البحرين: التلفزيون السوري مصدر تقارير «عارية عن الصحة» لوصول فرق عسكرية سعودية إلى البلاد

رئيس هيئة الأركان الأميركية يؤكد التزام واشنطن كـ«حليف وصديق» للمنامة

متظاهرون يحملون أعلام البحرين ويرفعون شعارات تطالب بالاصلاح في دوار اللؤلؤة بينما تبدو صورة ملك البحرين على برج عال أمس (أ.ف.ب)
TT

نفت البحرين، أمس، أن تكون هناك دبابات وفرق عسكرية سعودية وصلت إلى البحرين خلال أحداث الأسبوع الماضي، معتبرة أن هذه التقارير «عارية عن الصحة تماما»، ومشيرة في نفس الوقت إلى أن مصدرها التلفزيون السوري.

ويأتي الرد البحريني الرسمي، في أعقاب تقارير أوردتها عدد من القنوات الفضائية الإيرانية، وتناقلتها المواقع القريبة من المعارضة البحرينية. وأشارت إلى دخول قوات سعودية للبحرين للمشاركة في ما سمته «قمع» المظاهرات التي جرت في البحرين الأسبوع الماضي.

ووصل رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الأميرال مايكل مولن، أمس، في إطار جولته الخليجية إلى البحرين، حيث يجري مولن منذ الأحد جولة في المنطقة، واستقبله الملك حمد بن عيسى آل خليفة، بحضور الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد، ونقلت وكالة أنباء البحرين أن العاهل البحريني أعرب عن حرص بلاده على تعزيز علاقات الصداقة القائمة مع الولايات المتحدة الأميركية وتنميتها وتطويرها في المجالات كافة، معربا عن شكره وتقديره لموقف واشنطن الصديقة الداعم لمبادرات الحوار الوطني في مملكة البحرين، موضحا أن اللجنة الخاصة التي أمر بها «لمعرفة الأسباب التي أدت إلى الأحداث المؤسفة التي جرت في البحرين مؤخرا مستمرة في عملها حرصا على سلامة المواطنين ولتوضيح الحقائق ليأخذ كل ذي حق حقه».

من جهته، أكد رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية التزام الولايات المتحدة الأميركية كحليف وصديق مع البحرين، مثمنا «الإدارة الحكيمة لولي العهد نائب القائد الأعلى للحوار الوطني مع مختلف الأطراف». ونقل عن مولن أن البحرين «قد خطت خطوات كبيرة وعظيمة من خلال المشروع الإصلاحي المستمر للملك حمد خلال عقد من الزمن»، مؤكدا دعم بلاده لعلاقات الصداقة والشراكة البحرينية - الأميركية والحرص على الاستمرار في تعزيزها وتطويرها.

وخلال مؤتمر صحافي عقد في العاصمة المنامة، تلت المتحدثة باسم هيئة (وزارة) شؤون الإعلام، ميسون سبكار، بيانا صادرا عن الديوان الملكي، أشارت فيه إلى اعتبار اليوم (الجمعة) يوم حداد، على ضحايا الأحداث التي شهدتها البحرين مؤخرا.

وحول المستجدات الأخيرة، قالت المتحدثة باسم الهيئة إنه بعد صدور المرسوم الملكي من الملك حمد بن عيسى آل خليفة قامت النيابة العامة ووزارة الداخلية يوم أول من أمس بالتنسيق لإطلاق سراح 308 أشخاص يواجهون محاكمات جنائية، حيث أكدت وزارة الداخلية أن أيا من المطلق سراحهم لن تتم محاكمتهم عن هذه الاتهامات التي كانت موجهة إليهم، مشيرة إلى أن بعض السجناء ادعوا بعد إطلاق سراحهم تعرضهم إلى سوء معاملة خلال فترة احتجازهم، وعلى ضوء ذلك تؤكد حكومة البحرين أنها تأخذ هذه الشكاوى بأقصى درجات الجدية، وتلتزم بإجراء تحقيق دقيق وفوري حول كافة هذه الشكاوى، في إطار من التنسيق والتعاون بين النيابة العامة ووزارة الداخلية للتحقيق، وقد تم إبلاغ أصحاب الشكاوى بحقوقهم وسيتم الاتصال بجميع أصحاب الشكاوى للنظر فيها.

