وافقت إسرائيل على السماح لثلاثمائة فلسطيني فقط من أصل عشرات آلاف مقيمين في ليبيا بدخول الضفة الغربية، بعد أن تقدمت السلطة بطلب رسمي لها للسماح لمن لا يحمل الهويات الفلسطينية بالعودة.
واشترطت إسرائيل أن تحصل على أسماء الفلسطينيين الـ300 أولا لإخضاعهم للتدقيق الأمني. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه قرر الاستجابة لطلب الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، بالسماح لهؤلاء الفلسطينيين بالدخول بعد أن اقتنع بأن حياتهم معرضة للخطر في ليبيا. وأضاف أنه اتخذ هذه الخطوة لأسباب إنسانية ومن منطلق حسن الجوار وتعبيرا عن رغبة صادقة في تحقيق السلام.
ورحبت الرئاسة الفلسطينية بقرار الحكومة الإسرائيلية، وأكدت الرئاسة، أن أبو مازن يقدر هذه الخطوة معتبرا أنها خطوة بالاتجاه الصحيح.
غير أن سفير فلسطين لدى ليبيا قال إن هذا العدد غير كاف أبدا. وأكد السفير عاطف عودة أن قرار إسرائيل السماح بدخول 300 فلسطيني من ليبيا إلى مناطق السلطة لا يكفي. وبحسب عودة فإن عدد الفلسطينيين المقيمين في ليبيا يزيد على 72 ألفا.
وكانت الخارجية الفلسطينية قد تحدثت عن 30 ألفا، بينما قدر الإسرائيليون عددهم بـ20 ألفا، وقال عودة إنه يتوجب السماح لكل من يرغب بالعودة إلى مناطق السلطة، أن يعود. وأضاف السفير للإذاعة الإسرائيلية: «هذا الأمر ليس مسألة سياسية ولا علاقة له بأمن إسرائيل بل إنها مسالة إنسانية بالدرجة الأولى».
وتريد السلطة تأمين عودة كل من يرغب من الجالية الفلسطينية في ليبيا للضفة. لكنها تخشى من استهداف الفلسطينيين بعدما حملت عائلة العقيد معمر القذافي، الجاليات العربية المسؤولية عن المشاركة في مظاهرات ضد النظام وتأجيجيها. وتخشى أيضا من رد فعل القذافي بعد تأييد فصائل فلسطينية للثورة. وبحسب السلطة فإن معظم أبناء الجالية الفلسطينية في ليبيا هم من غزة. وكانت السلطة قد دعت الفلسطينيين إلى عدم التدخل بأي شكل في التطورات الحاصلة في ليبيا ومعروف عن القذافي أنه صاحب ردود فعل سريعة وغريبة، وعادة ما خرج باقتراحات مثيرة ضد الفلسطينيين في ليبيا، إذ حاول طرد كل الفلسطينيين بعد توقيع السلطة اتفاق أوسلو، وطرد فعلا ما يقرب من 5000 فلسطيني قائلا إنه أصبح لهم وطن الآن في أريحا وغزة. وينتاب العائلات الفلسطينية قلق كبير على مصير أبنائها هناك في ظل انقطاع الاتصالات مع ليبيا وصعوبتها.
وفي ظل رفض إسرائيل عودة أكثر من 300 فلسطيني فقط، تحاول السلطة على الأقل تامين إخراج الفلسطينيين من ليبيا إلى كل من مصر وتونس. وقال رئيس الهيئة العامة للشؤون المدنية حسين الشيخ إن السلطة تجري الآن اتصالات مع مصر وتونس لتأمين دخول فلسطينيي ليبيا إلى أراضيهما.