رئيس «الموساد» الأسبق يدعو نتنياهو إلى التفاوض مع القرضاوي

قال لا حرج في ذلك فهو استقبل بمنفاه في قطر عددا من الدبلوماسيين الأميركيين

TT

توجه الرئيس الأسبق لجهاز المخابرات الإسرائيلية الخارجية (الموساد)، أفرايم هليفي، بنداء إلى رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، يدعوه فيه إلى فتح حوار مع يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.

وهليفي هو رئيس «الموساد»، الذي عرف بعلاقاته الواسعة في عدة دول عربية، فقد عمل خلال عقد الثمانينات كعميل لـ«الموساد» في كل من العراق وسورية ولبنان والأردن واليمن، بغية تهجير مواطنيها اليهود إلى إسرائيل. وفي سنة 1997 استغل رئيس الوزراء آنذاك، نتنياهو، علاقات هليفي في الأردن لإنهاء فضيحة «الموساد» عندما حاول عملاؤه اغتيال خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وسوى القضية بإرسال أمصال مضادة والإفراج عن زعيم حماس، أحمد ياسين، وبعد هذا النجاح، عينه نتنياهو رئيسا للموساد سنة 1998، وبقي حتى سنة 2002.

وقال هليفي في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أمس، إن الولايات المتحدة سبق وأن فتحت حوارا مع القرضاوي، من خلال لقاءات كثيرة لمندوبيها جرت في قطر خلال السنوات الماضية واستضاف فيها القرضاوي عددا من المبعوثين الأميركيين وبينهم دبلوماسيون معروفون، متخصصون في متابعة الأوضاع المتأزمة في الشرق الأوسط. ولا يوجد ما يمنع إسرائيل من اتباع نفس الطريقة. وقال هليفي، الذي عرف بعلاقاته الواسعة في عدة بلدان عربية، إن الإدارة الأميركية عرفت بسياسة مثابرة في هذا الاتجاه، والمسألة لا تقتصر على الرئيس الحالي، باراك أوباما، الذي يخاطب العالم الإسلامي بلهجة ودودة، فقد سبقه القادة الأميركيون بالاتصال بحركة الإخوان المسلمين عبر التاريخ: «فقط قبل أسبوعين، كشف البيت الأبيض عن لقاء كان قد جرى في عهد الرئيس الجمهوري آيزنهاور سنة 1953 لمجموعة من قادة الإخوان المسلمين، وكان بينهم نجل حسن البنا، مؤسس حركة الإخوان المسلمين».

وأكد هليفي، أنه لا يغفل حقيقة أن الإخوان المسلمين وبقية قادة الحركة الأصولية الإسلامية يديرون خطابا معاديا للولايات المتحدة. ويرى أن «الدبلوماسية الصحيحة هي أن تدير مفاوضات مع العدو». ويلفت النظر إلى تصريحات وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، منذ أسبوعين، التي قالت فيها: «أنا أعرف أن التوصل إلى اتفاق مع خصم متوحش مثل حركة طالبان في أفغانستان، يبدو عملا ذا طعم رديء. وربما يبدو غير معقول. ولكن الدبلوماسية تكون سهلة للغاية، لو أننا تكلمنا فقط مع الأصدقاء. فهكذا لا نصنع السلام. فالرئيس ريغان أدرك هذه الحقيقة عندما حاور الاتحاد السوفياتي. وريتشارد هولبروك جعل من هذا المنطق نهجا يوميا، ففاوض الرئيس الصربي، سلوبودان ميلوسوفيتش، وجها لوجه وتوصل معه إلى اتفاق لإنهاء الحرب».

وأضاف هليفي أنه يذكر جيدا تصريحات القرضاوي، التي بلغت حد اتهام اليهود بالمسؤولية عن جرائم الإبادة النازية، وتمنى خلال خطبة الجمعة الماضية في ميدان التحرير بالقاهرة أن يزور المسجد الأقصى وهو يحمل السلاح كي يقتل اليهود. ولكن هليفي ينصح حكومته بأن لا تتأثر من تصريحات عربدة كهذه، وأن تبادر بفتح حوار معه، على طريقة الولايات المتحدة. واختتم قائلا: «حراس القرضاوي منعوا بالقوة الشاب وائل غنيم من التكلم أمام الجماهير في ميدان التحرير، وهذه إشارة واحدة فقط على طبيعة الصراع الذي ينتظر مصر في الحقبة المقبلة. فالقيادة الجديدة غير متبلورة بعد، والصراع الداخلي بعيد عن الحسم. وإذا عملت الولايات المتحدة وإسرائيل ودول أخرى بأسلوب حكيم وعمق وعقل بارد، فإن القرضاوي وأمثاله سيغادرون هذه الحياة وهم بعيدون عن (جبل البيت)، (هكذا يسمون في إسرائيل الحرم القدسي، الذي يضم المسجد الأقصى المبارك والصخرة المشرفة وحائط البراق الذي يقدسه اليهود ويعتبرونه آخر جدران هيكل سليمان)».

يذكر أن هليفي أيضا من القادة الإسرائيليين الذين يرفضون رؤية خطر على إسرائيل من التيار الإسلامي الأصولي، وهو يرفض القول إن إيران تهدد وجود إسرائيل كما قال لصحيفة «غلوب آند ميل» في 8 ديسمبر (كانون الأول) 2009. وهو يؤمن بأن حماس أفضل لإسرائيل من حركة فتح باعتبار أن قادتها «أشرار ولكن صادقون» ويجب إقناعهم بالتفاوض معنا على هدنة طويلة.