«الشأن الداخلي» و«الهم العربي» رافقا خادم الحرمين.. حتى في رحلة العلاج

لم ينس جدة.. وتألم لأوضاع مصر.. ووازن مواقفه بين «اللين» و«الشدة»

TT

حتى وهو في رحلته العلاجية، ظل الشأن الداخلي لبلده، وهم أمته العربية، مرافقين لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز.

المتتبع لمواقف خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، خلال رحلة العلاج التي امتدت لـ3 أشهر، يلحظ، بشكل جلي، أن المرض لم يقف عائقا أمامه، حيث فاقت «آلام» جدة التي دهمتها أمطار كارثية آلامه، وأحزنه ما تتعرض له شعوب عربية وإسلامية من حوادث أليمة، حيث كانت مصر حاضرة في باله، بينما وازن في كل مواقفه السياسية، داخليا وخارجيا، بين «اللين» و«الشدة».

وقبل ذلك كان يتابع - إبان رحلته العلاجية - كل كبيرة وصغيرة تدور في وطنه المتلهف لعودته، ويتجلى ذلك في ما صرح به ولي عهده الأمير سلطان بن عبد العزيز بقوله: «إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، كان خلال مدة غيابه خارج الوطن يتابع شؤون الدولة الداخلية والخارجية، ولم يغب لحظة عن متابعة أحوال المواطنين والاطمئنان عليهم والتوجيه الدائم بما يلبي احتياجاتهم ويحقق الخير لهم»، وما بيّنه وزير خارجيته الأمير سعود الفيصل بقوله: «لم يكن - خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - بعيدا عن شؤون أمته العربية والإسلامية وقضاياها، بقدر ما كان قريبا منها ومتابعا لأدق تفاصيلها، ومستمرا في جهود التواصل مع الرؤساء والزعماء سعيا منه إلى ما يخدم أمن البشرية واستقرارها ورخائها».

«الشرق الأوسط» تستعرض رحلة العلاج الملكية بدءا من إعلان مغادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز عاصمة بلاده في رحلة علاجية امتدت لأكثر من ثلاثة أشهر تخللتها فترة للنقاهة امتثالا للأطباء، وحتى قبل عودته بيوم إلى عاصمة بلاده سالما معافى محاطا بالعناية الإلهية وحب رعيته.

في يوم الجمعة السادس من ذو الحجة 1431هـ الموافق 12 نوفمبر (تشرين الثاني) 2010م، عندما كان الجميع يتهيأون لعودة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز من عاصمة بلاده، الرياض، إلى جدة ومنها إلى مكة المكرمة، ليشرف - وكعادته السنوية - على تحركات الحجاج في المشاعر المقدسة لموسم حج 1431هـ حتى عودتهم إلى بلدانهم سالمين غانمين، بعد أدائهم الفريضة، وفي وقت كان أصدر أوامره باستضافة 1300 مسلم من عدد من الدول من مختلف قارات العالم لأداء فريضة الحج، أصدر الديوان الملكي في ذلك اليوم بيانا أكد فيه أن خادم الحرمين الشريفين يعاني من وعكة صحية ألمت به في الظهر، تتمثل بتعرضه لانزلاق غضروفي، مبينا أن الأطباء نصحوه بالراحة ضمن البرنامج العلاجي الذي وضع له، وكان نص البيان: «تمشيا لمبدأ الشفافية الذي انتهجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - يحفظه الله - فيما بينه وبين أبنائه وبناته من شعب المملكة العربية السعودية، فإن الديوان الملكي يوضح أن خادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله - يعاني من وعكة صحية ألمت به في الظهر تتمثل بتعرضه - يحفظه الله - لانزلاق غضروفي، وقد نصحه الأطباء بالراحة وذلك ضمن البرنامج العلاجي الذي وضع لمقامه الكريم، حفظ الله خادم الحرمين الشريفين وأمده بالصحة والعافية».

وكان أسعد يوم للشعب السعودي هو أول أيام عيد الأضحى المبارك الذي يوافق العاشر من ذو الحجة 1431هـ عندما أطل الملك على شعبه في ذلك اليوم مطمئنا مواطنيه على صحته، مزجيا شكره لكل فرد من شعبه العزيز، ولكل من سأل عنه، وقال خلال استقباله في قصره بالرياض الأمراء والوزراء وكبار المسؤولين وجمعا من المواطنين الذين قدموا للسلام عليه، وتهنئته بعيد الأضحى المبارك، في كلمة مرتجلة «إخواني.. أشكركم وأرجو لكم التوفيق وأشكر كل فرد من الشعب السعودي سأل عني، ولله الحمد أنا بخير وصحة ما دمتم بخير». وأضاف: «إخواني.. جاءتني هذه الوعكة ما أدري ما هي.. ناس يقولون لها انزلاق، وناس يقولون لها عرق النساء، والنساء ما شفنا منهن إلا كل خير». وقال: «العرق هذا من أين جاءنا. هذا عرق فاسد. ولكن إن شاء الله إنكم ما تشوفون إلا كل خير».

واختتم كلمته بالقول: «أتمنى لكم التوفيق، وأشكر كل من سأل عني، القاصي والداني، وعلى رأسهم الشعب السعودي الكريم، وأتمنى لكم التوفيق، وأرجوكم سامحوني لأنني ما قمت، بل صافحتكم، وشكرا لكم».

