أوباما ينسق مع الأوروبيين والأمم المتحدة بشأن الوضع في ليبيا

قال إن شعوب المنطقة تقود التغيير الذي هو ليس عملا أميركيا أو خارجيا

TT

بحث الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس الخيارات المتاحة للرد على العنف المتصاعد الذي يستخدمه النظام الليبي ضد شعبه. فإضافة إلى التشاور الداخلي والحصول على مقترحات من وزارة الخارجية الأميركية وغيرها من الدوائر، تشاور أوباما مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي حول العمل المشترك. ومن المرتقب اتخاذ واشنطن سلسلة من الخطوات الأحادية والجماعية للضغط على الحكومة الليبية والعمل على وقف العنف ضد المدنيين فيها. وهناك إجراءات يمكن أن تتخذها واشنطن بشكل أحادي وسريع مثل فرض عقوبات محددة على ليبيا، خاصة على أعضاء في القيادة الليبية، بينما تنتظر التنسيق مع الاتحاد الأوروبي لفرض مثل هذه الخطوات كي لا تظهر الإدارة الأميركية بمفردها تتحرك ضد ليبيا. وأوضح الناطق باسم البيت الأبيض، جي كارني أمس، أن أعضاء الإدارة الأميركية «يعملون على مدار الساعة» للتعامل مع الأزمة الليبية. وتابع أن هناك «خيارات عدة مطروحة ولا نستثني إجراء أو آخر. والرئيس يدرس هذه الخيارات». وقال مسؤول في الإدارة الأميركية لـ«الشرق الأوسط» إن «الرئيس يستمع إلى مجموعة واسعة، وليس فقط إلى مجلس الأمن القومي، إلا أن المجلس له مسؤولية تنسيق سياسات ومقترحات الدوائر المختلفة». ويقوم أوباما بالتشاور مع وزرائه وغيرهم من مسؤولين رفيعي المستوى لبحث إجراءات أحادية ومشتركة، حيث أكد المسؤول الأميركي «إننا نعلم أن جهد دول واسعا أكثر فعالية» في الرد على ليبيا. وبينما يتوقع أن تزور وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون جنيف يوم الاثنين المقبل للمشاركة في اجتماع مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة حول ليبيا، بدأ وكيل وزير الخارجية ويليام بيرنز مشاورات مع قادة عرب في دول عدة حول الأوضاع في ليبيا. ومن المرتقب أن يستبق بيرنز زيارة كلينتون إلى أوروبا بالقيام بزيارة عواصم أوروبية لتنسيق العمل المشترك حول ليبيا. ومن المرتقب أن تلقي كلينتون خطابا في جنيف بالإضافة إلى لقاء عدد من نظرائها الأوروبيين وغيرهم من وزراء الخارجية للتوصل إلى عمل مشترك حول ليبيا. وبعد أيام من الحذر في التصريحات الأميركية حول ليبيا، حرصا على حماية المدنيين الأميركيين في البلاد، أدلى الرئيس الأميركي بتصريحات خاصة بالأوضاع في طرابلس مساء أول من أمس. وبينما أدان أوباما العنف ضد المدنيين، امتنع عن ذكر اسم القذافي أو الإشارة إلى مستقبل حكمه. وبدأ أوباما خطابه بالقول: «أولا نحن نقوم بكل ما يمكننا القيام به لحماية المواطنين الأميركيين، هذه أولويتي». وأضاف: «خلال هذه الفترة من زعزعة الاستقرار في المنطقة، التزمت الولايات المتحدة بعدد من المبادئ الأساسية التي تقود تعاملنا (مع التطورات)، وتنطبق نفس المبادئ في ليبيا». وهذه المبادئ تشمل حماية حقوق الشعب الليبي الأساسية ومنها حرية التعبير والتجمع.

وشدد أوباما على «أهمية أن تتحدث دول وشعوب العالم بصوت واحد في وضع متقلب مثل هذا، وهذا ما نركز عليه». واعتبر أوباما أن بيان مجلس الأمن حول ليبيا «أرسل رسالة واضحة بإدانة العنف في ليبيا ويدعم محاسبة مرتبكي الجرائم ويقف مع الشعب الليبي». ونبه أوباما إلى أن هذه «نفس الرسالة التي أرسلها الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي ومنظمة المؤتمر الإسلامي والكثير من الدول الأخرى». ولفت أوباما إلى أن التطورات في ليبيا «لا تثير فقط قلق الولايات المتحدة، بل العالم كله، وسننسق مساعداتنا وإجراءات المحاسبة مع المجتمع الدولي». وهناك حرص أميركي على التأكيد على أن التغييرات في المنطقة والمظاهرات في دول عربية هي حركات داخلية لا تحركها واشنطن. وقال أوباما في خطابه مساء أول من أمس: «الشعوب تدفع التغيير حول المنطقة، هذا التغيير لا يمثل عمل الولايات المتحدة أو أية قوة خارجية أخرى، إنها تمثل طموحات الناس الباحثين عن حياة أفضل». ولفت أوباما إلى أن أحد الليبيين كان قد قال «نريد فقط أن نعيش مثل البشر»، ليضيف: «هذه أبسط الطموحات التي تقود هذا التغيير». وختم أوباما خطابه بالقول: «خلال هذه مرحلة الانتقالية، ستواصل الولايات المتحدة الدفاع عن الحرية والعدالة وكرامة كل الناس». ومن جهة أخرى، هناك قلق أميركي على الصحافيين الذين دخلوا ليبيا من دون التصاريح الضرورية، خاصة بعد أن أبلغت السلطات الليبية واشنطن بأن هؤلاء سيعتبرون «متعاونين مع تنظيم القاعدة». ويذكر أن صحافيين من وسائل إعلام أميركية عدة وصلوا إلى ليبيا خاصة عبر الحدود المصرية وبدأوا العمل فيها خلال اليومين الماضيين.