«إنقاذ حياة» برنامج صحي للحجاج يحكي قصة النجاح للمرة الثانية على التوالي

يستدعي التصاق أخصائيين بالمرضى في المشاعر

موكب خادم الحرمين الشريفين محاطا بجموع المواطنين الذين قدموا لتحيته بمناسبة عودته سالما معافا من رحلته العلاجية (أ. ب)
TT

شهد موسم حج العام الماضي إدراج وتفعيل برامج صحية للمرة الثانية، وأثبتت نجاحها بشكل واضح، ليتجلى ما تقدمه المملكة لحجاج بيت الله الحرام من رعاية صحية خلال موسم الحج في كل عام.

فأثبت برنامج «إنقاذ حياة» الذي يستهدف كبار السن من حجاج بيت الله الحرام ومن يعانون أزمات قلبية، تستدعي مراقبة دقيقة، حيث كرست وزارة الصحة السعودية عددا من عامليها من الأطباء والأخصائيين لتصعيد حجاج بيت الله الحرام، لحالات ربما تستدعي أي تدخل إكلينيكي أو جراحي، ضمن برنامج عمل، طبقته على مدى عامين متتاليين، وتنوي تفعيله وزيادة الخدمات المقدمة عبره في السنوات المقبلة.

هذا البرنامج أطلقته الرياض خلال موسم حج العام ما قبل الماضي، ليعم بفائدته ويبلغ من يعاني إشكالات قلبية أيا كان حجمها، وأيا كان مقدار تكاليفها المالية.

وانحصر المستفيدون من البرنامج السعودي هذا العام في عدد من مرضى القلب من حجاج بيت الله الحرام المقبلين من الخارج، حيث أجرت الجهات الصحية في المشاعر المقدسة أكثر من 222 عملية جراحية لقسطرة القلب ووضع دعامات لمن يعانون هبوطا في دقات القلب.

وأخذت السلطات الصحية السعودية على عاتقها إجراء عمليات وتدخلات جراحية لبعض الحجاج، استدعت حالة البعض منهم زرع دعامات قلبية لعدد من كبار السن من حجاج بيت الله الحرام، الذين دعت حالتهم الصحية لأن يرقدوا في مدينة الملك عبد الله بن عبد العزيز الطبية في مكة المكرمة، التي أهداها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لحجاج بيت الله الحرام العام الماضي.

ولا تنظر الرياض لما يدفع من أموال في سبيل توفير خدمات صحية من شأنها إضفاء راحة لحجاج بيت الله الحرام خلال تأديتهم النسك، بقدر ما تسعى لتقديم خدمات لضيوف الرحمن دون انتظار أي عوائد سوى إتمام الحجاج نسكهم بكل هدوء وراحة.

وفاقت تكاليف العمليات الجراحية القلبية التي أجرتها وزارة الصحة السعودية، لحجاج بيت الله الحرام أكثر من 22 مليون ريال، فضلا عن تكاليف النقل في الإسعاف الطائر، أو إسعاف أرضي عبر مركبات مجهزة بأعلى التجهيزات الطبية العالمية.

وفاق من قامت وزارة الصحة بتصعيدهم لمشعر عرفات الطاهر 360 شخصا، ممن يعانون أعراضا صحية، تفاوتت بين أزمات قلبية، وحالة أخرى استدعت زراعة دعامات للقلب، وعدد آخر من الحالات كان يستدعي إجراء عملية قلب مفتوح، وخصصت في ذات الحين طبيبا متخصصا يرافق المريض حال وقوفه على الصعيد الطاهر لعدة ساعات، يعاونه ممرض يسانده في ذات الموقع، حتى يتم إعادة المريض للمستشفى الذي يرقد فيه.

وبالتأكيد أضفى هذا الأمر في نفوس حجاج بيت الله الحرام حبا لهذه البلاد، نظير ما تقدمة من رعاية صحية تفوق الوصف، بل أخذ البعض من العرب ممن قاموا بأداء نسك الحج العام الماضي، مهمة إيصال ما تقدمة المملكة بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين، الذي يحرص على راحة حجاج بيت الله الحرام من الوهلة الأولى التي تطأ أقدامهم فيها الأراضي السعودية لبلادهم من الأهل والأقارب والأصحاب، بما يجسد ويؤكد اهتمام الحكومة السعودية على راحة وطمأنينة وسلامة حجاج بيت الله الحرام.

وبلغ الأمر بحاج تونسي قدم لأداء النسك العام الماضي أن يستوقف وزير الصحة السعودي، لإبلاغه بأن ما حصل عليه من رعاية صحية في مكة المكرمة، لم يحصل عليه في بلاده، وتجسد الأمر هنا بإجراء زراعة دعامات قلبية له، وهو الأمر الذي، قال عنه الرجل، لو بقيت في هذه الحياة ما تبقى لي من عمر، لن أنسى ما وجدته من رعاية صحية في هذه الأرض الطيبة، وابتهل بدعوات أن يلبس العزيز القدير خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لباس العافية والصحة والعمر المديد.