وكان قد تلقى اتصالات هاتفية في ذلك اليوم من عدة زعماء عرب ومسلمين، وهم من الرئيس عمر حسن البشير رئيس جمهورية السودان، والرئيس حميد كرزاي رئيس جمهورية أفغانستان الإسلامية، والرئيس العراقي جلال طالباني، والملك خوان كارلوس ملك إسبانيا، ورئيس وزراء لبنان السابق سعد الحريري، ورئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، اطمأنوا خلالها على صحته. وقد ثمن خادم الحرمين الشريفين ما عبر عنه المتصلون من مشاعر أخوية صادقة.

في يوم الأربعاء الحادي عشر من ذو الحجة 1431 الموافق للسابع عشر من نوفمبر 2010، شدد خادم الحرمين الشريفين في كلمة ألقاها نيابة عنه الأمير نايف بن عبد العزيز، التي وجهها إلى حجاج بيت الله الحرام خلال وجودهم في مشعر منى لأداء فريضة الحج، على أن بلاده، حكومة وشعبا، لن تسمح لأي أحد بتعكير شعيرة الحج والنيل من أمن وفود الرحمن، وأن أمن الحجيج «مسؤولية لا تقبل التراخي واللين»، مبينا أن السعودية تستشعر عظم الأمانة، وتقدر حجم المسؤولية، وأهمية الاضطلاع بها بما يرضي الله عز وجل، «محتسبة عند الله سبحانه وتعالى خدمة الحجاج والعمار والزوار لوجهه الكريم ومن فيض فضله العظيم».

وفي اليوم ذاته يصدر، أمرا ملكيا يقضي بإعفاء الأمير بدر بن عبد العزيز، نائب رئيس الحرس الوطني السعودي، من منصبه، بناء على طلبه، وتعيين الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز وزير دولة وعضوا في مجلس الوزراء ورئيسا للحرس الوطني.

وفي يوم الجمعة 19 من نوفمبر 2010 يصدر من الديوان الملكي بيان ثان حول الوضع الصحي لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، مبينا أن خادم الحرمين الشريفين أجرى صباح الجمعة المزيد من الفحوصات الطبية في مستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض، وذلك بعد أن شعر صباح الجمعة بزيادة في آلام الظهر، حيث تبين أن الانزلاق الغضروفي صاحبه تجمع دموي أدى إلى الضغط على الأعصاب المجاورة لهذا الانزلاق، ونصحه الفريق الطبي بالراحة والمتابعة، مؤكدا مغادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز المستشفى التخصصي بعد ظهر ذات اليوم، جاء في نصه: «استمرارا للفحوصات الطبية التي أجراها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - يحفظه الله - خلال الفترة الماضية، شَعر - حفظه الله - صباح هذا اليوم، الجمعة، 13/12/1431هـ بزيادة في آلام الظهر، فقام - حفظه الله - صباح اليوم بإجراء المزيد من الفحوصات الطبية في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض، فتبين أن الانزلاق الغضروفي صاحبه تجمع دموي أدى إلى الضغط على الأعصاب المجاورة لهذا الانزلاق، وقد نصحه الفريق الطبي بالراحة والمتابعة. هذا، وقد غادر مقامه الكريم - يحفظه الله - المستشفى بعد ظهر اليوم الجمعة 13/12/1431هـ، حفظ الله خادم الحرمين الشريفين من كل مكروه وألبسه ثوب الصحة والعافية».

أما في الحادي والعشرين من نوفمبر 2010، فقد طمأن الدكتور عبد الله الربيعة، وزير الصحة، أبناء وبنات الشعب السعودي على صحة مليكهم المحبوب، مشيرا إلى أنه سيستكمل العلاج في الولايات المتحدة الأميركية، وذلك في رده على سؤال لمندوب التلفزيون السعودي حول رغبة جميع أبناء الشعب السعودي في الاطمئنان منه على صحة خادم الحرمين الشريفين، وقال: «أطمئن الجميع أن خادم الحرمين الشريفين يتمتع بصحة جيدة وهو في وضع مستقر - ولله الحمد - وتعودنا منه كذلك نهج الشفافية الذي أكده حفظه الله لنا وللجميع في بيان الديوان الملكي، وكما ورد في البيان الذي صدر منذ يومين أن خادم الحرمين الشريفين، فقط يعاني من انزلاق غضروفي وتجمع دموي أدى إلى ضغط بعض الأعصاب في أسفل الظهر وسببت بعض الألم، وأوصى الفريق الطبي بأن يغادر إلى الولايات المتحدة الأميركية لزيارة أحد المراكز المتخصصة في العمود الفقري لاستكمال الفحوصات الطبية ومتابعة العلاج، ولكن أؤكد أنه في وضع مستقر ويتمتع - ولله الحمد - بصحة وعافية، وإن شاء الله يعود سالما معافى لقيادة هذا الوطن الشامخ، إن شاء الله».

ويأتي يوم الـ22 من نوفمبر 2010، ليعلن الديوان الملكي مغادرة خادم الحرمين الشريفين إلى الولايات المتحدة في بيان مقتضب جاء في نصه: «غادر بحفظ الله ورعايته خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود هذا اليوم الاثنين 16/12/1431هـ الموافق 22/11/2010م إلى الولايات المتحدة الأميركية لإجراء بعض الفحوصات الطبية. حفظ الله خادم الحرمين الشريفين في سفره وإقامته».

