رئيس الوزراء الفلسطيني المكلف يتشاور مع الشباب عبر الـ«فيس بوك» بشأن تشكيل الحكومة.. وينتظر رد حماس

الناطق الحكومي: إنه تقريبا يشرك الشعب في مشاورات تشكيل الحكومة

TT

قالت مصادر فلسطينية لـ«الشرق الأوسط» إن رئيس الوزراء سلام فياض، قدم مقترحا لتشكيل حكومة واحدة في الضفة الغربية وقطاع غزة تشارك فيها حركة حماس، بشكل رسمي، وهو ينتظر ردا منهم. وأوضحت المصادر أن فياض قدم هذا المقترح عبر كتب رسمية ووسطاء، بالإضافة إلى وسائل الإعلام، لكنه لم يتلق ردا حتى الآن.

وكان فياض قد أعلن أنه مستعد حتى للذهاب إلى غزة من أجل بحث تشكيلة حكومة وحدة وطنية، تقوم على مشاركة حماس فيها مع احتفاظها بكامل سيطرتها الأمنية على قطاع غزة، غير أنه قال إنه غير مخول لإجراء حوار مع قادة حماس لا كشخص ولا كحكومة. وقال فياض لصحفيين التقاهم في مكتبه في رام الله، إن مبادرته تستهدف إعادة توحيد الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة من خلال تشكيل حكومة وحدة وطنية والسعي نحو تحقيق المصالحة كخطوة ثانية، وليس قبل تشكيل حكومة الوحدة. وأوضح أن مبادرته تسمح بأن تظل حماس مسيطرة على الوضع الأمني في قطاع غزة في ظل حكومة مركزية موحدة لفترة انتقالية.

وجاء اقتراح فياض بينما يواصل مشاورات مكثفة مع فصائل وقطاعات واسعة أخرى لتشكيل حكومة فلسطينية جديدة. ولم تقتصر المشاورات على الفصائل، بل ذهب لمحاورة واستمزاج آراء مكونات واسعة للمجتمع الفلسطيني، فالتقى الفصائل والحركات والأحزاب، واللجان الشعبية للمخيمات، ولجان المقاومة الشعبية للجدار والاستيطان، والقيادات النسوية والقيادات الشبابية، والمؤسسات الوطنية في القدس وفي الضفة، ومؤسسات القطاع الخاص ورجال الأعمال وكتابا وإعلاميين.

ولم يكتف فياض بكل ما سمع كما يبدو، وفاجأ مجتمع الـ«فيس بوك» أمس، وأصدقاءه على صفحته العامة بسؤال يقول «من وجهة نظرك: في ضوء المشاورات القائمة لتشكيل الحكومة، من هي الشخصية التي تعتبرها ذات مصداقية ولديها مهارات قيادية وعلمية متميزة يعتمد عليها لتكلف بحقيبة وزارية، اذكر المنطقة واسم الشخصية».

وقال غسان الخطيب، الناطق الرسمي باسم الحكومة الفلسطينية، لـ«الشرق الأوسط»: «الدكتور فياض يخرج عن المألوف، لا يناقش الفصائل وحسب كما جرت العادة، ولكنه يبحث عن أكبر مشاركة مجتمعية في مسألة تشكيل الحكومة.. إنه تقريبا يشرك الشعب في المشاورات».

وفعلا رد مئات من الفلسطينيين على سؤال فياض، ولم يبخل متصفحو الـ«فيس بوك» باقتراحات وتوصيات، وصلت إلى حد اقتراح وزارات كاملة، واستحداث وزارات جديدة، وعدم ترشيح أي من الوزراء الحاليين والسماح لشبان في بداية العشرينات بالمشاركة.

ومثلا اقترح إبراهيم أبو عياش تشكيلة وزارية متكاملة، واقترح آخرون استحداث وزارات مثل «وزارة لشؤون الأغوار» بينما رشح البعض نفسه، مثل محمد نصار الذي قال «لا عيب أن أشير إلى نفسي إن كنت كفؤا.. فأنا حاصل على ماجستير في الاقتصاد من جامعة الأزهر (في قطاع غزة)، وبكالوريوس اقتصاد وعلوم سياسية من الجامعة الإسلامية بغزة».

ورفض جهاد الجندي أيا من الوزراء الحاليين بقوله «أنا بشوف ما يكون حد من الموجودين حاليا». وطبعا رد معارضون بسخرية، وقال أحدهم وهو أحمد سامي «الأنسب والأفضل إسماعيل هنية لرئاسة الوزراء»، بينما طلب آخرون إشراك قيادات من الداخل وعرب 48، مثل الشيخ رائد صلاح.

واستخف آخرون بالفكرة واقترح من باب التندر «القذافي وزير إسراطين وحسني مبارك وزير الخارجية وبن علي وزير المالية كونه يحب المال». واقترح آخر «المحقق كونال (شخصية كرتونية بوليسية للأطفال) وزيرا للداخلية»، مضيفا «حكومة إيه يا عم.. فلسطين لسه إقليم وليست دولة».

من جهته، أكد الخطيب أن «طواقم تتابع كل تعليق يكتب، وتأخذ الاقتراحات على محمل الجد». وردا على سؤال ما إذا كان لجوء فياض إلى الـ«فيس بوك» يشير إلى أزمة أو نقص في أسماء مرشحة للوزارات، قال «لا أظن ذلك، ولكن رئيس الوزراء يريد أن يسمع رأي الشباب مباشرة».

وعل أي حال، فإن المسألة ليست تماما بيد فياض، فالرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) له الكلمة الفصل، وسبق أن رفض تعيين وزراء ودفع نحو آخرين، كما أن حركة فتح التي تقف وراء هذا التغيير بشكل كبير، سترشح أغلب الوزراء من الحركة التي تريد هذه المرة الحصول على نصيب الأسد من تشكيلة الحكومة، بما فيها الوزارات السيادية.