امتداد بشري بطول 35 كيلومترا.. يزف الملك من المطار إلى القصر

سماء الرياض احتفلت قبل أرضها بتشكيلات جوية

TT

على وقع الهتافات الوطنية «يالله يا والي تحفظ ملكنا.. وتحفظ ولي عهده وتحفظ وطنا»، استقبل آلاف المواطنين السعوديين خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز على الطريق المؤدي من مطار الملك خالد الدولي حتى قصره في منطقة شرق العاصمة السعودية، حيث شكلوا امتدادا بشريا امتد لـ35 كيلومترا، وهي المسافة التي قطعها الملك من المطار حتى وصوله إلى قصره.

الاحتفالات بـ«أبي متعب»، كما يحلو للسعوديين أن يطلقوا على ملكهم عبد الله بن عبد العزيز، لم تقتصر على الأرض، بل شهدت سماء الرياض قبل أرضها تشكيلات لفريق الصقور السعودي، أمتعوا خلالها الجماهير الغفيرة التي توافدت على منطقة المطار منذ ساعات الصباح الأولى، استعدادا لاستقبال الملك.

كل أنحاء العاصمة الرياض كانت تتزين استعدادا لوصول الملك عبد الله. لكن في منطقة مطار الملك خالد الدولي كانت القصة.

فمنذ ساعات الصباح الأولى ليوم أمس توافد الآلاف من المواطنين وعائلاتهم على منطقة مطار الملك خالد الدولي، واستقروا على مشارف بوابات الصالة الملكية في انتظار عبور موكب خادم الحرمين الشريفين.

وكانت هناك مشاركة فاعلة من فئة الطلاب في الحضور الجماهيري الذي استقبل موكب الملك عبد الله بن عبد العزيز. وتوافدت العشرات من «الباصات» التي تحمل الطلاب على منطقة المطار، وكان الطلاب وقتها قد بدأوا في الاحتفال مبكرا، حيث أخرجوا الأعلام من نافذات «الباصات»، وأخذوا في ترديد الأناشيد الوطنية المرحبة بقدوم الملك من الرحلة العلاجية.

وعلى طول الطريق المؤدي من مطار الملك خالد حتى قصر الملك عبد الله، اصطف آلاف المواطنين على الجانب الأيمن من الطريق، في نحو 7 إلى 8 مواقع، في طريق يبلغ طوله 35 كيلومترا.

موكب خادم الحرمين سار ببطء منذ أن تجاوز بوابة الصالة الملكية، وأخذ الملك يحيي الجماهير الغفيرة التي احتشدت لرؤيته ومبادلته التحية، في وقت سار فيه المئات منهم وراء موكب الملك حاملين صوره ولافتات تدعو له بالسلامة والعافية.

وكان الرابح الأكبر من خلف هذه الاحتفالات منافذ البيع التي تبيع صور الملك والأعلام السعودية، حيث واجهت ارتفاعا في الطلب غير مسبوق لاقتناء صور خادم الحرمين، ووضع بعض العبارات والملصقات على زجاج السيارات.

واستعدت العشرات من منافذ البيع لمناسبة وصول الملك عبد الله بن عبد العزيز من رحلته العلاجية بتوفير ملصقات تتناسب مع هذه المناسبة، حيث قاموا بتوفير أعداد كبيرة من الأعلام الوطنية، بالإضافة إلى الكثير من صور خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز.

شوارع العاصمة السعودية تلونت باللون الأخضر ابتهاجا بالعودة الميمونة للملك، فيما اصطحب عدد من أولياء الأمور منذ الصباح الباكر أبناءهم لشراء الأعلام والصور للوقوف لرؤية ملك الإنسانية، والسلام عليه، بعد طول انتظار.

وعلى طرقات شوارع العاصمة السعودية الرياض اصطفت تلك الأعداد الغفيرة من الأفراد بكافة أعمارهم، وأجناسهم للتعبير عن مشاعرهم التي اختلطت ما بين الفرح برؤيته، والسعادة بالقرارات الملكية التي أصدرها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز قبل ساعات قليلة من وصوله إلى أرض الوطن.

الأطفال كان حضورهم طاغيا في هذه المناسبة، حيث حرصوا على ارتداء الأزياء ذات اللون الأخضر، واصطفوا مع أولياء أمورهم في المواقع التي تم تحديدها لاستقبال الملك عبد الله. ومنذ الصباح الباكر، حمل الأفراد لافتات ولوحات تحمل عبارات حوت مشاعر فياضة ترحب بمقدم خادم الحرمين الشريفين، بعد أن تكللت رحلته العلاجية بالنجاح، وعودته سالما معافى إلى البلاد.

وحملت الصور والأعلام وعبارات الحب والترحيب والدعاء، بعد عودة خادم الحرمين الشريفين من رحلته العلاجية وتبادلوا عبارات التهنئة والفرح بينهم، حامدين شاكرين رب العباد على شفاء وعودة ملك الإنسانية سليما معافى لوطنه وأبنائه.

وحوت اللافتات التي تم حملها عبارات «مرحبا بك أيها القائد القدير، مرحبا بك أيها الأب الحنون، عودا حميدا يا ملك الإنسانية، حمدا لله على السلامة يا ملك القلوب، ودامك بخير حنا بخير». العنصر النسائي حضر بقوة في جنبات الطرق المؤدية إلى قصر خادم الحرمين الشريفين، في مبادلة للوفاء على الاهتمام الذي بذله الملك عبد الله بن عبد العزيز لصالح المرأة السعودية.