وقبل مغادرته كان قد أناب، بموجب أمر ملكي، أخاه الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، عنه، موكلا إليه إدارة شؤون الدولة ورعاية مصالح الشعب خلال فترة غيابه خارج السعودية، وذلك بناء على المادة 66 من النظام الأساسي للحكم.

وكان الأمير سلطان بن عبد العزيز نائب خادم الحرمين الشريفين، وصل يرافقه الأمير سلمان بن عبد العزيز، أمير منطقة الرياض، قادما من خارج المملكة، بعد أن قضى إجازة خاصة، وليكون في مقدمة مودعي خادم الحرمين الشريفين عند مغادرته في رحلته العلاجية.

وشهد مطار قاعدة الرياض الجوية مشهدا مؤثرا، حيث احتشد كبار أفراد العائلة المالكة يتقدمهم الأمير مشعل بن عبد العزيز، والأمير بندر بن عبد العزيز، والأمير متعب بن عبد العزيز، الذين توافدوا منذ وقت مبكر ليكونوا في وداع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز.

ولم يغب حجاج بيت الله الحرام عن خادم الحرمين الشريفين، فقد ثمن ما تحقق من نجاح كبير لكافة الخطط الموضوعة لموسم حج 1431هـ، شاكرا في برقية جوابية وجهها في ذلك اليوم إلى الأمير نايف بن عبد العزيز، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا، جميع أجهزة الدولة المدنية والعسكرية والجهات الأهلية التي شاركت في الخطة العامة للموسم. وقال: «إن من نعم الله سبحانه وتعالى على هذه الدولة أن شرفها بخدمة الحرمين الشريفين وزوارهما من الحجاج والمعتمرين، فأخذت على عاتقها منذ عهد الملك المؤسس - رحمه الله - التشرف بمسؤوليات هذه الخدمة، مستمدين العون من الله العلي القدير. والجميع يشهد بما يقدمه أبناء المملكة المشاركون في كل موسم من حسن استعداد وتميز في الأداء يثمر دوما نجاحا تاما في أداء هذه المسؤولية العظيمة على أكمل وجه».

وكان الأمير نايف بن عبد العزيز قد قال في برقيته الموجهة لخادم الحرمين الشريفين: «أسأل الله أن يديم عليكم لباس الصحة والعافية، ويحفظكم قائدا لهذه الأمة، فسلامتكم - رعاكم الله - سلامة وطن، وسعادة مواطن، وعزة إسلام، وعزوة مسلمين».

وقد تابع الشعب السعودي سفر قائده، حتى اطمأن لوصوله سالما معافى في فجر الثالث والعشرين من نوفمبر 2010 إلى مدينة نيويورك في الولايات المتحدة الأميركية، حيث كان في مقدمة مستقبليه بمطار جون كيندي أخوه الأمير عبد الرحمن بن عبد العزيز نائب وزير الدفاع والطيران والمفتش العام السعودي، وعدد من الأمراء والمسؤولين.

وفي الرابع والعشرين من نوفمبر 2010 أعلن الديوان الملكي السعودي عن نجاح العملية الجراحية التي أجريت لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في الظهر في مستشفى نيويورك برسبيتريان في الولايات المتحدة الأميركية، مبينا أنه «تم سحب التجمع الدموي وتعديل الانزلاق الغضروفي، وتثبيت الفقرة المصابة»، مؤكدا: «تكللت العملية بالنجاح»، وقال البيان: «أجريت لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - هذا اليوم الأربعاء 18 ذو الحجة 1431هـ الموافق 24 نوفمبر 2010م، عملية جراحية في الظهر، حيث تم سحب التجمع الدموي وتعديل الانزلاق الغضروفي، وتثبيت الفقرة المصابة، وذلك في مستشفى نيويورك برسبيتريان في الولايات المتحدة الأميركية، وقد تكللت العملية - ولله الحمد - بالنجاح، حفظ الله خادم الحرمين الشريفين ومتعه بالصحة والعافية».

وكان خادم الحرمين الشريفين تلقى في الليلة السابقة للعملية اتصالا هاتفيا من الرئيس الأميركي، باراك أوباما، اطمأن خلاله على صحته، مرحبا به في بلاده، متمنيا له الصحة والعافية، وقد شكر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الرئيس باراك أوباما على مشاعره النبيلة.

وفي يوم الجمعة الثالث من ديسمبر (كانون الأول) 2010 أعلن الديوان الملكي عن نجاح عملية جراحية أخرى لخادم الحرمين الشريفين تأتي وفقا للخطة العلاجية التي أوصى بها الفريق الطبي، وقد تكللت بالنجاح، وفيما يلي نص البيان: «أجرى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - يحفظه الله - العملية الجراحية لتثبيت عدد من فقرات الظهر، وفقا للخطة العلاجية التي أوصى بها الفريق الطبي، وذلك في تمام الساعة السادسة من صباح هذا اليوم الجمعة 27 ذو الحجة 1431هـ الموافق 3 ديسمبر 2010م، بتوقيت مدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأميركية، وقد تكللت العملية بالنجاح - ولله الحمد - وسيبدأ - يحفظه الله – بعد ذلك المرحلة الثانية من العلاج الطبيعي. وبناء على توجيهه الكريم - يحفظه الله - فإن الديوان الملكي سيتابع الإيضاح، وبكل شفافية، حول حالة مقامه الكريم الصحية أولا بأول. نسأل الله أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين، وأن يمتعه بالصحة والعافية».

