موسكو وبكين تخشيان من احتمالات تكرار السيناريو المصري والتونسي

نداء جديد إلى «تجمع الياسمين» للصينيين للمطالبة بالمزيد من الشفافية والحرية

TT

يكشف ما أعلن عنه الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف، من أن بلاده كانت إحدى الدول التي استهدفها سيناريو قلب أنظمة الحكم في عدد من البلدان العربية، عن مخاوف دفينة من احتمالات تكرار مثل هذا السيناريو في روسيا. وكان ميدفيديف أشار أيضا إلى استحالة تطبيق مثل ذلك السيناريو في روسيا، مؤكدا أن ما كان معدا لها لم ولن يتحقق.

إلى ذلك، دعا نداء جديد على الإنترنت، مستلهم من حركات الاحتجاج التونسية والمصرية، الصينيين إلى التجمع كل يوم أحد في 13 مدينة لمطالبة الحكومة بمزيد من الشفافية وحرية التعبير.

وكان الرئيس الروسي قد كشف في اجتماع اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب، الذي اختار لعقده شمال القوقاز المعروف بتاريخه الدموي الطويل، أن ما جرى في المنطقة العربية سيؤثر على الأوضاع في بلاده، مشيرا إلى احتمالات حدوث الكثير من المشكلات التي تتطلب بذل الكثير من الجهد والجدية لعقود طويلة، وهو ما قال إنه يحتم عدم جواز الكذب على النفس أو تضليل المواطنين. وقال إن الوضع المأساوي في الشرق الأوسط والعالم العربي يمكن أن يسفر عن تفكك دول ذات كثافة سكانية عالية، فضلا عن احتمالات وصول المتطرفين إلى الحكم، وهو ما كان مجهزا لروسيا لكنه لم ولن يتحقق حسب تعبيره. ولعل ما قاله ميدفيديف حول مخاوف احتمالات تكرار السيناريو المصري يمكن أن يكشف عن أسباب تحفظات موسكو وتراجع ردود أفعالها إزاء الأحداث في المنطقة العربية بمسافات كبيرة عن مواقف الدوائر الأوروبية والأميركية، رغم تذبذب مواقف الأخيرة تجاه النظام السابق في مصر. وكانت دوائر المعارضة الروسية عزت من جانبها هذا التراجع، وما رددته السلطات الرسمية حول أن مثل هذا السيناريو يفتح الباب أمام القوى الأصولية واحتمالات استيلائها على السلطة، إلى محاولات الأجهزة الرسمية تبرير حرصها على التمسك بالنهج التسلطي والانفراد بالقرار بعيدا عن التعددية وإطلاق الحريات.

إلى ذلك، دعا نداء جديد على الإنترنت، مستلهم من حركات الاحتجاج العربية، الصينيين إلى التجمع كل يوم أحد في 13 مدينة لمطالبة الحكومة بمزيد من الشفافية وحرية التعبير.

ويبدو أن النداء الذي بثه هذا الأسبوع موقع «بوكسوم دوت كوم» ومقره في الخارج، صدر عن المجموعة التي نظمت تجمعات في الصين الأحد الماضي لمواكبة المظاهرات الضخمة في عدة دول عربية من تونس إلى البحرين، مرورا بمصر وليبيا، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

ونشرت السلطات الأحد الماضي أعدادا كبيرة من رجال الشرطة في بكين و12 مدينة صينية أخرى شملها النداء. ولم تشارك في تلك التجمعات حشود كبيرة، بينما أوقفت الشرطة الكثير من الأشخاص.

وجاء في آخر نداء «علينا أن نمارس الضغط على الحزب (الشيوعي) الحاكم في الصين. وإذا لم يكافح الحزب، بفعالية، الفساد ولم يقبل سيادة الشعب، فإنه ماض إلى الزوال».

واستعاد النداء الصادر في شكل رسالة مفتوحة إلى البرلمان الصيني الذي يفتتح دورته السنوية في الخامس من مارس (آذار) لعشرة أيام، المطالب التي عبر عنها المحتجون لقادتهم في البلدان العربية، مثل مكافحة فساد الحكومة وقلة الشفافية وفرض قيود على الإنترنت ووسائل الإعلام.

وجاء في النداء «إذا لم تشأ الحكومة فعلا تسوية تلك المشكلات، مكتفية بفرض قيود على الإنترنت وتعطيل الإعلام لإلغاء الاحتجاجات، فإن هذه الاحتجاجات ستزداد».

وأكد الداعون إلى التجمعات «أننا ندعو كل مشارك إلى أن يتجول وينظر من حوله وحتى أن يزعم أنه من المارة ليس إلا، ويكفي أن تحضروا حتى تهتز الحكومة المتسلطة من الخوف».

ولم يعلن أي فرد أو جماعة المسؤولية عن تلك الدعوات الأخيرة، وذكر موقع «بوكسون» الإلكتروني أن خطابا واحدا «وجه من قبل صديق لأحد المنظمين».

وتضم هذه المدن العاصمة بكين، وشنغهاي، حيث احتشد قليل من المحتجين، ووقف المئات يشاهدونهم الأحد الماضي.

وذكرت الخطابات أن الاحتجاجات المقررة ستحمل اسما حركيا هو «اجتماعين» في إشارة إلى الجلستين السنويتين لمؤتمر الشعب الوطني وهيئته الاستشارية الشهر المقبل.