السلطات الأميركية تتهم طالبا سعوديا بـ«محاولة استخدام سلاح دمار شامل»

لائحة الاتهام تشمل استهداف مواقع أميركية بينها منزل بوش.. والسفارة السعودية تؤكد أنه ليس من المبتعثين

TT

وجهت السلطات الأميركية تهمة «محاولة استخدام سلاح دمار شامل» لطالب سعودي يدعى خالد علي الدوسري، يدرس في ولاية تكساس. وأعلنت وزارة العدل الأميركية، أمس، أن السلطات الأميركية اعتقلت الدوسري، وعمره 20 عاما، بتهمة محاولة استخدام سلاح دمار شامل وإمكانية استهداف الرئيس الأميركي السابق، جورج بوش الابن.

وأكدت السفارة السعودية في واشنطن لـ«الشرق الأوسط» أن الدوسري ليس من المبتعثين السعوديين، بل جاء إلى الولايات المتحدة عام 2008 على حسابه الخاص. وألقى ضباط من «مكتب التحقيقات الاتحادي» (إف بي آي) القبض على الدوسري مساء الأربعاء، كما فتشوا مقر إقامته في مدينة لوبوك في ولاية تكساس، ليعثروا على أدلة إضافية ضده. وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد أبلغ بالتهم الموجهة إلى الدوسري قبل اعتقاله أمس.

وقال الناطق باسم البيت الأبيض، جي كارني، إن مستشار الرئيس لمكافحة الإرهاب جون برينان «أبلغ الرئيس بهذه العملية قبل اعتقاله». وأضاف كارني: «هذا الاعتقال يظهر مرة أخرى أهمية الحماية من الإرهاب هنا وفي الخارج».

ومن المتوقع أن يمثل الدوسري صباح اليوم في محكمة اتحادية في مدينة لوبوك، ومن غير المعروف بعد إذا كان الدوسري سيعترف بالذنب أم ينفيه. وفي حال ثبتت التهمة عليه، يواجه الدوسري السجن المؤبد، وغرامة تصل قيمتها إلى 250 ألف دولار.

وقالت الوزارة في بيان مفصل، أمس، إن الدوسري متهم بشراء كيماويات ومعدات لصنع شحنة ناسفة بدائية، بالإضافة إلى «البحث في أهداف محتملة في الولايات المتحدة» لمهاجمتها. وكان الدوسري قد بدأ دراسته في كلية «ساوث بلينس» في تكساس، وقد تعلم اللغة الإنجليزية.

وأوضح مدير المكتب الإعلامي في السفارة السعودية، نائل الجبير، لـ«الشرق الأوسط»، قائلا: «في مثل هذه الحالات، السلطات الأميركية تبلغنا عند اعتقال مواطن سعودي، وعادة نكلف محاميا له». وبينما امتنع الجبير عن تحديد ما إذا كان الدوسري يتلقى مساعدة من السلطات السعودية، أوضح أن «الدوسري ليس من المبتعثين السعوديين هنا». بينما قال ناطق باسم وزارة العدل الأميركية لـ«الشرق الأوسط»: «لا نستطع الخوض في تفاصيل حول التحقيق بينما القضية أمام القضاء الآن»، موضحا أنه «عادة لا نوضح مع من نتعاون من سلطات أجنبية في مثل هذه القضايا».

وبموجب بيان وزارة العدل، كان الدوسري يبحث عبر الإنترنت عن دراسات حول صناعة قنابل يدوية باستخدام مواد كيماوية، مما يجعل التهمة متعلقة بـ«سلاح دمار شامل». واستطاع الدوسري أن يحصل على نسبة كبيرة من المواد الخاصة بصناعة القنبلة، وكان يدرس أهدافا أميركية محتملة لمهاجمتها.

وبحسب نص نشرته وزارة العدل، وتقول إنه من مذكرات الدوسري، فقد قال: «بعد تعلمي اللغة الإنجليزية وتعلم تصنيع المتفجرات والتخطيط المتواصل لاستهداف الكفار الأميركيين، الوقت حان للجهاد». وقال مساعد المدعي العام في تكساس، جنرال كريس: «اشترى الدوسري مواد لصناعة جهاز متفجر، وكان يبحث فعليا عن أهداف محتملة في الولايات المتحدة»، وأضاف: «هذه القضية تذكرنا مرة أخرى بأهمية الاهتمام المتواصل في البلاد وخارجها» حول مخاطر الإرهاب. وتابع: «نحن واثقون بأننا تخلصنا من التهديد المحتمل من هذا المتهم».

وأفاد مساعد المدعي العام بأنه تم اعتقال الدوسري بناء على «تقارير من أعضاء من عامة الشعب»، حيث كان أحد أصحاب المتاجر التي تبيع مواد كيماوية اتصل بالشرطة بعد أن حاول الدوسري شراء مواد متفجرة. وتنص لائحة الاتهام الصادرة في الأول من فبراير (شباط) الحالي، أفاد بها ممول لمواد كيماوية في اتصال مع «إف بي آي»: «هناك محاولة تثير الشك لاستخدام مواد كيماوية من شخص يدعى خالد الدوسري».

وأفادت وزارة العدل الأميركية بأن الدوسري حاول شحن المواد الكيماوية إلى شركة شحن، إلا أن الشركة أعادت الشحنة واتصلت بالشرطة. وبعدها، قال الدوسري لصاحب المحل الذي يبيع المواد المتفجرة إنه يعمل على بحوث علمية ويريد المواد «لبحوث شخصية».

وبعد أن رفض صاحب المحل بيع المواد إلى حين يجيب الدوسري على أسئلة حول الطلبية، ألغى الدوسري الطلبية، مما أثار الشكوك. إلا أن في ديسمبر (كانون الأول) نجح الدوسري في شراء مواد أحماض النيتريك والكبريت. وخلال الشهر نفسه، وبداية العام الحالي، يدعى أن الدوسري اشترى مواد عدة، منها قناع مضاد لمواد غاز وأجهزة لتصنيع مواد كيماوية.

وأفادت وزارة العدل بأن التحقيق في تحركات الدوسري شمل «المئات من عناصر مكتب التحقيقات الاتحادي والمحللين والمحامين وغيرهم عملوا على مدار الساعة».

ومراقبة اتصالات الدوسري أظهرت بحث الدوسري وجمعه معلومات حول متفجرات «عسكرية». وقد بعث الدوسري رسائل إلى نفسه تشمل تعليمات حول صناعة مواد متفجرة، بالإضافة إلى جعل هاتف جوال جهاز تفجير عن بعد. وتقول وزارة العدل إن الدوسري بعث رسالة إلكترونية لنفسه بداية الشهر الحالي بعنوان «بيت الطاغية»، كتب فيه عنوان مقر إقامة الرئيس السابق بوش في مدينة دالاس بتكساس.