وكان في السابع والعشرين من نوفمبر 2010 قد كشف الأمير نايف بن عبد العزيز، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية السعودي، أن خادم الحرمين الشريفين استطاع السير داخل المستشفى الذي يتلقى فيه العلاج. وأضاف مطمئنا على صحة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز: «نحن في المملكة نعيش عيدا ثانيا بسلامته، حفظه الله».

وفي الخامس من ديسمبر 2010 دعا خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، رجال الأعمال في دول الخليج العربي، إلى الدخول في شراكات حقيقية مع نظرائهم من رجال الأعمال في الدول الأفريقية، وذلك لتعزيز التبادل التجاري بين الطرفين. وقال في افتتاح مؤتمر «الاستثمار الخليجي - الأفريقي 2010»، في العاصمة الرياض، في كلمة ألقاها بالنيابة عنه وزير التجارة والصناعة السعودي، عبد الله زينل، أن «مثل هذه الشراكات تحظى برعاية واهتمام الدول المعنية لتسهيل الإجراءات بما يحقق المصالح المشتركة».

وفي السادس من ديسمبر 2010، أعرب خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أمير دولة قطر، أن شعب المملكة العربية السعودية يشارك إخوته في قطر فرحتهم بمناسبة فوز بلاده باستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم لعام 2022، ووصف في برقية التهنئة التي وجهها إلى أمير دولة قطر، هذه المناسبة بـ«الإنجاز الكبير والمستحق»، كما عده «إنجازا لمنطقة الخليج، ولكل الدول العربية والإسلامية، ولقطر الشقيقة»، جاء نتاجا للجهود المبذولة في التحضير والإعداد لملف المشاركة، كما أبرق مهنئا الرئيس الروسي، ديمتري ميدفيديف، بمناسبة فوز بلاده باستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم لعام 2018. وأبرق في اليوم ذاته معزيا العاهل الكمبودي الملك نوردوم سيهاموني، إثر حادث التدافع الذي وقع في بلاده.

وفي السادس من ديسمبر 2010 أبرق خادم الحرمين الشريفين لإخوانه قادة دول مجلس التعاون المجتمعين آنذاك في دولة الإمارات العربية المتحدة، مؤكدا أنهم يجتمعون لتحقيق أهداف، وغايات شعوبهم، معربا عن أسفه لغيابه عن هذا اللقاء، وفي ما يلي نص البرقية: «إخواني أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون الخليجي، يحفظهم الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، إنكم وأنتم تجتمعون اليوم لما فيه الخير - إن شاء الله - لدول وشعوب منطقة الخليج، وقد غاب عن أخيكم أكرم لقاء، وأجل أمانة، تجاه شعوبنا، إلا أنها في نفسي ماثلة تستمد مسؤوليتها من ديننا، وعروبتنا، ومصالح أمتنا العربية والإسلامية.

أيها الإخوة: إننا وإن كنا نتطلع جميعا لتحقيق أهداف وغايات شعوبنا، فإني وإن غيّب وجودي بينكم عارض صحي، إلا أني حاضر معكم روحا، مشاركا معكم آمال وأهداف مسؤولياتنا التاريخية، راجيا من الله العلي القدير أن يوفقكم في مسعاكم، وأن يعينكم - جل جلاله - بعون من عنده، هذا ولكم مني خالص التقدير، شاكرا لكم جميعا ما أبديتموه من مشاعر طيبة شاركتني وخففت عني الكثير من العارض الصحي. هذا والله يحفظكم ويرعاكم».

وفي السابع من ديسمبر 2010 أبرق مهنئا الشيخ محمد بن سعود بن صقر القاسمي، ولي العهد في إمارة رأس الخيمة، بمناسبة تعيينه وليا للعهد في إمارة رأس الخيمة، وفي السابع عشر بعث ببرقية عزاء ومواساة لملك البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، في وفاة شقيقه الشيخ راشد بن عيسى بن سلمان آل خليفة.

أما في الثاني والعشرين من ديسمبر 2010 فعمت الفرحة كافة مواطني المملكة العربية السعودية عندما أعلن الديوان الملكي نبأ مغادرة خادم الحرمين الشريفين مستشفى برسبيتريان، متجها إلى مقر إقامته في نيويورك لقضاء فترة من النقاهة واستكمال علاجه الطبيعي، بينما عبر الأمير سلطان بن عبد العزيز نائب خادم الحرمين الشريفين، والأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، والأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، عن شكرهم لله جل وعلا على خروج خادم الحرمين الشريفين من المستشفى بعد أن من الله عليه بالصحة والعافية.

وتلقى خادم الحرمين الشريفين في ذلك اليوم اتصالات هاتفية من بعض قادة وزعماء الدول العربية، وهم: الرئيس المصري السابق حسني مبارك، والرئيس اليمني علي عبد الله صالح، والشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، والشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر، والملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البحرين، الذين هنأوه جميعا بمغادرته المستشفى.

