أبناء القذافي يواصلون محاولاتهم المستميتة للحيلولة دون سقوط أبيهم

الساعدي: القذافي سيقوم بدور رئيسي في أي نظام جديد

TT

واصل أبناء الزعيم الليبي معمر القذافي، محاولاتهم المستميتة في الدفاع عن نظام والدهم القابع على رأس السلطة منذ 42 عاما، وعدم سقوطه أمام الاحتجاجات المتزايدة ضده في جميع أنحاء البلاد. واتهم سيف الإسلام القذافي دولا عربية، لم يسمها، بالتآمر ضد ليبيا عبر «إعلام مسموم يبث إشاعات كاذبة»، داعيا الصحافيين من كل أنحاء العالم للقيام بجولة في البلاد للوقوف على الأوضاع هناك وليبينوا «أين هو القصف وأين هم القتلى». فيما شدد الساعدي القذافي، على أن والده سيقوم بدور رئيسي في أي نظام يتشكل في ليبيا. بينما ألقى وزير الخارجية الليبي بمسؤولية الاضطرابات التي تشهدها الجماهيرية على تنظيم القاعدة.

وقال سيف الإسلام القذافي، «إن التآمر ليس من الليبيين، التآمر قادم من إخوانكم العرب الذين سلطوا عليكم إذاعاتهم والكلام المسموم والإشاعات الكاذبة». نافيا سقوط مئات القتلى في المصادمات التي تشهدها البلاد بين المحتجين المطالبين بإسقاط نظام والده القذافي وقوات الأمن، أو أن يكون هناك استهداف للمناطق المأهولة بالسكان.

وذكر سيف الإسلام، خلال زيارة قام بها الليلة قبل الماضية إلى مقر قناة «الليبية»، أن «هذه معركة إعلام، وقد ضحكوا على الليبيين بالإعلام والأخبار الكاذبة بدليل التآمر الآن على الإذاعة الليبية. هذا الكلام الذي تبثه هذه الإذاعات والقنوات السخيفة هو كلام كذب»، مشيرا إلى أن شركة «نايل سات» (المصرية) قطعت الإرسال بالكامل على قناة «الليبية». يذكر أن بث القناة عاد أمس بعد اتصالات للحكومة الليبية مع شركة «نايل سات»، حسبما أعلن التلفزيون الليبي.

وأوضح سيف الإسلام أن عمليات القصف التي قامت بها طائرات الجيش الليبي استهدفت مخازن ذخيرة في مواقع خالية في الصحراء، والآن فإن الصحافيين قادمون من كل أنحاء العالم. وقال: «سيقوم رؤساء وأعضاء السلك الدبلوماسي بجولة بالطائرات العمودية، وسيطيرون إلى أي مكان في طرابلس، وفي تاجوراء، وفي الزاوية وفي أي مكان، ليبينوا لنا أين هو القصف الذي يحكون عنه، إننا سنتحداهم يوم الخميس (أمس) سيكون يوم التحدي، وليبينوا لنا أين هو القصف، وأين هم القتلى؟».

وكانت السلطات الليبية أعلنت أمس أن اللجنة الشعبية العامة للاتصال الخارجي والتعاون الدولي (وزارة الخارجية) ستنظم زيارات ميدانية للبعثات السياسية والمراسلين الأجانب إلى الأحياء والمناطق السكنية التي ذكرت بعض وسائل الإعلام إنها تعرضت للقصف الجوي بغية إثبات عدم صحة ذلك.

واعتبر سيف الإسلام أن كل الأمور في طرابلس كانت هادئة، باستثناء هجوم واحد فقط قتل خلاله الحارس الموجود على الإذاعة الليبية. وعن الوضع في المناطق الشرقية من البلاد، قال: «إن الذي يحزنني كثيرا البلاغات التي تأتي لنا من بعض المناطق الشرقية، حيث يستغيث إخواننا من الفوضى ومن القتل والسلب والاستهتار والإعدامات»، مشيرا إلى أن «21 شخصا بريئا قتلوا ذبحا بالسكين، ورموا جثتهم في الوادي».

ودعا التجار إلى فتح محالهم وإرسال أبنائهم إلى المدارس، قائلا: «إن الحياة تسير بصورة طبيعية في طرابلس». لافتا إلى أنه تم تشكيل لجنة تضم أجانب للتحقيق في الأحداث التي تشهدها البلاد.

من جانبه، قال الساعدي القذافي، «إن والده سيقوم بدور رئيسي في أي نظام يتشكل في ليبيا، لكن أيضا هناك حاجة لدماء جديدة لتولي السيطرة المباشرة والقيام بالإصلاحات».

واعتبر الساعدي، وهو لاعب كرة قدم سابق، أن والده سيكون «جد» أي نظام جديد في طرابلس، وذلك في مقابلة مع صحيفة «الفايننشال تايمز» نشرتها أمس. وقال في اتصال هاتفي أجرته معه الصحيفة في طرابلس «والدي سيبقى مثل الجد الذي ينصح».

ورغم إقراره بأنه يوجد أناس يحتجون ضد حكم والده، أكد الساعدي أن ما يصل إلى 85% من ليبيا هادئ وآمن جدا. واصفا المظاهرات الموجودة بـ«الشيء الطبيعي». وأضاف: «كل شخص ينبغي أن يعبر عن رأيه بحرية، والقيادة ستسترد الجزء الشرقي من البلاد آجلا أو عاجلا».

وكانت اللجنة الشعبية العامة للأمن العام (وزارة الداخلية) قد دعت الذين بحوزتهم أسلحة تم الاستيلاء عليها بالطرق غير القانونية والشرعية؛ إلى أن يسلموها إلى القيادات الشعبية الاجتماعية في مناطقهم. كما دعت في بيان لها إلى التعاون معها في الإبلاغ عن «الذين غرروا بالشباب أو زودوهم بأموال أو أجهزة أو مواد مسكرة أو حبوب مهلوسة». وقالت إنه سيتم منح مكافأة مالية مجزية لكل من يبلغ أو يساهم في القبض عليهم أو تسليمهم.