ضابط شرطة يطلق النار على سائق حافلة والمواطنون يوسعونه ضربا

في أول تصادم عنيف بين الأمن والمواطنين بعد ثورة 25 يناير

TT

في أول واقعة تصادم بين المواطنين وجهاز الشرطة بعد أحداث ثورة 25 يناير، قام ضابط شرطة بمنطقة البساتين (جنوب القاهرة) بإطلاق النار على سائق سيارة ميكروباص إثر مشادة كلامية دارت بين الاثنين عن أولوية المرور. وبحسب رواية شاهد عيان لـ«الشرق الأوسط»، فإن الضابط قام بسب سائق الميكروباص عندما تخطاه في أولوية المرور، فما كان من السائق إلا أن رد «وانتو ليكوا عين تتكلموا»، فسحب الضابط سلاحه وأطلق عليه ثلاث رصاصات نقل على إثرها إلى المستشفى. وعلى الفور تجمع الأهالي الغاضبون حول ضابط الشرطة وأوسعوه ضربا وقاموا بإحراق سيارته.. حتى تدخل رجال الجيش. ثم توجهت جموع الأهالي الغاضبة نحو أحد كمائن الشرطة بضاحية المعادي القريبة، وحطموا سيارة للشرطة بعد هروب كل من فيها خوفا من هجوم الأهالي عليهم.

وسادت حالة من الفوضى والهرج بالمعادي، وخرجت مجموعة من الأهالي سيرا علي الأقدام متوجهة إلى نقطة شرطة صقر قريش للبحث عن الجاني والمطالبة بإقالة وزير الداخلية الحالي اللواء محمود وجدي.

فيما تعرض الموظفون بالمنطقة المحيطة بمكان الحادث إلى حالة من الفزع، حيث انتشر عدد كبير من الأهالي حاملين الأسلحة البيضاء.

وفي غضون ذلك، أصدرت وزارة الداخلية بيانا صادرا عن وزير الداخلية بإيقاف الملازم أول صلاح أشرف السجيني عن العمل وإخطار النيابة العامة للتحقيق معه في واقعة تعديه على أحد سائقي السيارات بمنطقة البساتين.. وأشار البيان إلى أن الضابط المذكور كان في إجازة مرضية. وعلى أثر تلك الحادثة انتشرت قوات الجيش بالمعادي، لمحاولة فض أي اعتداء على رجال الشرطة، وبدأ الأهالي مرة أخرى في تنظيم اللجان الشعبية لحماية منازلهم وممتلكاتهم خوفا من انسحاب الشرطة مرة أخرى. ويأتي هذا الحادث بعد فترة من الهدوء النسبي بين رجال الشرطة والشارع المصري، ووعود وزير الداخلية بحسن معاملة المواطنين.