القذافي لأهالي المتظاهرين: عالجوا أبنائكم من حبوب الهلوسة

بدا من نبرته وطريقة حديثه مجهدا كما لو كان لم يعرف النوم منذ أيام

متظاهرون في بنغازي يرفعون أمس يافطات كتبت عليها شعارات مناوئة للعقيد القذافي (إ.ب.أ)
TT

عبر المكالمة الهاتفية التي أجراها أمس مع القناة الليبية والتلفزيون الرسمي، بدا أن الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي في طريقه إلى الانضمام إلى نادي مستخدمي الهاتف، عوضا عن الظهور المباشر صوتا وصورة، كما فعل الرئيس العراقي السابق صدام حسين في أيامه الأخيرة في الحكم.

وبدلا من الظهور المعتاد اختار القذافي مضطرا على ما يبدو اللجوء إلى مخاطبة مواطنيه عبر الصوت فقط، فيما اكتفى التلفزيون الرسمي ببث مشاهد تظهر المذيع الجالس في الاستوديو والمفترض أن يتحدث إلى القذافي، صامتا طيلة مدة المكالمة الهاتفية.

وقال القذافي في كلمته الى اهالي الزاوية (60 كلم غرب طرابلس) «هؤلاء لا مطالب عندهم ! مطلبهم ليس عندهم بل عند بن لادن» مضيفا «من يعطي الحبوب لاولادكم هو المجرم والمسؤول عن القتل او حرب اهلية او مصيبة».

واضاف ان سلطته في ليبيا «مجرد سلطة ادبية ومرجعية».

واتهم الزعيم الليبي القاعدة وبن لادن «بالتغرير بابناء الزاوية الذين يقل عمرهم عن 20 سنة لاعاثة الفوضى والدمار» في المدينة وقال لليبيين «اقبضوا على اتباع بن لادن وقدموهم للمحكمة لانهم مسؤولون عن الجرائم».

وطالب الاباء والامهات بان «ينزلوا الى الشوارع ويمسكوا اولادهم الصغار الذين غرر بهم من عناصر من القاعدة الهاربين من غوانتانامو» معتبرا ان «بن لادن سعيد جدا بالذي وصلتم اليه».

وتوجه القذافي الى اهالي المتظاهرين قائلا «عالجوا ابناءكم من حبوب الهلوسة الموضوعة في القهوة والحليب كي يسيطروا بها عليهم».

ووصف الزعيم الليبي ما يحصل في الزاوية بانه «مهزلة» مضيفا «اذا اردتم العيش مع هذه الفوضى فانتم احرار». كما دعا اهالي الزاوية الى الخروج الى الشوارع رجالا ونساء لمواجهة المحتجين.

وعدد القذافي إنجازاته طوال فترة حكمه في ليبيا منها انه أعطى السلطة للشعب الليبي منذ عام 1977 ، مقارنا وضعه الحالي بملكة بريطانيا الملكة إليزابيث الثانية ،وقال إنها «حكمت 57 عاما « ، مؤكدا أن أمر البلاد في يد الشعب ولجانه.

واعتبر ما يحدث في مدينة الزاوية «مهزلة» ، متهما سكان المدينة بتنفيذ عمليات سطو مسلح ، وطالب أهالي الزاوية بالخروج للشوارع رجالا ونساء لمواجهة المحتجين .

ودعا القذافي في حديثه إلى عودة الهدوء في ليبيا، محذرا من تدخل أميركي في البلاد لمواجهة تنظيم القاعدة.

واضاف القذافي أن هناك عين حاسدة أصابت ليبيا، ،مؤكدا انه لايملك سوى سلطة أدبية.

وقدم الزعيم الليبي ، الذي فقد السيطرة على أجزاء كبيرة من البلاد بعد اشتباكات عنيفة ، التعازي في القتلى ووصفهم بأنهم أبناء ليبيا.

وبدا أن ثمة اختلافا في الطريقة التي يتحدث بها القذافي من نبرة صوته وطريقته في الكلام، مما دفع البعض إلى التشكيك في أن يكون شخصا آخر بخلاف القذافي هو من يتحدث، وليس القذافي نفسه.

لكن المفردات التي وردت في المكالمة تؤكد أن القذافي هو من كان يتحدث فعلا، بيد أنه لم يتسن على الفور التحقق مما إذا كان قد تم تسجيل المكالمة الهاتفية قبل بثها بساعات أم أنها كانت مباشرة، علما بأن التلفزيون الرسمي استبق كلمة القذافي بتنويه عن اعتزامه مخاطبة الليبيين بعد قليل.

بدا القذافي من نبرته وطريقة حديثه مجهدا كما لو كان لم يعرف النوم طريقا إليه منذ أيام، ربما بفعل الاضطرابات الحادة والدموية التي تجتاح مختلف مدن ليبيا، رافعة شعار: «الشعب يريد إسقاط العقيد». وفوجئ الليبيون والعالم أمس بمخالفة القذافي لكل التوقعات في ظهوره على الشاشة مجددا، مكتفيا هذه المرة بصوته فقط في سابقة هي الأولى من نوعها التي يقدم عليها منذ توليه السلطة قبل نحو 42 عاما.