مصر: دعوة لـ«مليونية» جديدة يوم الجمعة المقبل للتضامن مع الشعوب العربية الثائرة

ائتلاف شباب الثورة يصعد خطابه ويؤكد عدم احتكار أي فصيل لها ويطالب بإسقاط الحكومة

TT

في خطوة تصعيدية، دعا ائتلاف شباب ثورة «25 يناير» إلى تنظيم مليونية جديدة يوم الجمعة المقبل، تحت اسم «جمعة التضامن»، كتعبير منهم عن مساندة المصريين لانتفاضة الشعوب العربية، والتأكيد على ضرورة تحقيق كل مطالب الثورة المصرية، وعلى رأسها إقالة الفريق أحمد شفيق رئيس حكومة تسيير الأعمال. كما نفى الائتلاف سيطرة أي فصيل سياسي على احتفالهم الذي أقيم يوم الجمعة الماضي في ما سمي بـ«جمعة النصر».

وقال ائتلاف شباب الثورة في بيان له أمس إنه «بمضي شهر على ثورة الشعب المصري التي نجحت في إسقاط رأس النظام الديكتاتوري في مصر، انتفضت الشعوب العربية في ليبيا واليمن والبحرين والمغرب والجزائر مطالبة بالتغيير وإحداث تحول ديمقراطي حقيقي في بلادها، خاصة الشعب الليبي الباسل».

وتابع «لذا ندعو جموع الشعب المصري إلى المشاركة في مليونية جمعة التضامن، لنؤكد مساندتنا لتلك الشعوب في كفاحها، وللتأكيد على مطالبنا بتطهير البلاد». وطالب الائتلاف الذي يضم أبرز القوى السياسية التي قادت الثورة المصرية، ومنها «حملة دعم البرادعي»، و«شباب الإخوان المسلمين»، بـ«إقالة رأس الحكومة (أحمد شفيق) وتشكيل حكومة انتقالية من التكنوقراط الوطنيين المستقلين، والتخلص من بقايا النظام السابق المتبقين بها، والإفراج عن المعتقلين السياسيين ومسجوني المحاكم الاستثنائية قبل وبعد 25 يناير، وحل جهاز أمن الدولة». وأكد الائتلاف على وجوب تنفيذ هذه المطالب بشكل عاجل ومن دون إبطاء، مشيرا إلى أن ذلك يأتي في إطار الحرص على تحقيق استقرار البلاد. وقال البيان «مع دعمنا للمطالب الفئوية المشروعة للعمال والموظفين، نود أن ننوه بأن التباطؤ في تنفيذ المطالب السياسية المشروعة لجموع الشعب المصري قد يؤدي إلى مزيد من الاحتقان وعدم استقرار الأوضاع في مصر».

وفي محاولة للرد على ما أثير بشأن سيطرة جماعة الإخوان المسلمين التي تحظى بوجود قوي في الشارع المصري، على فعاليات احتفال «جمعة النصر»، شدد البيان على ما وصفه بـ«مصرية الثورة»، و«عدم احتكار أي فصيل لها». وأكد الائتلاف أن «إدارة فعاليات يوم جمعة النصر تمت بالاتفاق بين جميع أطراف الائتلاف والتنسيق مع مختلف المجموعات الممثلة في اللجنة التنسيقية لجماهير الثورة، وأن مساهمة الإخوان المسلمين لم تزد عن الإطار المتفق عليه».

وكان ظهور الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، يوم جمعة النصر التي شهدت حضورا غير مسبوق تجاوز 4 ملايين شخص، قد أثار حفيظة بعض القوى السياسية في مصر، وأثار تساؤلات في تقارير إعلامية غربية، كما علقت قيادات بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة على ما حدث خلال الاحتفالات، مشيرة لسيطرة فصيل سياسي على منصة الاحتفال، في إشارة لجماعة الإخوان المسلمين. وقال القيادي بائتلاف شباب ثورة 25 يناير محمد القصاص، ممثل شباب جماعة الإخوان المسلمين، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الدعوة جاءت من أجل التضامن مع شهداء الثوار في ليبيا، وللتأكيد على ضرورة إقالة رموز العهد القديم وعلى رأسهم الفريق أحمد شفيق (رئيس حكومة تصريف الأعمال)». وأكد القصاص وجود إجماع وطني حول الدعوة وتوافق بين أكثر من مجموعة، لافتا إلى أن سياسة الخطوات البطيئة في التعامل مع المطالب الشعبية هي أكثر ما يقلق الجماهير المصرية.

وفي السياق نفسه، دعت حركة شباب 6 أبريل المنضوية داخل الائتلاف لمليونية «جمعة التطهير»، يوم الجمعة المقبل، ورفعت الحركة سقف مطالبها، ودعت «لإدراج أسماء صفوت الشريف (الأمين السابق للحزب الوطني الديمقراطي)، وزكريا عزمي (رئيس ديوان رئيس الجمهورية السابق)، واللواء عمر سليمان (نائب رئيس الجمهورية السابق)، إلى جوار حبيب العادلي (وزير الداخلية السابق)، في التحقيقات بخصوص أحداث العنف والقتل والتخريب خلال الثورة».

وقالت الحركة في بيان لها أمس إن الدعوة تأتي من أجل «حماية الثورة وصيانتها، والتأكيد على انتباهنا لكل ما يجري من محاولات لانقضاض فلول الحزب الوطني البائد على الثورة، وزعمهم تكوين حزب باسم 25 يناير».