السلطات الليبية تمنع هبوط طائرة لبنانية.. والحريري يتابع إجلاء الرعايا اللبنانيين عبر سفارة تركيا

تغييب الإمام الصدر ورفيقيه عكّر علاقة لبنان بليبيا.. والقذافي مطلوب بمذكرة توقيف

TT

بعد أن امتنعت السلطات الملاحية في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت عن استقبال طائرة ليبية خاصة، قيل إنها تقل زوجة هانيبال معمر القذافي اللبنانية ألين سكاف، وعددا من أقاربها، ردت السلطات الليبية أمس برفض إعطاء طائرة تابعة لخطوط الشرق الأوسط اللبنانية الإذن بالهبوط في مطار طرابلس الغرب لإجلاء عدد من الرعايا اللبنانيين. وكانت السلطات اللبنانية امتنعت مطلع الأسبوع عن إعطاء الإذن للطائرة الليبية بالهبوط في بيروت بعد رفض الجانب الليبي تزويد المطار بلائحة تضم أسماء المسافرين على متن الطائرة.

وفي حين غادر خمسون راكبا لبنانيا الأراضي الليبية على متن الخطوط الجوية السورية، وفق ما أعلنه المدير العام لوزارة الخارجية والمغتربين هيثم جمعة، لا يزال خمسون آخرون، كانوا قد سجلوا أسماءهم للعودة إلى لبنان، محتجزين في ليبيا. وفي إطار متابعة إجلاء الرعايا اللبنانيين من ليبيا، أجرى رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري اتصالا بسفير تركيا في لبنان أنان أوزيلديز وطلب منه مساعدة بلاده في هذا الخصوص. وأجرى مستشار الحريري فادي فواز اتصالات لهذه الغاية مع وزارة الخارجية والمغتربين والقائم بأعمال سفارة لبنان في طرابلس الغرب نزيه عاشور وتم الاتفاق على الإسراع في عملية إجلاء الرعايا اللبنانيين من ليبيا بواسطة السفارة التركية في طرابلس الغرب.

وتأتي الخطوة الليبية بعدم إعطاء إذن للطائرة اللبنانية لتزيد من سوء العلاقة القائمة بين لبنان وليبيا، والتي يعود تاريخ توترها إلى أواخر شهر أغسطس (آب) 1978، تاريخ تغييب الإمام موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين، أثناء زيارتهم ليبيا بدعوة من رئيسها معمر القذافي.

ويوجه اللبنانيون، وتحديدا الشيعة منهم، أصابع الاتهام إلى القذافي في إخفاء الإمام الصدر ورفيقيه بعد أن ثبت عدم صحة الادعاء الليبي بمغادرتهم طرابلس إلى إيطاليا. ولم تفلح كل الاتصالات طيلة السنوات الفائتة في جلاء تفاصيل عملية الإخفاء أو التوصل إلى أي معلومات حول مصير الإمام الصدر ورفيقيه.

وفيما منعت ليبيا المواطنين اللبنانيين من دخول أراضيها كإجراء احترازي باستثناء المقيمين فيها أو حاملي تصاريح العمل أو المتزوجين من ليبيات، ساءت علاقة البلدين أكثر فأكثر بعد إقدام ليبيا على سحب سفيرها من بيروت، عام 2000، احتجاجا على استثنائه من الدعوات الرسمية التي يوجهها رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى السفراء العرب في بيروت، لا سيما جلسة انتخاب الرئيس إميل لحود وكذلك الدعوة لحضور الجلسة الافتتاحية لمجلس النواب اللبناني. وفي عام 2003، أغلقت ليبيا سفارتها كليا في بيروت. وفيما قاطع القذافي القمة العربية في بيروت عام 2002، امتعضت طرابلس من إصدار القضاء اللبناني عام 2008 قرارا اتهاميا في قضية اختفاء الإمام الصدر ورفيقيه، حيث اتهم المحقق العدلي سميح الحاج القذافي بإخفاء الصدر ورفيقيه بعد الزيارة العلنية التي قاموا بها إلى طرابلس. وطلب الحاج إنزال عقوبة الإعدام بالقذافي.