تونس: الآلاف يتدفقون على نقطة رأس جدير الحدودية وتفكير في إقامة مخيم ظرفي في حالة تكاثر الهاربين من ليبيا

2500 شخص يمرون من الحدود كل ست ساعات

ليبي يرفع علامة النصر أمام دبابة دمرها المتظاهرون في بنغازي أمس (أ.ب)
TT

تشهد النقطة الحدودية «رأس جدير» الواقعة بين تونس وليبيا، تدفق ما لا يقل عن 2500 شخص كل ست ساعات. وسجلت النقطة مرور قرابة 1200 صيني حجزوا إقامتهم في جزيرة جربة. كما توافدت على المنطقة الحدودية خلال الساعات الأخيرة أعداد كبيرة من الأتراك والمصريين والجزائريين وقلة من الأفارقة، سنغاليون بالأساس، إلى جانب عائلات ليبية لها قرابة بعائلات تونسية. كما تدفق على المنطقة ما بين 150 و300 أميركي، حجزوا إقامتهم كذلك بالمنطقة السياحية بجربة. وقالت شاهدة عيان من رأس جدير لـ«الشرق الأوسط» إن آلاف الأشخاص ما زالوا ينتظرون إجلاءهم من ليبيا وهم في وضعية نفسية مأساوية، خاصة بعد الخطاب الأخير لمعمر القذافي.

وقال شاهد عيان كان يقطن بطرابلس: «كنا هناك ملازمين منازلنا. فالبلاد مغلقة، والجوع يتهددنا، والخوف ينتاب الجميع جراء ما نسمعه من طلق ناري»، مشيرا إلى أن أسعار النقل تضاعفت ثلاث مرات. وأفادت المفوضية العليا للأمم المتحدة للاجئين في بيان أصدرته أمس أنها أرسلت موظفيها إلى نقطة العبور الحدودية في رأس جدير، مشيرة إلى أن فرقا تم تركيزها بطلب من الحكومة التونسية لمراقبة الوضع عن كثب وضبط قوائم للأشخاص ذوي الوضعيات الهشة أو الذين في حاجة إلى مساعدات عاجلة على غرار الأطفال دون مرافقين، والنساء المرفوقات بأطفال أو المسنين، مضيفة أن فريقا آخر تابعا للمنظمة قد تم إرساله إلى هناك أمس .وأفاد البيان أن القادمين يتم إيواؤهم حاليا. وحددت وزارة الدفاع التونسية موقعا برأس جدير لإقامة مخيم ظرفي في حالة تكاثر عدد القادمين.

وتعمل المفوضية العليا للاجئين، بالتعاون مع السلطات التونسية، لتجهيز المأوى الجديد. كما أعلنت المفوضية عن إرسال طائرة محملة بالخيام وأجهزة الإسعاف بما يمكن من مساعدة عشرة آلاف شخص، وذلك في نهاية الأسبوع الحالي. وأجلت عشرات الحافلات التابعة للشركة الجهوية للنقل بمدينة مدنين على للحدود التونسية - الليبية، كافة الأشخاص العالقين على الحدود، سواء في رأس جدير أو في منطقة الذهيبة الحدودية، وقدر عددهم بما لا يقل عن 6308 أشخاص، وذلك بداية من يوم 20 فبراير (شباط) الحالي، ومن بينهم 68 مصريا، و100 تركي، و200 جزائري، والبقية من التونسيين. وتولت قوات الجيش التونسي إقامة مستشفى متنقل برأس جدير يضم 70 سريرا إلى جانب نصب خيام للإسعاف الأولي، وذلك تحسبا لتدفق مئات الجرحى الليبيين على الجانب التونسي. وقال شاهد عيان من رأس جدير إن مستشفى عسكريا ثانيا يحتوي على العديد من الخيام تم نصبه على بعد سبعة كيلومترات من رأس جدير، وسيخصص بالأساس لفحص العائدين من ليبيا، كما تم وضع ثلاث طائرات مروحية بجزيرة جربة رهن إشارة الأطباء والوقاية المدنية لنقل الحالات الصحية الطارئة إلى المستشفيات والمصحات في تونس العاصمة وبقية الولايات القريبة. كما خصص المستشفى عشرة أسرة مجانية لاستقبال الجرحى الليبيين.

وانطلقت أمس من ميناء حلق الوادي بالعاصمة باخرة «الحبيب» في اتجاه مدينة بنغازي الليبية. وقال الهادي اللومي، مدير الاتصال بالشركة التونسية للملاحة، إن الباخرة تتسع لـ1400 شخص، وما لا يقل عن 440 سيارة، ومن المتوقع أن تصل إلى ميناء بنغازي صباح السبت. وأعلن الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية (اتحاد الأعراف) أمس، عن تسخير 50 سيارة أجرة وتوجيهها إلى الحدود التونسية - الليبية لنقل المسافرين التونسيين العاملين في ليبيا إلى كامل مناطق تونس. ويقدر عدد التونسيين في ليبيا حسب إحصائيات ديوان التونسيين بالخارج بنحو 87 ألف تونسي. إلا أن دوائر إحصائية أخرى تؤكد أن العدد يتجاوز المائة ألف، ويعمل معظم التونسيين في مدينة بنغازي.