث نفّذت طيرانا دائريا فوق المناطق اللبنانية كافة».