إخوان مصر شنوا هجوما عنيفا على رئيس وزراء بريطانيا ورفضوا تدخله في شؤون البلاد

قالوا إنه لو طلب مقابلتنا لرفضنا.. واعتبروه ممثلا عن حكومة «متكبرة»

TT

شنت جماعة الإخوان المسلمين أمس هجوما عنيفا على ديفيد كاميرون رئيس وزراء بريطانيا الذي زار القاهرة قبل يومين، معتبرة تصريحاته تدخلا غير مقبول في شأن داخلي.. وعلقت الجماعة على تصريحات كاميرون التي قال فيها إنه يرفض لقاء ممثلين عن الجماعة، بقولها: «نؤكد له أنه لو طلب مقابلتنا لرفضنا، ونحن نعلن على الدوام رفضنا لمقابلة ممثلي الحكومات الغربية المتكبرة».

وأدانت الجماعة في بيان لها أمس، تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، مطالبة بعض المثقفين بالتدخل الأميركي في ليبيا لإنقاذ الشعب من حاكمه الطاغية، مشيرة إلى أن الاحتلال يمثل خطورة بالغة على ليبيا نفسها، ثم على بقية دول المنطقة، منوهة إلى أنه «في احتلال العراق وتدميره درس».

وقالت الجماعة: «في العقود الماضية، قامت في دولنا أنظمة فاسدة صادرت كل هذه الحريات، وكان حتما عليها أن تخضع وتركع للقوى الكبرى، وتلتمس منها العون والتأييد ضد شعوبها، وتنفذ سياسات هذه القوى بكل دقة ثمنا لهذا التأييد.. وكان ذلك أحد الأسباب القوية التي فجرت الثورات الشعبية في المنطقة بغية التحرر من الاستبداد الداخلي والاستعباد الخارجي، ودفعت شعوبنا ولا تزال ثمنا غاليا لاستعادة الحرية والعزة والكرامة».

وحذرت الجماعة من التفاف ما وصفتها بـ«القوى الغاشمة» على الثورة، كما حذرت من التدخل في مسار الأحداث التي «تتوخى الإصلاح الوطني، لعلها تستطيع استعادة نفوذها واستقطاب نفر من أهلنا تدفعهم إلى مواقع التأثير والقرار» بحسب بيان الجماعة.

وقالت الجماعة إن «الشعب المصري ليس قاصرا وليس محتاجا إلى نصيحته (كاميرون) ويرفضها بكل إباء وشمم، أما حديثه عن رفضه مقابلة الإخوان المسلمين، فنؤكد له أنه لو طلب مقابلتنا لرفضنا، ونحن نعلن على الدوام رفضنا لمقابلة ممثلي الحكومات الغربية المتكبرة، وإن كنا نرحب بمقابلة ممثلي المنظمات الشعبية والمؤسسات البحثية والإعلامية».

وأشار البيان إلى أن «خضوع الأنظمة البائدة» لهذه القوى، مبعثه انعدام شرعيتها الشعبية وطلبها للمساعدات المالية، لافتة إلى أن الثورات الآن إنما تمثل الشرعية الشعبية في أسمى تجلياتها، وتابعت بقولها «إننا نرفض المساعدات المالية المشروطة بانتقاص السيادة فإن (الحرة تجوع ولا تأكل بثدييها) وكرامتنا الوطنية فوق كل شيء».

وأكدت الجماعة أن ما يجري في ليبيا الآن، والتي تمثل مجالا حيويا لأمننا القومي، إضافة إلى وجود مليون ونصف المليون مصري بها، يقرر مسؤولية إضافية على المجلس الأعلى للقوات المسلحة لحماية الأمن القومي المصري وصيانة سلامة المصريين في ليبيا، وكذلك دعم جهود الإغاثة الإنسانية للمنكوبين.

على صعيد آخر، صرح الدكتور محمد بديع المرشد العام للإخوان المسلمين أنه تم اختيار الدكتور محمد سعد الكتاتني، رئيس الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين في برلمان 2005 التي شغلت الجماعة 20 في المائة من مقاعده، هو أيضا عضو مكتب الإرشاد (أعلى سلطة تنفيذية بها)، كوكيل لمؤسسي حزب الحرية والعدالة الذي تنوي الجماعة تأسيسه، وأوكلت له مهمة إجراء الخطوات القانونية.