الصدر يعود إلى النجف ويدعو لاستفتاء بشأن الخدمات وإمهال الحكومة 6 أشهر لتحسينها

قوات الأمن تطوق ساحة التحرير في بغداد.. ومتظاهرون يحرقون مقر مجلس بلدي في ذي قار

مها الدوري النائبة عن التيار الصدري تستمع إلى مطالب متظاهرين في ساحة التحرير ببغداد أمس (أ.ب)
TT

بالتزامن مع الاستعدادات لانطلاق مظاهرات «يوم الغضب» في بغداد والعديد من المحافظات العراقية غدا، تواصلت أمس المظاهرات التي تضم العشرات في ساحة التحرير وسط العاصمة بعد رفض قيادة عمليات بغداد تنظيم المظاهرة في ساحة الفردوس بسبب خضوعها لأعمال الصيانة استعدادا للقمة العربية المقرر عقدها في بغداد أواخر الشهر المقبل.

وطوقت القوات الأمنية منذ الصباح الباكر ساحة التحرير وقطعت الطرق المؤدية لها في حين خضع المشاركون في المظاهرة لعمليات تفتيش دقيقة سواء عند دخولهم المنطقة التي خصصتها قيادة عمليات بغداد للتظاهر أو عند خروجهم منها.

في هذه الأثناء عاد وبشكل مفاجئ زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إلى النجف قادما من إيران التي كان قضى فيها أكثر من ثلاث سنوات. وفي وقت عاد فيه الصدر إلى العراق قبل نحو شهرين من مدينة قم حيث كان يقيم، فإنه عاد ثانية إلى هناك بشكل مفاجئ. لكن القيادي في التيار الصدري بهاء الأعرجي كان أعلن لـ«الشرق الأوسط» في حينها أن «الصدر سيبدأ من إيران جولة تقوده إلى عدد من الدول العربية والإقليمية»، مشيرا إلى أن سبب تفضيله الجولة عن طريق إيران وليس مطار بغداد يعود إلى «طبيعة الوضع الأمني بسبب الزيارة الأربعينية» في حينها. إلا أن الصدر لم يقم بتلك الجولة.

وأكد قيادي بارز في التيار الصدري في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط» نبأ عودة الصدر إلى النجف. وقال القيادي الذي طلب عدم الكشف عن اسمه إن «السيد مقتدى الصدر عاد بالفعل إلى النجف وهو الآن في داره ومقر إقامته في مدينة النجف». وردا على سؤال بشأن الأسباب التي حالت دون قيامه بالجولة الموعودة أكد القيادي الصدري عدم علمه بتلك الجولة، مكتفيا بالقول: «المهم أنه عاد الآن وسيمارس نشاطه من النجف».

في السياق نفسه، أعلنت الهيئة السياسية للتيار الصدري أن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر «أوعز» إلى جميع أتباعه في أنحاء العراق بإجراء استفتاء عام ولمدة أسبوع في جميع محافظات العراق؛ ومن ضمنها إقليم كردستان العراق، على الخدمات وتأييد التظاهر. وقال بيان للصدر تلاه القيادي في التيار حازم الأعرجي في مؤتمر صحافي ببغداد إن «الصدر وجه بإجراء استفتاء شعبي عام يوم الاثنين المقبل في جميع المحافظات العراقية». وقال إن «الاستفتاء يتضمن طرح أسئلة عدة للشعب منها رأيهم في الخدمات الحياتية، وما إذا كانوا يوجهون طلبا للحكومة بتحسين الخدمات». وأضاف الصدر في البيان أن «السؤال الثالث الموجه في الاستبيان هو في حال عدم استجابة الحكومة إلى طلبات الشعب خلال ستة أشهر، هل تلجأ إلى التظاهر السلمي من دون الاعتداء على المال العام؟». وأشار البيان إلى أنه «في حال كانت غالبية الشعب تؤيد التظاهر فإن الصدر سيتبنى التظاهرات السلمية».

من ناحية ثانية، عمد متظاهرون إلى حرق المجلس البلدي في ناحية الفهود في محافظة ذي قار جنوبي العراق وتراشقوا بالحجارة مع عناصر الأمن في المحافظة حيث أصيب خمسة من رجال الشرطة بينهم ضابط بجروح. من جهته، أصدر مجلس محافظة ذي قار بيانا أعلن فيه عن اتخاذ سلسلة من الإجراءات الهادفة إلى طمأنة مواطني المحافظة إلى أنه تمت الاستجابة لمعظم مطالبهم. وفي محافظة البصرة وفي وقت يستعد فيه مجلس محافظتها لاستجواب المحافظ عبود شلتاغ، تواصل أمس لليوم الثاني على التوالي اعتصام منتسبي فروع مصرف الرشيد في البصرة وانضم إليهم منتسبو فروع مصرف الرافدين الواقعة في مركز المحافظة، مطالبين بتحسين ظروفهم الاقتصادية.