وفي السابع والعشرين من الشهر ذاته تلقى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز اتصالا هاتفيا من الرئيس الأميركي، باراك أوباما، هنأه خلاله بمغادرته المستشفى، متمنيا له موفور الصحة والعافية. وفي الثامن والعشرين تلقى اتصالا من العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين، هنأه فيه بمغادرته المستشفى وتماثله للشفاء. وفي التاسع والعشرين من ديسمبر تلقى اتصالا هاتفيا من الرئيس المصري السابق حسني مبارك، الذي اطمأن خلاله على صحته وتماثله للشفاء. وفي الثلاثين من الشهر ذاته تلقى اتصالا هاتفيا من الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت، اطمأن خلاله على صحة خادم الحرمين الشريفين وتماثله للشفاء. وثمن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لأمير الكويت مشاعره الأخوية. كما تلقى خادم الحرمين الشريفين اتصالا مماثلا من الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، اطمأن خلاله على صحة خادم الحرمين الشريفين، متمنيا له دوام العافية.

وفي الأول من يناير (كانون الثاني) 2011 أكد خادم الحرمين الشريفين وقوف بلاده قلبا وقالبا مع جمهورية مصر العربية ضد الإرهاب، وأعرب عن عزائه ومواساته في ضحايا حادث التفجير الإرهابي الذي وقع في مدينة الإسكندرية، معبرا عن شجب المملكة واستنكارها لهذه الأعمال الإرهابية.

وفي السابع من يناير 2011 طمأن خادم الحرمين الشريفين أبناء بلاده ومواطني دول مجلس التعاون والجميع على صحته في مقابلة أجراها معه رئيس تحرير جريدة «السياسة» الكويتية، حيث بين أنه بخير وسيعود «بمشيئة الله قريبا إلى المملكة، حيث يكون بين أهله وأبنائه وشعبه».

وعبر في المقابلة الموسعة عن شكره وتقديره للدعوات المخلصة له بالشفاء من أبنائه المواطنين وإخوانه في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والعالمين العربي والإسلامي، ولما عبر عنه كل من سأل عنه من مشاعر، مؤكدا أنه لن ينسى تلك الدعوات المخلصة والمشاعر الصادقة.

وكشف أن فترة النقاهة بالنسبة له «متعة العمل، فنحن نحمل أمانة، والوقت يدهمنا وهو لا يرحم، والعمل بالنسبة لي راحة، خصوصا العمل من أجل من حمّلوني هذه المسؤولية الوطنية الكبيرة»، وقال: «أجد في العمل راحة متناهية، وخصوصا العمل من أجل من حملوني هذه المسؤولية الوطنية الكبيرة. أحمد الله أنني بخير، وما أؤديه من نشاط معلن وغير معلن لا ضرر منه ولن يكون مؤثرا على فترة النقاهة، ونحمد الله على كل شيء، ولا يحمد على مكروه إلا الله جل جلاله».

وقال خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بعفويته المعهودة موجها حديثه إلى أحمد الجار الله: «أخ أحمد بلغ إخواني وأهلي في دول مجلس التعاون كافة أنني شاكر ومقدر ومثمن لهم هذا الحب الكبير، فنحن قطعة من هذا الخليج، وهويتنا واحدة وأهله أهلنا وشعبه شعبنا، ولا غرابة في ما أبدوه من مشاعر صادقة ومحبة كبيرة غمروني بها، ويعلم الله أنهم في بؤبؤ العين، بل إن المشاعر الصادقة غمرتني ليس فقط من دول مجلس التعاون، بل من العالمين العربي والإسلامي، وهي مشاعر جياشة شعرت بها وأثمنها، وكانت مصدر راحة لي، والله عز وجل لن يضيع أجر من أحسن عملا، وأتوجه إلى الخالق بدعائي أن يديم عز هذه العلاقات الأخوية مع شعوبنا في مجلس التعاون، ولعل الله يلطف بنا ويديم الاستقرار والسكينة والأمن في بلادنا، نحن نحمده دائما على ما أفاء به علينا من الخيرات.

إنني أقول لكل أبنائنا في دول مجلس التعاون الخليجي وكل من تابع أخبارنا وحمل إلينا مشاعر الود والإخاء في عالمينا العربي والإسلامي، أقول لهم ما قلته لشعبنا في السعودية، وهو إنني بخير ما دمتم أنتم بخير».

وثمن مشاعر الجميع في الخليج والوطن العربي والعالم أجمع، حكاما وشعوبا، وقال: «أعرف ذلك، وكما قلت، لقد عايشت كل ذلك، سواء أكان من إخواننا الحكام والقادة في دول مجلس التعاون أو من قادة العالم عربا ومسلمين، وللجميع أوجه مرة أخرى شكري وتقديري، وأعيد وأكرر أنني أثمن لهم هذه المشاعر بعميق التقدير»، وقال: «أنا أسعد الناس بهذه المشاعر، وأدعو الله ألا يصيب أحدهم أي مكروه، وأتمنى لهم أن يرفلوا دائما بأثواب الصحة والعافية، وكما قلت لك مقدرا ومثمنا ذلك كله، وأشكرهم على ما يكنونه من مشاعر صادقة ومحبة كبيرة».

وفي الثامن من يناير 2011 أكد خادم الحرمين الشريفين للمؤتمر الدولي الأول للجودة أن السعودية ماضية في استكمال جهود تطوير التعليم في كلمة ألقاها نيابة عنه الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد، وزير التربية والتعليم السعودي، الذي افتتح نيابة عنه المؤتمر الدولي الأول للجودة الشاملة في التعليم العام.

