الهند تقرر إرسال سفن حربية لإجلاء رعاياها الـ18 ألفا في ليبيا

سفير طرابلس لدى بنغلاديش استقال بعد مصرع أفراد من عائلته في هجمات على المتظاهرين

TT

أفادت مصادر حكومية في الهند أنه تقرر إرسال سفن حربية هندية لإجلاء الرعايا الهنود من ليبيا، مع استمرار تدهور الأوضاع في ليبيا بسبب الاشتباكات التي اندلعت بين مؤيدي ومعارضي معمر القذافي. ويقيم ما يقرب من 18 ألف هندي حاليا في ليبيا، يعمل عدد كبير منهم في شركات البناء.

وأفادت مصادر حكومية أنه سوف يتم إرسال مدمرتين والسفينة الحربية «آي إن إس غالاشاوا» (يو إس إس ترينتون) من ميناء مومباي خلال الساعات القليلة المقبلة إلى ليبيا. وفي نفس الوقت، استأجرت الحكومة الهندية سفينة رحلات خاصة كانت موجودة في المنطقة يمكن أن تتسع لعدد 1200 راكب.

وسوف تبحر السفينة من مصر إلى بنغازي، مركز الثورة في ليبيا حاملة على متنها مسؤولين حكوميين وأطباء هنودا من أجل تقديم المساعدة للرعايا الهنود. وبعد رحيلها عن بنغازي، من المتوقع أن ترسو سفينة الرحلات واسمها «سكوتيا برينس» في ميناء الإسكندرية المصري في الأول من مارس (آذار) المقبل. وسوف يتم نقل الركاب، من هناك، إلى الهند في رحلات خاصة لشركة طيران الهند. وسوف تستخدم السفن البحرية في نقل الهنود من طرابلس إلى الإسكندرية. ومن المتوقع أن تقوم القوات البحرية الهندية بإجلاء 8500 شخص من طرابلس و1500 شخص من بنغازي. ومن بين أكبر الشركات الموظفة للهنود في ليبيا شركة «بونغ ليويد»، و«دي إس للإنشاءات»، وشركة «سيمبلكس للمشاريع المحدودة». وبينما تحرص شركات أصغر على نقل عمالها، أخبرت شركات أكبر مسؤولي الحكومة بأنها تود أن تنتظر لمدة أسبوع من أجل التعرف على حجم المظاهرات. وقد قتل أحد الرعايا الهنود خلال المظاهرات الجارية حاليا في ليبيا. وفي الوقت نفسه، ساهمت المخاوف المتعلقة بالإمدادات النفطية والاضطراب الليبي في تعثر الأسواق الهندية، لأن الهند هي رابع أكبر مستورد للنفط الخام، ويمكن أن يساهم ارتفاع أسعار النفط في زيادة معدل التضخم والعجز المالي في الهند. وفي الوقت نفسه، وضمن سلسلة الاحتجاجات التي قدمها دبلوماسيون ليبيون في عدة دول احتجاجا على قمع الحكومة الليبية للمتظاهرين المطالبين بتحقيق الديمقراطية، قدم المبعوث الليبي للهند أيضا استقالته احتجاجا على قمع المتظاهرين. والتقى السفير الليبي في الهند، علي العيساوي، مع مسؤولين بارزين في وزارة الخارجية الهندية وأخبرهم بقرار استقالته. وكان السفير حانقا على حوادث القتل في ليبيا، وخصوصا في مسقط رأسه مدينة بنغازي. كما أخبر العيساوي الحكومة الليبية بقراره. ويعتقد أنه كان يخطط للانتقال إلى بلد ثالث، بعدما أخبر مسؤولين هنودا بأنه لا ينوي العودة إلى ليبيا في ظل الظروف الحالية.

ولم ترد وزارة الخارجية الهندية والمفوضية الليبية في نيودلهي على الاتصالات التي كانت تستفسر عن صحة استقالة السفير الليبي. وفي الوقت نفسه، تخلى أحمد عطية الإمام، السفير الليبي في بنغلاديش عن منصبه الرسمي، وانضم إلى عدد من المسؤولين الآخرين الذين تبرأوا من ممارسات حكومة معمر القذافي. وكان الإمام قد أخبر الحكومة البنغالية في دكا بقرار الاستقالة من منصبه. وقرر الإمام التخلي عن ولائه لنظام القذافي لأن عددا كبيرا من أقاربه كانوا قد قتلوا في الهجمات التي شنتها الحكومة الليبية ضد المتظاهرين خلال الأيام الأخيرة.