العاهل السعودي.. شخصية تستقبلها الشعوب قبل الملوك

تزحف الجماهير للقائه فور إعلان الديوان الملكي قدومه

تهب الجماهير الغفيرة لاستقبال ملك الإنسانية بالورود والياسمين
TT

ما إن يعلن الديوان الملكي في السعودية نية العاهل السعودي زيارة بلد عربي أو غربي، حتى تهب الجماهير متراصة لملاقاته في شوارعها وطرقها وأرصفتها، تتوق نحو ملامسة المشهد واستقبال الملك بالورود والياسمين، باعتباره الشخصية العربية القيادية الوحيدة التي تثق بها الشعوب العربية قاطبة وبلا استثناء.

وتتسع شعبية العاهل السعودي، شرقا وغربا، نظير سجله الإنساني الذي سجل وقفاته الإنسانية ومساعداته للشعوب المنكوبة والمتضررة في كل أصقاع البسيطة، حيث لم يسجل غياب سعودي البتة عن مساعدة تلك الشعوب على تنوع أعراقها وثقافاتها، وامتد جسر تعاون السعودية شعبا وحكومة مع كل المتضررين، حتى باتت سمعة السعودية وملكها ناصعة، ومسكها فاح عبقه على كل الأصعدة.

وقال فهد الثقفي، مدير إحدى المدارس بالطائف، إنه منظر جميل ومهيب حين ترى العامة من الشعوب العربية تقوم بالخروج للشوارع العامة والجادات، والانتظار بالساعات، لحين مرور الملك عبد الله أمام عينيها، متسائلا: ما الذي دفعهم نحو هذا العمل الشاق والمتعب لكي يقوموا به؟ ما الذي حدا بهم أن ينتظروا بالساعات تلو الساعات من أجل ثوان قليلة سيكونون فيها على تماس لرؤيته؟ إنها فقط مصداقية هذا الملك. لا يمكن أن تعطى تلك الامتيازات الربانية لأي شخص كائن من كان، دون أن يكون محبوبا من خالقه، لا يستطيع أمر أن يجمع تلك الصفوف إلا المحبة وحدها دون غيرها.

ووصف أن المحبة هي منة الله وحده، والألفة التي اعتنقتها تلك الشعوب نحو مليكها وحبيبها، وهي بالمقام الأول نظير ما قام به هذا الإنسان الهمام، في مساعدتها، واعتبر العرب والمسلمين أهله وخاصته، وجعهم هو وجعه، وألمهم هو ألمه، لم يصم آذانه عنهم، بل تحرك في كل مكان لنصرتهم ومساعدتهم، فهو أولا إنسان صادق مع الله - إن شاء الله - ويضع مخافة الله أمامه في الأمور كلها، وثانيا هو صادق مع نفسه التي يحملها دائما على التوكل على الله، وعلى النزاهة والعدل، وعلى حب الخير، والإخلاص في العمل، والإحساس بالمسؤولية لما يخدم دينه ووطنه وأمته.

وأضافت الدكتورة حصة السفياني: «تمتع الملك عبد الله بسمة الوفاء لشعبه أولا، وللعاملين معه ثانيا، حيث دائما ما يسأل عمن يعمل معه، ويسعى إلى تلمس مشكلاتهم ويحلها، حتى في سفرياته الخارجية، دائما ما يحرص على الشعوب والبلدان، ويسأل عن احتياجاتهم، ويسعى إلى راحتهم، ولو عرف أن أحدا ما مرض يسأل عنه في الحال، ويهاتفه للاطمئنان عليه، كما أنه يتذكر كثيرا من عمل معه، ويدعو للأموات منهم بالمغفرة والرحمة».

وقالت: «إن الحديث عن صفات هذا القائد العظيم يجبر الجميع على احترامه والاتفاق على حبه، وهذا ما لمسناه.. ليس على المستوى الداخلي في المملكة، بل حتى عندما يتباحث مع زعماء الدول ووفودها الرسمية دائما ما يعجبون بصراحته وصدقه ووضوحه، حتى إنهم يخرجون من مقابلته وهم يحملون في نفوسهم حبا وإعجابا به».

وقد أظهرت استطلاعات دولية، أن الغالبية العظمى في 25 دولة، منها 8 دول عربية اختارت الملك عبد الله بن عبد العزيز، أكثر قائد إسلامي يحظى بثقة، وبأنه يفعل الشيء الصحيح في ما يتعلق بالسياسة الخارجية. وذكرت مؤسسة «بيو» البحثية أن الملك عبد الله كان الأكثر شعبية في بلدين عربيين، هما الأردن ومصر، حيث حقق نسبة شعبية بلغت 92 في المائة في الأردن، مما يعني أن أكثر من تسعة من بين كل عشرة أردنيين قالوا إن لديهم ثقة كبيرة في الملك عبد الله، في حين جاءت مصر التي يبلغ عدد سكانها الآن 82 مليون نسمة في المرتبة الثانية، حيث قال 83 في المائة ممن شملهم الاستطلاع من المصريين إن لديهم ثقة في الملك عبد الله، بمعدل أكثر من ثمانية أشخاص من بين كل عشرة مصريين.

وقالت مؤسسة «بيو» في تقريرها الصادر في حينه: إن «الملك عبد الله بن عبد العزيز يتلقى مستويات إيجابية خارج الشرق الأوسط كذلك، خصوصا في الأمم ذات الأغلبية الإسلامية، حيث كشفت النتائج أن 64 في المائة من الباكستانيين و61 في المائة من الإندونيسيين يثقون في قدرة الملك عبد الله على التعامل مع الشؤون الخارجية وإدارتها».

وأضافت النتائج أن «نسبة الرضا عن قدرة العاهل السعودي على التعامل مع الملفات الخارجية بلغت في نيجيريا 55 في المائة، في حين زادت هذه النسبة إلى 78 في المائة عند قياس رأي مسلمي نيجيريا وحذف آراء المسيحيين النيجيريين».

وحسب ما أشارت إليه المؤسسة في تقريرها، فإن استطلاع الرأي شمل من الدول الإسلامية كلا من مصر والأردن والأراضي الفلسطينية ولبنان ونيجيريا وباكستان وإندونيسيا وتركيا. وأجري الاستطلاع في شهري مايو (أيار) ويونيو (حزيران) من عام 2009 وشمل 25 دولة.

وجاءت صدارة الملك عبد الله بن عبد العزيز لقائمة القادة الأكثر حصولا على ثقة شعوب العالم بعد نحو ثلاثة أعوام من آخر استطلاع للرأي كان قد أجري في هذا الإطار، حيث جاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في المرتبة الأولى أيضا في الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة «بيو» في عام 2007.