وأضافت سبكار، ردا على ما قالت إنه «ادعاءات» بعض وسائل الإعلام يوم 17 فبراير (شباط) بوجود طائرات عمودية وقناصة على بعض البنايات المرتفعة أطلقوا النار باتجاه المتظاهرين، أن وزارة الداخلية أكدت أن ما ذكر عار تماما عن الصحة وأن استخدام الطائرات العمودية كان فقط لغرض المراقبة. كما تأكد عدم صحة التقارير التي أشارت إلى نقل 60 جثة بواسطة سيارات نقل الموتى فيما أكدت المعارضة أنه تم العثور والتعرف على جميع من كانوا في عداد المفقودين.

وحول التقارير التي أشارت إلى إصابة طفلة ذات ستة أعوام بطلق ناري في الحوض استندت إلى صور تم نشرها على المواقع الإلكترونية، كشفت المتحدثة باسم هيئة شؤون الإعلام عن أن هذه الحادثة هي لطفلة في الفلبين هاجمها نمر هناك.

وأكدت المتحدثة ميسون سبكار، أنه لم يتم إدخال أي أطفال إلى المستشفى، نتيجة لأحداث الأسبوع الماضي، ومع أن خمسة منهم عانوا من استنشاق الغاز المسيل للدموع، فإنه تمت معالجتهم بشكل فوري وغادروا المستشفى.

أما بالنسبة للجرحى في صفوف قوات الأمن خلال أحداث الأسبوع الماضي، أكدت ميسون إصابة 73 شرطيا، 7 منهم أصيبوا بإصابات خطيرة.

وحول التحقيق في الأحداث، أوضحت السيدة ميسون أن صلاحيات التحقيق التي أعلن عنها الملك حمد بن عيسى يوم 16 فبراير، والذي سيتم تحت إشراف نائب رئيس الوزراء، جواد بن سالم العريض، ستتسع لتغطي كل هذه الأحداث، مشيرة إلى أن أعضاء فريق التحقيق قد التقوا بعضهم البعض في الكثير من المناسبات، وهم يحظون بتعاون كامل من جميع الأجهزة الحكومية ذات العلاقة. وقد تم جمع المعلومات المتعلقة بالأحداث التي وقعت في الفترة من 13 وحتى 14 فبراير، وسيستمر فريق التحقيق في جمع المعلومات المتعلقة بالفترة اللاحقة حتى يوم 18 فبراير. وتستمر التحقيقات بنفس النسق، وسيتم الإعلان عن التقدم الذي يحققه فريق التحقيق في وقت لاحق.

وبينت المتحدثة باسم هيئة شؤون الإعلام أن وزارة الصحة أشارت إلى عرقلة خطة الكوارث المطبقة في مجمع السلمانية الطبي نتيجة للعدد الكبير من قبل الموجودين في المستشفى من الجمهور وأهالي المصابين والمتظاهرين، مما أسهم بشكل كبير في إعاقة تنفيذ هذه الخطة وأثر سلبا على قدرة خدمات الطوارئ والطواقم المؤهلة على التعامل بفعالية مع الأوضاع الطارئة، كما أوضحت وزارة الصحة أنها ستسلم التقرير المعد لذلك إلى لجنة التحقيق التي يترأسها نائب رئيس الوزراء جواد بن سالم العريض.

وأعرب أحمد أبو الغيط، وزير الخارجية المصري، أمس، عن ترحيبه بالدعوة للحوار لمعالجة جذور الخلاف السياسي في البحرين وتجاوز الأزمة الحالية.

وقال أبو الغيط إن الحراك السياسي الحضاري الذي شهدته البحرين خلال الأسابيع الماضية، هو مؤشر جديد على حيوية المجتمع البحريني وتطلعاته المشروعة للإصلاح السياسي والاقتصادي، مثمنا الاستجابة السريعة بالدعوة لحوار وطني موسع ومفتوح تشارك فيه جميع الأطراف لمعالجة كل الملفات.

وأضاف أن الحوار المفتوح والموسع هو الطريق الحقيقي للمحافظة على مكتسبات الشعب البحريني، واستكمال تجربته الإصلاحية للوصول بها إلى ما يستجيب لطموحات الحكومة والشعب البحريني.