اليمن: الرئيس يأمر الأمن بمنع الاحتكاكات بين معارضيه ومؤيديه

وفاة يمني أشعل النار في نفسه بسبب ظروفه المعيشية

TT

توفي شاب يمني عاطل عن العمل في مستشفى بمحافظة عدن الجنوبية، أمس، متأثرا بجروح أصيب بها عندما أشعل النيران في جسده في بداية الأسبوع، بحسب ما أفادت به مصادر طبية لوكالة الصحافة الفرنسية.

وأوضحت المصادر أن عبد الله محمد قاسم (27 عاما) «كان في حالة صحية خطيرة قبل وفاته»، جراء الحروق والإصابات الناتجة عن إشعاله النيران في جسده. وأكد أفراد في الأسرة أن قاسم «صب قرابة خمسة لترات من مادة البنزين على جسده في بلدة جحاف بمحافظة الضالع (جنوب) يوم الاثنين، وذلك نتيجة ظروفه المعيشية الصعبة». وذكر صهره، ويدعى خالد النقيب، أنه «منذ الانتفاضة التونسية كان يتابع محمد الأحداث بشغف، وربما تأثر بحادثة محمد بوعزيزي» الشاب التونسي الذي أطلق شرارة الانتفاضة في بلاده بعدما أحرق نفسه.

في غضون ذلك، سعى الرئيس اليمني علي عبد الله صالح إلى استيعاب تحركات المطالبين بإسقاط نظامه، فأمر بحماية المتظاهرين، وبتخفيف القيود على الحركة الاحتجاجية التي اكتسبت زخما إضافيا مع انضمام مجموعات جديدة إليها.

وذكرت وكالة الأنباء الرسمية اليمنية أن «توجيهات رئاسية قد صدرت إلى الأجهزة الأمنية بمنع حدوث أي احتكاك بين المشاركين في الاعتصامات المؤيدة والمعارضة».

وطلب علي عبد الله صالح أيضا «توفير الحماية الأمنية» لهذه الاعتصامات «بما يكفل عدم حدوث أي مواجهات أو صدامات بين الطرفين، والتعبير عن الرأي من قبل كل منهما سلميا في الإطار الديمقراطي وبعيدا عن أي أعمال عنف أو فوضى أو إساءات للآخرين».

وكان مؤيدو ومعارضو الرئيس اليمني المتظاهرون في صنعاء وفي مدن يمنية أخرى اشتبكوا بشكل شبه يومي، خصوصا في العاصمة حيث ينظم المطالبون بإسقاط النظام اعتصاما مفتوحا أمام جامعة صنعاء.

وارتفع الخميس عدد المشاركين في الاعتصام في «ساحة الحرية» أمام جامعة صنعاء، وازداد عدد الخيم المنصوبة في المكان بعدما انضمت مجموعات جديدة إلى المعتصمين، بينها عشرات النساء من اتحاد نساء اليمن، وقياديون حزبيون، ومعارضون، ووفد من نقابة الأساتذة الجامعيين، بحسب ما ذكر مراسل وكالة الصحافة الفرنسية.

وأدى المعتصمون صلاتي الظهر والعصر، ورفعوا صور «الشهداء»، واستبدلوا بهتافات «الشعب يريد إسقاط النظام»، هتافات «الشعب يريد إسقاط الرئيس»، فيما كانت القوى الأمنية المنتشرة حول المكان تخضع الداخلين والخارجين للتفتيش.

وقال أحد المعتصمين، ويدعى هاشم الابارة «ننتظر بفارغ الصبر أن يسقط القذافي حتى ينتقل التركيز إلى اليمن ويزول صالح» في إشارة إلى تركيز الإعلام العربي والغربي على الانتفاضة الليبية في وجه العقيد معمر القذافي.

وتعتبر موجة الاحتجاجات الحالية، التي قتل فيها 15 شخصا حتى الآن بينهم اثنان في هجوم على المعتصمين يوم الاثنين، الأكبر في وجه نظام الرئيس صالح الذي يحكم البلاد منذ 32 عاما.

وشهدت محافظة عدن الجنوبية، التي قتل فيها 12 شخصا منذ بدء الحركة الاحتجاجية في 16 فبراير (شباط) الحالي، مظاهرات يومي الأربعاء والخميس شارك فيها المئات، من دون أن تتعرض لأي قمع.

وقدم صالح خلال الأيام القليلة الماضية لفتات إضافية تجاه معارضيه، ودعا إلى إجراء حوار وطني ثلاث مرات منذ بداية الأسبوع! فيما عمد إلى التراجع عن إعلانه الاثنين أنه لن يتنازل عن الحكم إلا في صناديق الاقتراع، مؤكدا أنه لن يترشح لولاية جديدة في عام 2013.

وبعدما أعلن نواب من حزب المؤتمر الشعبي الحاكم استقالتهم احتجاجا على «الأعمال القمعية»، وجه 28 نائبا من الحزب رسالة مفتوحة إلى صالح طالبوه فيها بتنفيذ إصلاحات «للخروج من الأزمة».

وأشار النواب في الرسالة إلى ضرورة السماح بالتظاهر السلمي، ومحاكمة مهاجمي المعارضين، وإجراء حوار وطني شامل، وإعادة تشكيل القوات العسكرية على أسس نزيهة وغير منحازة.

وفي موازاة التحركات المطالبة بإسقاط النظام، طالب أنصار الحراك الجنوبي بالانفصال عن شمال اليمن.

وتظاهر المئات في أبين والضالع ولحج، ورددوا هتافات بينها «الشعب يريد تحرير الجنوب» و«ثورة ثورة يا جنوب» بعدما طغت الدعوة إلى إسقاط النظام على التحركات الشعبية في الجنوب كما في باقي أنحاء البلاد في الفترة الأخيرة.

وفي حادث منفصل، شنت عناصر من تنظيم القاعدة ليل الأربعاء الخميس هجوما على مقر حكومي في أبين جنوب البلاد، مما أدى إلى إصابة خمسة أشخاص بينهم جنديان بجروح.