علماء مجمع البحوث الإسلامية: نرفض تصريحات لاريجاني

ردا على انتقادات وجهها رئيس مجلس الشورى الإيراني للأزهر حول «عدم لعب دور جاد» في الثورة

TT

انتقد علماء مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف بالقاهرة تصريحات علي لاريجاني، رئيس مجلس الشورى الإيراني، التي قال فيها إن «علماء الأزهر لم يستطيعوا أداء دور جاد في ثورة الشعب المصري بسبب عدم استقلاليتهم». وكان لاريجاني قد وجه انتقادات إلى الأزهر، إحدى أكبر المؤسسات الدينية للسنة، خلال احتفال تدشين مركز ديني في مدينة قم الإيرانية عبر وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية، وقال إن «حركة علماء الدين في تلك المؤسسة تخلفت عن حركة الشعب، ولم تتمكن من أداء دور إيجابي في انتفاضة 25 يناير (كانون الثاني)».

وأعرب لاريجاني عن أسفه «لوجود تخلف عند علماء الدين في بعض البلدان التي شهدت انتفاضات شعبية»، وأضاف «رغم وقوف الشباب وشرائح كثيرة من الشعب في طليعة الثورات، فإن علماء الدين في هذه البلدان تأخروا في حركتهم».

ورد الدكتور عبد المعطي بيومي، عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، على لاريجاني، وقال إن كلامه «أبعد ما يكون عن الحق والواقع». وأضاف «بصفتي عضوا في مجمع البحوث الإسلامية، أكبر هيئة علمية إسلامية للعالم السني، هيئة كبار علماء الأزهر، أفتيت أنا والدكتور محمد رأفت عثمان عضو مجمع البحوث الإسلامية قبل قيام ثورة 25 يناير بـ6 أيام بأنه إذا استشرى الفساد في دولة وأصبح ظاهرا وكان مخالفا للشريعة الإسلامية وجب خلع الحاكم».

وأضاف في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «كيف يكون كلام رئيس مجلس الشورى الإيراني صادقا في أننا بعيدون عن حركة المجتمع المصري إذا كنا سبقنا غيرنا من فئات المجتمع في الدعوة للتغيير؟». ورأى أن «كلام لاريجاني كلام غير مطلع على ما يقوم به علماء الأزهر، ويدل على أنه غير متابع للحركة العلمية في مصر، فجاء حديثه بلا مرجعية. وأرى أنه من العيب أن يفعل الشيخ لاريجاني ذلك، إذا كان هذا القول صدر منه بالفعل».

ورفض الدكتور طه أبو كريشة، عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، التعليق على تصريحات لاريجاني قائلا «عدم الرد أفضل على مثل هذه التصريحات، لأن الأزهر الشريف أكبر من هذه الافتراءات والادعاءات».

وكانت أحداث الثورة المصرية قد شهدت تراشقا علنيا بين الأزهر ورموز النظام الإيراني، إلا أن المؤسسة الدينية المصرية حافظت على موقف وسطي حيال المذاهب غير السنية. وقام مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي بإلقاء خطبة جمعة باللغة العربية لأول مرة، في جمعة الرحيل بمصر، قال فيها إن «الانتفاضة التي تشهدها مصر توجه ضربة للسياسات الأميركية في المنطقة، وإن انتفاضة مصر وفي حال نجاحها ستكون هزيمة نكراء للولايات المتحدة في المنطقة».

وقد أدان شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب خطبة خامنئي بقوله إنها «تستخدم مرجعيتها الدينية العليا وتسخرها لتصدير النداءات التي تتناقض مع مبادئ الإسلام، وتخرج خروجا سافرا عن صريح القرآن والسنة وإجماع الأمة».