ليبيون: القذافي يسعى للسيطرة على الزاوية لأنها الأقرب لطرابلس والأكثر كثافة سكانية

ناشدوا شركات الاتصالات المصرية توفير الدعم التقني لهم

TT

قال شهود عيان ليبيون إن كتيبة عسكرية ليبية تتبع العقيد معمر القذافي، حاولت مجددا منذ صباح أمس اقتحام مدينة الزاوية التي تبعد نحو 40 كلم من طرابلس، بالقرب من الحدود التونسية، بعد أن فشلت في السيطرة عليها يوم أول من أمس.

وروى شهود العيان في اتصالات مع «الشرق الأوسط» من القاهرة أن الكتيبة دخلت في معركة عنيفة مع المتظاهرين بالمدينة، استمرت لبضع ساعات، سقط خلالها 16 شهيدا من المتظاهرين، كما قتل مرتزق أفريقي من القوات المهاجمة، وأكدوا أنه تم أسر 7 من المرتزقة، وتم تسليمهم بواسطة الثوار إلى السلطات القضائية في المدينة.

وأضاف شهود العيان أنه تم طرد القوات المهاجمة، وأن المتظاهرين سيطروا على المدينة بمساعدة قوات من الجيش أعلنت انضمامها للمتظاهرين، وإن كانت - بحسب شهود العيان - لا تملك أسلحة وذخيرة.

ويرجع ليبيون إصرار القذافي على الاستيلاء على مدينة الزاوية وتخليصها من قبضة المتظاهرين، إلى موقعها الاستراتيجي الحساس، حيث تعد الزاوية أكبر تجمع سكاني بالقرب من العاصمة طرابلس التي يتحصن بها القذافي، وهو ما يجعلها بوابة رئيسية لاقتحام العاصمة، كما أن تاريخ المدينة معروف في التمرد على السلطات حتى في العهد الملكي.

ولفت شهود العيان إلى أن كتيبة الخويلد الحميدي، صهر القذافي، لا تزال تتمركز في مدينة صبراتة القريبة من الحدود مع تونس وتعزلها مدينة الزاوية عن الوصول للعاصمة، مشيرين إلى أن الحميدي حاول خلال الأيام الماضية فتح الطريق إلى طرابلس، لكن ثوار الزاوية تصدوا بنجاح لتلك المحاولات.

ووصف القذافي، أمس، عبر مداخلة هاتفية مع التلفزيون الليبي وجهها لأهل الزاوية، بأن ما يحدث فيها «مهزلة»، داعيا المتظاهرين إلى الاستسلام.

وحول الأوضاع في بقية المدن التي وقعت في قبضة المتظاهرين، أشار شهود العيان إلى أن قوات القذافي دكت الإذاعة المحلية لمدينة مصراتة، لكنها تمكنت من إعادة البث من جديد.

وقالوا إن «ما يقلق القذافي أن صوت هذه الإذاعة مسموع بوضوح في طرابلس». ولفتوا إلى أنه باستثناء مدينة سرت، مسقط رأس القذافي، فإن معظم الأوضاع بالمدن الشرقية هادئة، والحياة تسير بشكل طبيعي، بالتنسيق مع اللجان الشعبية التي تتولى زمام الأمور.

وحول أوضاع الصحافيين والمراسلين الأجانب ووكالات الأنباء، أفادت مصادر مطلعة بمدينة بنغازي الليبية بأن الصحافيين، ومراسلي الفضائيات الإخبارية، العربية والأجنبية يوجدون في كل مدن القطاع الشرقي، خاصة في بنغازي، وطبرق ومصراتة والبيضا، كما أنهم يمارسون عملهم بحرية وشفافية.

وأكدت المصادر أن الإعلاميين الموجودين الآن على الأراضي الليبية دخلوا بعد التنسيق الكامل مع سلطات الانتفاضة ورجال الجيش الوطني الليبي الذين انضموا إلى الثورة. وقالوا إن «الأجانب والعرب، في هذه المدن وحتى الحدود المصرية يعاملون معاملة جيدة جدا ويهتم الناس بشؤونهم».

وحول تصورات مرحلة ما بعد القذافي، لم تستبعد المصادر أن يتكرر السيناريو المصري، بتولي الجيش الوطني السلطة، وقيادة البلاد نحو تحول ديمقراطي يتم فيه التداول السلمي للسلطة. وقالت المصادر إن هذا السيناريو أصبح يتردد في الكثير من هتافات المتظاهرين.

وأفادت المصادر بأن اليوم (الجمعة) سيشهد صلاة الغائب على الشهداء في بنغازي وبقية المدن الليبية.

وناشدت المصادر المسؤولين عن شركات الاتصالات في مصر مساعدتهم في إيجاد وسيلة للاتصال بالعالم الخارجي، حيث إنهم تحولوا إلى مجرد مستقبلين للاتصالات الخارجية فقط.