وفي اليوم ذاته استقبل في مقر إقامته بنيويورك وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، يرافقها الرئيس الأميركي الأسبق، بيل كلينتون، حيث تناول اللقاء بحث مجمل الأوضاع والتطورات على الساحتين، الإقليمية والدولية، بين خادم الحرمين الشريفين ووزيرة الخارجية الأميركية، بينما أعربت الوزيرة كلينتون والرئيس الأميركي الأسبق عن تهنئتهما لخادم الحرمين الشريفين بمناسبة نجاح العملية الجراحية التي أجريت له، ومغادرته المستشفى، متمنيين له دوام الصحة والعافية.

وفي يوم العاشر من يناير 2011 استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، في مقر إقامته في مدينة نيويورك، الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، الذي اطمأن خلال الاستقبال على صحته، متمنيا له دوام الصحة والعافية، بينما بحث الزعيمان مجمل المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، بالإضافة إلى آفاق التعاون بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها في جميع المجالات بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الصديقين والعالم أجمع. وفي اليوم ذاته بعث خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، ببرقية للشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، عبر فيها عن تمنياته له بالشفاء العاجل من العارض الصحي الذي تعرض له، وقال: «إننا إذ نعرب لكم عن أطيب تمنياتنا بالشفاء العاجل، لنسأل الله العلي القدير أن يمتعكم بموفور الصحة والعافية، وأن لا تروا أي مكروه، إنه سميع مجيب».

وفي الثاني عشر من يناير 2011 حفل نشاط خادم الحرمين الشريفين بأكثر من مناسبة، حيث بحث والرئيس الأميركي، باراك أوباما، خلال اتصال هاتفي، العلاقات الثنائية المتميزة التي تربط البلدين الصديقين، بالإضافة إلى استعراض لمجمل الأحداث على الساحتين، الإقليمية والدولية، كما استقبل الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، وبحث الجانبان مستجدات الأحداث الإقليمية والدولية والجهود التي تبذلها الأمم المتحدة لتحقيق السلام والأمن على مستوى العالم، وكذلك جهودها الإغاثية في المناطق المنكوبة، وتلقى اتصالا هاتفيا، من الملك خوان كارلوس ملك إسبانيا، اطمأن خلاله على صحته، واستعرضا العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك.

وفي الخامس عشر من يناير 2011 وافق خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز على موعد إقامة المهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية في دورته الـ26، وذلك يوم الأربعاء 9/5/1432هـ، الموافق 13 أبريل (نيسان) 2011م تحت رعايته. وفي اليوم ذاته بعث خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ببرقية عزاء ومواساة لرئيسة البرازيل، ديلما روسيف، إثر نبأ الفيضانات التي تعرضت لها البرازيل وما نتج عنها من وفيات وأضرار ومفقودين.

وداخليا أصدر أمرا ملكيا يقضي بإعفاء الأمير سلطان بن فهد بن عبد العزيز، الرئيس العام لرعاية الشباب، من منصبه، بناء على طلبه، وتعيين الأمير نواف بن فيصل بن فهد بن عبد العزيز، رئيسا عاما لرعاية الشباب بمرتبة وزير. وفي السابع عشر من يناير 2011 تلقى اتصالا هاتفيا من رئيس الوزراء الإيطالي سلفيو برلسكوني، اطمأن خلاله على صحة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز.

كما تم خلال الاتصال بحث العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين واستعراض الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية.

وفي التاسع عشر من يناير 2011 وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، الدعوة إلى قادة الدول العربية للمشاركة في القمة التنموية والاقتصادية والاجتماعية، التي ستعقد في المملكة العربية السعودية، في يناير 2013، وتحتضنها العاصمة، الرياض.

جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية رئيس وفد السعودية في القمة العربية الاقتصادية في شرم الشيخ، في ختام أعمال القمة.

وفي العشرين من يناير 2011 تلقى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، اتصالا هاتفيا من الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، وتم خلال الاتصال استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وبحث تطورات الأحداث الإقليمية والدولية.

وكان الزعيم الليبي، العقيد معمر القذافي، اطمأن بدوره على صحة خادم الحرمين الشريفين خلال اتصال هاتفي بحثا خلاله العلاقات الثنائية بين البلدين، واستعرضا الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية.

وفي الـ21 من يناير 2011 أعلنت الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة صدور موافقة خادم الحرمين الشريفين على تنظيم المؤتمر الدولي الثاني لمكافحة الإرهاب تحت عنوان «مراجعات فكرية وحلول عملية» تحت رعايته.

وفي الثاني والعشرين من يناير 2011 شدد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، على أن السعودية تعمل على تعزيز قيم التنافس الإيجابي والاستفادة مما لدى كل دولة من ميزات نسبية بالشكل الأمثل، بما يخدم الاقتصاد العالمي، والمحافظة على نموه واستقراره، وهو ما يمثل هدفا استراتيجيا وجوهريا للمملكة جسدته سياساتها النفطية المعتدلة طوال تاريخها، وقال خادم الحرمين الشريفين، في كلمة ألقاها نيابة عنه، الأمير نايف بن عبد العزيز، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية: «إن السعودية تعطي أولوية قصوى لرفع تنافسية اقتصادها وتشجيع الاستثمارات السعودية والمشتركة والأجنبية، ومنحها الكثير من الحوافز والتسهيلات، وقد كان أحد المحاور الخمسة الرئيسية لخطة التنمية التاسعة للمملكة، للفترة من 2010م إلى 2014م، هو تعزيز تنافسية الاقتصاد الوطني والمنتجات السعودية في الأسواق المحلية والخارجية» باستمرار.

