كوسوفو تعين مرشحة رئاسية سابقة لقيادة المفاوضات مع بلغراد

غداة تشكيل الحكومة الجديدة واختيار ثالث رئيس للدولة الوليدة

TT

لم يمض سوى يوم واحد على تشكيل حكومة كوسوفو، حتى أعلن رئيس الوزراء الذي فاز بولاية ثانية، هاشم تاتشي، عن تعيين المرشحة السابقة لرئاسة الدولة إديتا طهيري، لرئاسة وفد بلاده في المفاوضات القادمة مع بلغراد، حول القضايا الفنية بين البلدين بعد ثلاث سنوات من إعلان استقلال كوسوفو. ولا تزال الكثير من القضايا عالقة بين الطرفين، مثل المهاجرين، والاتصالات، والأماكن الدينية، وغيرها.

وقال هاشم تاتشي، أمس، إن «إديتا طهيري سترأس وفد كوسوفو في المفاوضات مع بلغراد». وتوقع تاتشي أن تبدأ المفاوضات في مارس (آذار) القادم بين كوسوفو وجيرانها، لا سيما صربيا، لحل جميع المشكلات الفعلية، كمقدمة لتحسين العلاقات وتعزيزها لصالح جميع مواطني وشعوب دول المنطقة، وفق المعايير والمقاييس الأوروبية، على حد قوله.

وكانت صربيا قد عينت نهاية شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، بوركو ستيفانوفيتش، على رأس وفد المفاوضات القادمة مع كوسوفو. وقال ستيفانوفيتش، إن «موعد المفاوضات سيعلن عنه الأسبوع القادم، وأتوقع أن تبدأ في بروكسل منتصف الشهر القادم».

وكان برلمان كوسوفو قد وافق أول من أمس على انتخاب هاشم تاتشي رئيسا للوزراء للمرة الثانية على التوالي، وهو زعيم الحزب الديمقراطي في كوسوفو، وتسمية بهجت باقولي من «التحالف من أجل كوسوفو جديدة» رئيسا جديدا للبلاد، وذلك بعد أكثر من شهرين من إجراء الانتخابات البرلمانية التي جرت في كوسوفو في 12 ديسمبر (كانون الأول) الماضي. وتم اختيار باقولي رئيسا للبلاد من قبل نواب البرلمان، بعد استبعاد المرشحين الآخرين وهم: إديتا طهيري، وبيرم شاليا، وأجيم تشيكو (رئيس وزراء سابق برأته محكمة لاهاي من تهم ارتكاب جرائم حرب)، ورجل الأعمال المعروف فيتون سوروي. ويعد باقولي ثالث رئيس للبلاد بعد الرئيس الراحل إبراهيم روغوفا، وفاطمير سيديو. وقد تم انتخاب باقولي في الجولة الثالثة من التصويت، بعد فشله في تخطي الجولتين الأولى والثانية بسبب وجود اعتراضات على تسميته رئيسا للبلاد من قبل عدد كبير من أعضاء البرلمان.

وضمت الحكومة الجديدة التي صادق عليها البرلمان 18 وزيرا، بينهم 3 وزراء صرب، سيشغلون حقائب، المهجرين والجمعيات، والشؤون المحلية، والعمل والشؤون الاجتماعية. ولم تشهد المصادقة على أعضاء الحكومة الجديدة أي عقبات تذكر، حيث توافرت الأغلبية المريحة لهاشم تاتشي، رغم اعتراض نواب المعارضة من «الرابطة الديمقراطية» و«التحالف من أجل مستقبل كوسوفو» و«جمعية تقرير المصير» على انتخاب باقولي، والحكومة الجديدة.

وكان قد تردد أيضا أن الحزب الديمقراطي في كوسوفو بزعامة هاشم تاتشي، كان ضد انتخاب بهجت باقولي، غير أن ضغوطا داخلية وخارجية مررت تسميته لرئاسة البلاد في الفترة القادمة. وقد ترك نواب المعارضة قاعة البرلمان بعد التصويت مباشرة، في حين ظل التحالف الحاكم الجديد في القاعة للاحتفال بتشكيل الحكومة. وقال باقولي، الذي استقال من رئاسة «التحالف من أجل كوسوفو جديدة»، إنه سيعمل من أجل مصلحة جميع سكان كوسوفو. وينص الدستور على أن رئيس الجمهورية لا يحق له رئاسة أي حزب أثناء توليه مهامه على رأس الدولة، وكان الرئيس السابق فاطمير سيديو قد خسر منصبه، وألحق الهزيمة بحزبه في الانتخابات الماضية، بعد التأكد من استمراره في رئاسة «الرابطة الديمقراطية في كوسوفو» إلى جانب مهامه كرئيس للبلاد، وهو ما أدى إلى إجباره على الاستقالة، وانهيار الائتلاف الحاكم، وإجراء انتخابات مبكرة في 12 ديسمبر الماضي. يشار إلى أن بهجت باقولي رجل أعمال ألباني، يصنف على أنه أغنى رجال الأعمال الألبان في العالم.

وعلى صعيد الحوار بين بلغراد وبريشتينا، وصف رئيس وفد صربيا في المفاوضات القادمة بوركو ستيفانوفيتش، تعيين نائب رئيس الوزراء في كوسوفو، إديتا طهيري، على رأس وفد بلادها في المحادثات بأنه «دليل على الأهمية التي توليها كوسوفو للمحادثات، وجدية حكومة هاشم تاتشي في إقامة علاقات جيدة مع بلغراد».

وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد دعت في سبتمبر (أيلول) الماضي، إلى حوار جديد بين بلغراد وبريشتينا، حول القضايا العالقة في أقرب وقت، بيد أن استقالة الرئيس السابق فاطمير سيديو، وانهيار حكومة هاشم تاتشي السابقة، وإجراء انتخابات برلمانية في 12 ديسمبر الماضي، قد أخر موعد الحوار، الذي يرجى منه إنهاء الخلافات بين صربيا وكوسوفو.