وفي الثاني والعشرين من يناير 2011 أعلنت وكالة الأنباء السعودية خبرا سارا لشعب المملكة العربية السعودية عن وصول خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى مدينة الدار البيضاء المغربية قادما من نيويورك، لاستكمال العلاج الطبيعي وقضاء فترة النقاهة، بينما تقدم مستقبليه في مطار الملك محمد الخامس الدولي في الدار البيضاء العاهل المغربي الملك محمد السادس، والوزير الأول المغربي عباس الفاسي، والأمير تركي الفيصل بن عبد العزيز، والأمير متعب بن سعود بن سعد بن عبد الرحمن، والأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية، وعدد من كبار المسؤولين السعوديين والمغاربة.

وفي الثالث والعشرين من يناير 2011 تلقى خادم الحرمين الشريفين اتصالا هاتفيا من الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، هنأه خلاله بسلامة الوصول إلى الدار البيضاء لاستكمال العلاج الطبيعي والنقاهة، وبحثا العلاقات الثنائية بين البلدين وعددا من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

وفي الرابع والعشرين من يناير 2011 حمل الأمير سلمان بن عبد العزيز، أمير منطقة الرياض، بشرى سارة لأبناء المملكة العربية السعودية والمقيمين فيها ليعلن من مكتبه في قصر الحكم بالرياض أن خادم الحرمين الشريفين سيكون قريبا في بلاده، وقال موجها حديثه إلى مسؤولي مؤسسة الملك عبد الله بن عبد العزيز للإسكان التنموي، الذين استقبلهم ذلك اليوم، وطمأنهم على صحة مليكهم: «إنه يتمتع بالصحة والعافية، ولله الحمد، وسوف يكون قريبا بيننا بإذن الله»، وقدم شكره للقائمين على المؤسسة لما يقومون به من جهود في هذا المجال الخيري، وقال: «إن خادم الحرمين الشريفين له أياد بيضاء في كل المجالات الخيرية، وكل ما فيه نفع للمواطنين».

وفي الخامس والعشرين من يناير 2011 بعث خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ببرقية عزاء للرئيس الروسي، ديمتري ميدفيديف، إثر نبأ الحادث الإرهابي الذي وقع في مطار موسكو. وواسى الشيخ حميد بن راشد النعيمي، عضو المجلس الأعلى حاكم إمارة عجمان، في وفاة الشيخ عبد الله بن سلطان النعيمي. وتلقى اتصالا هاتفيا من العاهل المغربي، الملك محمد السادس، اطمأن فيه على صحته، كما تناول الاتصال بحث العلاقات الثنائية بين البلدين، واستعراض المواضيع ذات الاهتمام المشترك على الساحات العربية والإقليمية والدولية.

وفي يوم الأربعاء الموافق السادس والعشرين من يناير 2011 وبعد هطول أمطار كارثية غير مسبوقة في مدينة جدة وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بتوفير كل التعزيزات وبشكل عاجل للحد من الأضرار التي واكبت الأمطار والسيول التي طالت محافظة جدة وما جاورها طوال ذلك اليوم، وشدد الملك عبد الله بن عبد العزيز في أمر ملكي وجهه إلى الأمير سلطان بن عبد العزيز نائب خادم الحرمين الشريفين، على أنه وجه أمير منطقة مكة المكرمة للرفع حالا عن الجهات المقصرة وتقرير شامل حول ذلك، ومن تأخر في تنفيذ الأوامر السابقة، كما وجه وزير المالية لاعتماد المبالغ اللازمة لتوفير كل الإمكانات والتعزيزات بشكل فوري، وفيما يلي نص الأمر: «صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، نسخة لصاحب السمو الملكي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، نسخة لصاحب السمو الملكي أمير منطقة مكة المكرمة، نسخة لصاحب السمو الملكي وزير الشؤون البلدية والقروية، نسخة لمعالي وزير المالية، نسخة لمعالي وزير النقل، نسخة لمعالي وزير المياه والكهرباء، نسخة لمعالي وزير الصحة.

نظرا لما واكب الأمطار والسيول في محافظة جدة وما جاورها، من أضرار جسيمة، أدت لكثير من الأضرار الخطيرة على الإنسان والمنشآت، وأن محافظة جدة تواجه خطر الغرق في كثير من المناطق، فيعتمد حالا ودون أي تأخير البدء بشكل عاجل بتوفير كل التعزيزات للحد من تلك الأضرار، خاصة وأن الأمطار مترقب استمرارها في الأيام القادمة وقد زودنا سمو أمير منطقة مكة المكرمة بنسخة من ذلك للرفع حالا عن الجهات المقصرة وتقرير شامل حول ذلك، ومن تأخر في تنفيذ الأوامر السابقة، كما زودنا وزير المالية بنسخة من أمرنا هذا لاعتماد المبالغ اللازمة لتوفير كل الإمكانات والتعزيزات بشكل فوري. وعلى جميع الجهات المختصة العمل ليلا ونهارا لإنهاء هذا الأمر، ومن يتهاون في هذا الأمر الخطير فيحاسب بشدة، ويرفع لنا أولا بأول، فاعتمدوا ما يلزم».

وفي التاسع والعشرين من يناير 2011 انفطر قلب الملك العربي وهو يرى الحرائق تشتعل والنهب والسلب في مصر العروبة فيجري اتصالا هاتفيا بالرئيس السابق، حسني مبارك، الذي طمأنه بدوره على أوضاع بلاده، بينما قال خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز: «إن مصر العروبة والإسلام لا يتحمل الإنسان العربي والمسلم أن يعبث بأمنها واستقرارها بعض المندسين باسم حرية التعبير بين جماهير مصر الشقيقة واستغلالهم لنفث أحقادهم تخريبا وترويعا وحرقا ونهبا ومحاولة إشعال الفتنة الخبيثة»، مشددا على أن «المملكة العربية السعودية، شعبا وحكومة، تشجب ذلك وتدينه بقوة».

وفي الثلاثين من يناير 2011 جدد خادم الحرمين الشريفين، التأكيد على أن استقرار مصر وسلامة وأمن شعبها «أمر لا يمكن المساومة عليه أو تبرير المساس به تحت أي غطاء، فمكتسبات ومقدرات مصر الشقيقة جزء لا يتجزأ من مكتسبات ومقدرات الأمتين العربية والإسلامية»، وذلك خلال اتصال هاتفي تلقاه من الرئيس الأميركي، باراك أوباما، حيث تناول الزعيمان العلاقات بين البلدين وتطورات الأوضاع في المنطقة، «وما تشهده حاليا جمهورية مصر العربية من أحداث مؤسفة، واكبتها أعمال فوضى وسلب ونهب وترويع للآمنين مستغلين مساحات الحرية والتعبير، محاولين إشعال نار الفوضى لتحقيق مآربهم المشبوهة، وهو ما لا يقره الطرفان السعودي والأميركي»، وقالت وكالة الأنباء السعودية إن الرئيس الأميركي «تفهم وجهة نظر خادم الحرمين الشريفين بما يتفق مع استقرار المنطقة وأمنها». وفي اليوم ذاته أعلن عن تكفله قيمة جوائز «مسابقة الحرس الوطني لحفظ القرآن الكريم» في دورتها الثامنة، والبالغة أكثر من 650 ألف ريال من ماله الخاص تشجيعا منه لحفظة كتاب الله.

وفي الأول من فبراير (شباط) 2011 تلقى خادم الحرمين الشريفين اتصالا هاتفيا من رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، استعرضا فيه العلاقات الثنائية بين البلدين وبحث مجمل الأوضاع في المنطقة، وبخاصة الأحداث في جمهورية مصر العربية.

وفي الخامس من فبراير 2011 أصدر أوامر ملكية بتمديد خدمة مديري جامعات: الإمام والإسلامية والملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد، وكذلك مدير الجمارك. وفي الثامن من فبراير 2011 أعلن في الرياض عن رعايته المؤتمر الدولي الثالث لإدارة المشاريع، الذي تنظمه الهيئة السعودية للمهندسين خلال الفترة من 16 إلى 20 أبريل المقبل، ليصدر في التاسع من فبراير أوامر ملكية تقضي بتمديد خدمة رئيسي ديوان المراقبة العامة و«الرقابة والتحقيق» ومدير جامعة الملك عبد العزيز، وأمين العاصمة المقدسة، وثلاثة من مستشاري خادم الحرمين الشريفين والديوان الملكي.

وفي التاسع من فبراير 2011 تلقى خادم الحرمين الشريفين اتصالا هاتفيا من الرئيس الأميركي، باراك أوباما، اطمأن فيه على صحته، واستعرضا العلاقات الثنائية بين البلدين «الصديقين»، وتطورات الأوضاع الإقليمية والدولية، خصوصا ما تشهده جمهورية مصر العربية من أحداث.

وفي السادس عشر من فبراير 2011 أكد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وقوف بلاده مع المملكة الأردنية الهاشمية «الشقيقة»، ملكا وحكومة وشعبا، في كل ما فيه صالحها وأمنها وأمانها وازدهارها، وذلك خلال اتصال هاتفي أجراه مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين، تناولا خلاله الأوضاع على الساحتين العربية والدولية. وفي العشرين من فبراير أصدر أمرا ملكيا بتمديد خدمة الأمير مشعل بن عبد الله بن عبد العزيز بن مساعد، المستشار بديوان ولي العهد لمدة أربع سنوات.

وفي الثاني والعشرين من فبراير 2011 أعلن الديوان الملكي السعودي عن عودة خادم الحرمين الشريفين إلى بلاده ظهر يوم الأربعاء 20 ربيع الأول 1432هـ، الموافق 22 فبراير 2011م، بعد رحلة علاجية تكللت بالنجاح، وفيما يلي نص البيان: «سيصل بمشيئة الله تعالى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - إلى مدينة الرياض ظهر يوم غد الأربعاء 20/3/1432هـ قادما من الخارج، بعد رحلة علاجية تكللت - ولله الحمد والمنة - بالنجاح، حفظ الله خادم الحرمين الشريفين ومتعه بالصحة والعافية».